اعلنت مديرية دائرة المخطوطات العراقية، ان مشفى إيطالياً سينصب قريباً في بناية المتحف العراقي لفحص ومعالجة المخطوطات التراثية والتاريخية، مقابل ان يمنح العراق الجانب الإيطالي حق التنقيب في بعض المواقع الأثرية غير المكتشفة حتى الآن.
وتشير الأخبار والتقارير التي تنشرها الدوائر الاختصاصية في السنوات الأخيرة إلى تعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع المخزون العراقي من نفائس الكتب والمخطوطات إلى الأضرار والتلف، وهذا يشكل خسارة لا تعوض للآثار المنقولة التي خلفتها الحضارة العربية الإسلامية وعقول علمائها ومفكريها.
وبحسب تقرير صحفي نشرته العربية نت، واطلعت عليه "شفق نيوز" فقد كشف مدير عام دائرة المخطوطات العراقية، قيس حسين رشيد، أن "هناك مشفى إيطالياً سينصب قريباً في بناية المتحف العراقي لفحص ومعالجة مخطوطاتنا".
واضاف "المخطوطة كائن حي، ومثل كل الكائنات الحية يصاب بأمراض تحتاج إلى تشخيص ومعالجة، وبما أن المخطوطة من الورق أو الجلد فإنها تحتاج إلى أن تتنفس، وظروف خزنها السيئة أشبه ما تكون بالسجن لها، فتعاني من الرطوبة كما تعاني من الجفاف".
وتابع بالقول "لذلك اتفقنا مع الجانب الإيطالي وضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية أن يأتوا بمشفاهم التخصصي ذي التقنيات الكبيرة والطرق الفنية الحديث، ويساهموا معنا في إنعاش التالف والمتعرض للتلف بسبب ظروف الخزن غير العلمية، وبسبب تقادم الزمن، وأيضاً بسبب ما تعرضت له المخطوطات في الأحداث التي مرت بالبلاد".
فيما قال عبدالله حامد محسن، مدير عام الدراسات والبحوث في هيئة الآثار "لدينا أكثر من 45 ألف مجلد يحوي 200 ألف عنوان، وهذه الأرقام تتجاوز قيمتها التراثية العراق وترتقي إلى مصاف الإرث الإنساني، وتكاد تكون من التسلسلات الأولى في العالم بمخزون مخطوطاتنا".
ونوه الى "وجود مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، القانون في الطب لابن سينا، ديوان المتنبي، آيات قرآنية يعود بعضها إلى السنوات الهجرية الأولى، والقسم الأكبر منها بنسخة واحدة فريدة مكتوبة على جلد، وقسم على أوراق مختلفة. وهذه بسبب القدم تضعف مقاومتها، وأحبارها تتأكسد، ولذلك تلجأ – عادة - مراكز المخطوطات العالمية إلى إجراء عمليات إنقاذية كما نسعى نحن الآن".
وبحسب محسن فان "المشافي أو مراكز الصيانة تستخدم طرقاً علمية مبتكرة تتلاءم وخاصية المطبوع، لأن كتّابه القدماء كانوا يجهلون ما الذي ستتعرض له مخطوطاتهم بعد ألف سنة".
ولا يقتصر الاتفاق بين العراق والجانب الإيطالي على المجيء بمشفى وصيانة المخطوطات فقط، وإنما على إقامة دورات تدريبية لمنتسبي هيئة الآثار ودار المخطوطات على كيفية حفظ هذه النفائس وتطوير القدرات التقنية في مجال الصون الوقائي للكتب والإدارة المكتبية.
وفي مقابل هذا فإن العراق يعطي الجانب الإيطالي حق التنقيب في بعض المواقع الأثرية غير المكتشفة.
37/5/13927
https://telegram.me/buratha