مع هبوب رياح الخريف الهادئة انطلق موسما دراسيا جديدا مفعما بالنشاط والتفائل والتحقت كوكبة جديدة من اطفال العراق براعم المستقبل وأمل الامهات التي رسمت على وجوههن اهات السنين لينطلقوا برحلة التعليم والمعرفة في بلد تكالبت عليه المصائب ونهشته انياب الارهاب والفساد من كل جانب.
ارتسمت اليوم على شوارع بغداد الحزينة والمحافظات الاخرى لوحة امل متجسدة باطفال يرتدون زي المدرسة ويحملون حقائبهم الجديدة وهم في قمة السعادة متوجهين الى مدارسهم التي كثر عليها الحديث وطال،وتعددت اللجان والاجتماعات بشأنها ولكن ،مالذي ينتظرهم ؟؟انها بضعة مقاعد تراكمت عليها الاتربة وعدة صفوف لايمكنها استعياب اكثر من 30 طالبا في حين يحشر اكثر من 50 طالبا فيها وساحة المدرسة وسياجها المتهالك ودورات مياه ملئت بالمياه الاسنة وشوارع وعرة ومتكسرة تؤدي اليها".
هذا هو حال اغلب المدارس العراقية وهناك ماهو اسوء اذ هناك بعض المناطق في المحافظات تبعد المدارس عن سكن الطالب عدة كيلومترات مع انعدام وسائل النقل لهذه المناطق مما يضطر الاب الى ابقاء أبناءه في ظلمة المنزل بعيدا عن نور العلم والتعليم .
المرشد التربوي في ثانوية الصدرين للمتميزين كريم رحيم الفهد وصف اقبال التلاميذ للمدارس اليوم بالحذر نظرا للتحديات الامنية التي يشهدها البلد فضلا عن مرافقة أولياء الامور للطلبة بسبب الاوضاع الامنية المرتبكة ، مبينا ان الاقبال على الدوام جيد نسبيا وقامت ادارة المدرسة بتوزيع الكتب على التلاميذ وعقدت اجتماعها الاول مع الهيئة التدريسية وتم توزيع الحصص ووضع جدول الدوام ، .
من جانبه قال المدرس احمد حسن الذي يعمل في احدى مدارس مدينة الصدر ان الاقبال كان ضعيف بسبب الاوضاع الامنية وهناك غياب واضح لكثير من الطلبة من ذوي ضحايا التفجيرات التي شهدتها المدينة مؤخرا مما تعذر حظورهم ،موضحا ان اغلب المدارس تعاني من نقص الخدمات ومياه الصالحة للشرب و عدم نظافة وجاهزية دورات المياه فيها مما يؤثر سلبا على الواقع الصحي والتربوي للتلاميذ".
وكيل وزارة التربية للشؤون الفنية عدنان ابراهيم محسن اكد مشاركة اكثر من مليون و19 الف تلميذ جديد في الاول الابتدائي ، ضمن الموسم الدراسي الجديد مشيرا الى ادخال مناهج دراسية جديدة من بينها تضمين مادة الانكليزي للصف الاول الابتدائي.
وبدورها أعلنت الناطقة الإعلامية لوزارة التربية سلامة الحسن عن توجه 9 ملايين طالب لهذا العام ومن جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ،مبينة ان الوزارة اكملت جميع استعدادتها وجهزت الكتب والقرطاسية لجميع المدارس ".
وحول ازدواج الدوام في المدارس اوضحت الحسن ان "الوزارة تهدف الى فك ازدواج الدوام الثلاثي والثنائي ،مشيرة الى ان العراق بحاجة الى 7 الاف مدرسة لفك هذا الازدواج ،وعدم اكمال ابنية المدارس يعود الى التلكؤ الذي شهده بعض الشركات المنفذة للمشاريع واحال دون تسليم الابنية لاستغلالها ضمن الموسم الدراسل لهذا العام ،وبينت هناك 351مدرسة جاهزة وتم استلامها من قبل مديريات التربية وسيتم مباشرة التلاميذ بالدوام في هذه المدارس ،.
يشار الى ان العراق يعاني من قلة في الابنية المدرسية وذلك بعد هدم العديد منها بسبب تهالكها واحتمالية سقوطها مما انبثقت ازمة جديدة انظمت الى ازمة السكن وغيرها من الازمات المستعصية في العراق ، وتم صرف مبالغ طائلة لباء مدارس جديدة لكن الفساد الاداري والمالي وعدم كفاءة الشركات التي احالت لها المشاريع ادت الى تلكؤ بناء هذه المدارس وبقيت البعض منها شواخص غير مكتملة".
ومن جانب التحديات الامنية التي توجهها العملية التربوية اكدت الناطقة الرسمية باسم الوزارة ان " جميع المدارس مؤمنة من قبل مديرية حماية المنشأة التابعة لوزارة الداخلية ،وتم تعيين العناصر بحسب حجم المدرسة والحاجة لها من افراد الحماية ".
وكانت انباء تشير الى سحب بعض عناصر حماية المنشأة من المدارس الى المساجد ،في حين يواجه العراق موجة عنف تستهدف المدنيين في الاسواق والمساجد ومجالس العزاء وشهد العام الماضي استهداف للمدارس والتلاميذ مع بدء الموسم الدراسي الماضي ".
ومن جانب اخر نوهت الحسن الى ان وزير التربية محمد تميم منح صلاحيات لمديريات التربية حول التصرف بالاموال المخصصة لها في صيانة المدارس وتوفير جميع الخدمات للتلاميذ بما فيها دورات المياه الصحية وتوفير المياه الصالح للشرب و المستلزمات الدراسية الاخرى واثاث المدارس من رحلات وغيرها ، ".
ويبقى لسان حال المواطن الذي يحلم بمستقبل زاهر لاولاده يقول: الى متى تبقى اشباح الفساد تطارد احتياجتنا ومتطلبات الحياة التي باتت كبيرة في زمن غابت فيه الضمائر وسادت فيه المصالح الشخصية وتغلبت على المصلحة العامة
https://telegram.me/buratha