التقارير

نساء في زمن العولمة يطرقن باب العرافات

3074 10:02:00 2013-09-18

 

جريدة المواطن

بغداد- كوثر ابراهيم

في ظل الاوضاع الاجتماعية التي يمر بها العراق، كثرت في الاوانة الاخيرة مسألة العرافات اوفتاحات الفال كما يقال.والعرافة هي ممارسة للتنبؤ بالمستقبل، وعادةً ما تمارس بشكل فردي باستخدام وسائل خفية أو خارقة للطبيعة، والغرض من وراء ذلك هو الكسب التجاري في الغالب، وكثيراً ما يتم الخلط بينها وبين الممارسة الدينية التي تعرف بالكهانة.ويصاب الزائر للعرافات او قارئات الطالع، بالدوار، إذ يجد ان الزحام الذي تكتظ به غرف الاستراحة للزبائن يفوق عدد المراجعين لاي طبيب.

هوس النساء

وتحدثت لنا العرافة أم صلاح بقولها، ان «اغلب النساء اللواتي ياتين الي، ربات بيوت، توجد لديهن مشاكل مع ابنائهن او ازواجهن، او عدم استطاعتهن على الانجاب، وبعض تلك الحالات اوفر لها نتائج مرضية، وبعضها يتأخر حسب تقبل الانسان للعلاج.وتشكو ام عمر، من ادمانها على مراجعة العرافات لاكتشاف المستور والحصول على توجيهات العرافة التي لا تملك في احيان كثيرة حلولا لمشكلاتها الخاصة، لاسيما وهي تعاني في اغلب الاحيان، مثل باقي الزبائن، من صداع مزمن بسبب ضغوط الحياة اليومية.وتقول أم علي، وهي أم لاربعة اولاد ومطلقة منذ  اكثر من شهرين «انني اتردد على  منزل العرافة  للحصول على وصفة قد ترجع زوجي لي ولأولاده الاربعة،  ولكنني لم  احصل على اي شيء».وتقول صفاء وهي من الفتيات اللواتي يترددن على منزل العرافة باستمرار، كما يتردد اي مواطن الى عيادة الطبيب، انها تبحث عن زوج مناسب، وان جميع صديقاتها تزوجن بهذه الطريقة، إذ كن يسارعن الى منزل اقرب عرافة  بعد انجذابهن الى احد زملاء العمل او الدراسة، لاستشارتها في بعض الامور الغامضة، وكشف المستور عن الشاب الذي حظي بقلب الفتاة.

مبالغ كبيرة

وعلى رغم  من مرور اكثر من عام على مراجعة صفاء للعرافة المذكورة ودفعها مبالغ كبيرة عن كل عمل جديد تقوم بتحضيره لها، كان آخرها دفع مبلغ 200 دولار عن عمل وصفته المرأة بأنه اسطوري وسيدفع  الى زواجها من اي شاب، ولكن لم تنجح الوصفة كما توقعت صفاء.وتقول اسماء  24 عاما  انها اعتادت مراجعة احدى العرافات عندما تتخاصم مع خطيبها مصطفى، وتسأل عن الاسباب الكامنة وراء الخصام لأنها تعتقد ان السبب الرئيس وراء ما يحصل لها مع خطيبها هو وجود امرأة اخرى في حياته، وهذا الهاجس المستمر لديها جعلها زبونة دائمة لدى العرافات او فتاحات الفال، وهي لا ترى عيبا في ذلك، لاسيما ان هذه المسألة باتت ظاهرة شائعة بين الشابات والشبان في المجتمع العراقي، بل ان بعض الفتيات يقمن بزيارات دورية للعرافات للاستفسار عن الكثير من الامور الخاصة والعامة في حياتهن.

غياب الوعي الديني

عضوة لجنة الاسرة والطفولة النيابية هدى سجاد قالت ان «التردد على  منازل العرافات  لا يقتصر على النساء فقط بل ايضا موجود عند الرجال وهذا دليل على غياب الوعي الديني والثقافي، فضلا عن غياب اسس بناء اسرة جيدة. واشارت الى ان «المرأة تتوجه الى العرافة لحل مشاكلها وتظن ان المشكلة ستحل بهذه الطريقة لكن هذه المسالة تعد خاطئة  لان الاسرة اليوم ينبغي ان تبنى على اسس ومقومات المحبة والمودة «، مضيفة ان «هذه الثقافة خاطئة وينبغي محاربتها بشكل  نهائي»، معربة عن املها بان تكون المرأة العراقية ذات وعي وادراك بالمسؤولية، مشيرة الى ان ترددها على منازل  العرافات سيخلق فجوة حقيقية بينها وبين الاسرة، داعية  المرأة الى التسلح بالمعرفة  لكي يتسنى لها الخروج من هذه المشاكل.

المثقفين يطرقون ابواب العرافات

أما اخصائي علم النفس عباس الاسدي فيقول ان «جميع البشر يتمنون معرفة ماذا سيحصل غدا، وتوجد بعض القضايا تمر بالمرأة العراقية خصوصا لا يمكن ان توصف لا امنيا ولا اجتماعيا، ولا يمكن ان تجد حلا، خصوصا انه في بعض الاحيان تمر المرأة بموقف يجعلها بحاجة الى حل سريع»، مضيفا انه ضمن الدراسات التي تم تحضيرها وجدنا استاذة جامعية في منزل احدى العرافات، وتقول انني سئمت من الحلول العلمية، مبينا ان التردد على منازل العرافات لا يقتصر على  الانسان البسيط  بل يشمل  ايضا حتى المتعلم. ويضيف ان هدف العراف شيء واحد وهو اخراج الاموال  من جيوب المواطنين  بطريقة طيبة جدا، موضحا ان «هذه الطريقة منتشرة  بشكل واسع في جميع المجتمعات  لكن انتشارها يكثر في الازمات، مشيرا الى انه «كلما تشتد الازمات في المجتمعات، والعراق مجتمع متأزم، نشاهد ان الفتاة تبحث عن  فرصة سواء اكانت زواجا او تعيينا لتحقيق هذا الهدف  لذلك فان ابسط  طريق تلجأ اليه هو طريق العرافات،  فضلا عن ذلك وجدنا ان صالونات الحلاقة  النسائية فيها قراءة كف، وفنجان ، وابراج  الغرض منها جمع الاموال فقط ، مشيرا الى ان هكذا امور لا تنتهي بمعالجة يطلقها متخصص في علم النفس ولكن ينبغي استخدام العقل  وتحليل  الموقف الذي امامه، وعلى المؤسسات  الاعلامية ان تشيع ثقافة الفكر والقراءة  والمعرفة بالاضافة على المؤسسات الاكاديمية ان تشجع الطلبة للبحث في هكذا  ظواهر  ومحاولة ايجاد الحلول الناجعة لها، منوها انه «على اصحاب هكذا مهن ان يعرفوا انهم صيد سهل  للناس، وهكذا قضايا في المجتمعات لا تحل بمشرط جراح او انسان متخصص على حد وصفه بل  لابد على الانسان ان ينظم اموره».

العامل الاقتصادي

وعزا الباحث الاجتماعي ليث الياقوت انتشار هذه الظاهرة لغياب الوعي، والثقافة المتردية،  فضلا عن وجود العامل الاقتصادي السيئ، وجميع ذلك ادى الى لجوء الناس الى ظواهر غير قدرية  لذلك يفترض على الانسان الاعتماد على الباري تعالى ، مضيفا ان «هذه الظاهرة تتفاقم بوجود عدد من هؤلاء المشبوهين والنساء الراغبات  للجوء الى هكذا مسائل  لذلك لابد من نشر الوعي الصحيح وثقافة التوكل على الله، فضلا عن نشر ثقافة العمل الجاد لتحقيق مستوى الطموح، مشيرا الى انه ينبغي على وسائل الاعلام  لعب دور مهم في هذا الموضوع من خلال التوعية ونشر البرامج الهادفة والرسائل الموجهة لمثل هكذا مواضيع،  لانهاء هذه الظاهرة .

20/5/13918

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2013-09-18
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد: لا شك ولا ريب ان هذه الظاهرة غير صحية في اي مجتمع ويجب القضاء عليها بكل الاشكال المتاحة ولكن لاتنسوا او تبخسوا بعض الامور التي ذكرها الحديث القدسي انه (عبدي اطعني تكون مثلي تقل للشيء كن فيكون) وهذه الامور متاحة للعارفين او الذين يمن الله تعالى على ايديهم بعض الامور وشكرا للجميع ولكن بدون سخرية ولعن الله اهل السحر والمشعوذين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك