انتهاكات إنسانية بشعة تتنافى كلياً مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان العالمية ومع تعاليم وتوجيهات وقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.. تلك التي يمارسها النظام السعودي المستبد وازلامه ورعاياه المسحوقون.. ضد أبناء شعبنا اليمني المغتربين في أرجاء المملكة بشكل شرعي أو عفوي.. خلال هذه الأشهر الحرم التي صفدت فيها شياطين الجن وبقيت فيها شياطين نظام حامي حمى الحرمين الشريفين وحدها تمارس أبشع الممارسات اللاإنسانية التي تستحي شياطين الجن من ارتكابها بل ويتعفف الكيان الإسرائيلي المحتل من ممارستها ضد الحركات الفلسطينية المقاومة لوجوده.. في التحقيق التالي ستحاول “المستقلة” رصد عدد من الانتهاكات التي مورست وتمارس في المنطقة الشمالية للجارة السعودية ضد أبناء شعبنا اليمني العزل الباحثين عن لقمة العيش الكريمة
الوقشي.. باعت والدته مواشيها ليغترب في السعودية فقتله جنود خادم الحرمين في قسم الشرطة
المضطهدون من المحافظة الخضراء
بحثاً عن الحقيقة توجهت الصحيفة إلى العديد من مديريات وعزل وقرى محافظة إب التي تمثل أكبر ثقل بشري مهاجر في السعودية والخليج وفي كل أرجاء العالم إذ تفوق نسبة أبنائها المهاجرين الـ 65 % من إجمالي المهاجرين اليمنيين في كل بلدان العالم وفق إحصائيات وبيانات وزارتي شؤون المغتربين والخارجية.. وفي قرى إب المتناثرة طرقنا أبواب منازل العائدين من السعودية بشكل طوعي أو بشكل قسري واستخلصنا منهم بعضاً من معاناتهم ومعانات رفاقهم اليمنيين في السعودية.. غير أن العائدين إلى وطنهم وأهلهم بشكل طوعي وهم المغتربون بصفة شرعية الحاصلون على فطيرة السعودية ممن حصلوا على إجازات محددة وبدون راتب من كفلائهم السعوديين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم أوصفاتهم أو حتى عناوينهم.. خشية تعرضهم لعقوبات نظام آل سعود ولعقوبات كفلائهم السعوديين والتي لن تقتصر على الطرد (التزفير)، فحسب بل والسجن والمصادرة الكاملة لكل ما يمتلكونه، خاصة أن عملية الطرد لوحدها تعد بالنسبة للمغترب المكفل كارثة أسرية فادحة ذلك أن معظم المكفلين باعوا ذهب زوجاتهم وأخواتهم وقريباتهم ومقتنيات بيوتهم الثمينة.. وآخرون باعوا أراضيهم الزراعية التي ورثوها أو رهنوا بيوتهم.. للحصول على فيز العمل المتفاوتة الأثمان والتي لا تقل أثمانها عن المليون ريال يمني ناهيك عن تكاليف المتابعة والسفر وأجر السماسرة والدلالين وسواها والتي تفوق الـ 400 ألف ريال يمني في أحسن الأحوال والتي يعجز المغترب عن تسديدها خلال خمسة أعوام إن كان شديد الحرص وليس له زوجة وأولاد يعيلهم في اليمن، نتيجة لتدني الإيجارات والرواتب لأدنى مستوياتها والتي تتفاوت من 500- 1000- 1500 وفي أحسن الأحوال 2000 ريال سعودي شهرياً تخصم منها صرفيات الأكل والشرب والملبس والمواصلات.
إضافة إلى الإلتزامات المادية للسلطة التي فرضها قانون العمل السعودي الصادر العام الماض وكذا رسوم التجديد السنوي للإقامة التي تصل إلى الـ 6 آلاف سعودي.
العماري.. دافع عن شرفه فسجنوه 13 عاماً
الشاب اليمني السجين في السجن المركزي بالرياض مصطفى العماري الذي تناولت قصته المأساوية معظم المنظمات الحقوقية والإنسانية اليمنية والخليجية والعالمية الذي قبع في السجن مدة 13 سنة لدفاعه عن شرفه من محاولة اغتصابه من كفيله السعودي.. القصة بدأت بصنعاء حينما تعرف أحد السعوديين بمصطفى أثناء عمل الأخير في فندق الأقصر بصنعاء والذي كان وقتها في ريعان شبابه عندما طلب منه السعودي أن يستخرج له جوازاً ووعده بإرسال فيزة عمل له وبالفعل عاد السعودي إلى موطنه.
وبعد أشهر قلائل أرسل بالفيزا لمصطفى العماري فأخذها مصطفى وأعد نفسه للسفر وتوجه إلى السفارة السعودية وأخذ التأشيرة وسافر إلى الرياض وقد حمل معه شوالة تحتوي على بن وعسل وأشياء قيمة كهدية لذلك السعودي الذي كان يعتبره من أولياء الله الصالحين وبعد وصوله إلى الرياض اتصل بذلك الرقم الذي أعطاه السعودي حسب الاتفاق معه عندها طلب السعودي من مصطفى أن يستقل سيارة أجرة ويتجه إلى العنوان الذي أعطاه وبسبب طول المسافة والازدحام وصل مصطفى إلى العنوان بعد خمس ساعات وبعد صعود العمارة طرق باب الشقة ففتح له السعودي وسلم عليه ثم قام مصطفى بوضع حقيبته والشوالة التي كان يحملهما معه وقام بفتح الشوالة وأخرج منها العسل والبن والزبيب وغيرها من الهدايا القيمة التي اقتناها من صنعاء بأبهض الأثمان ليقدمها كهدية للسعودي جزاء عطفه عليه..
غير أن السعودي كان منهمكاً بإعداد سفرة الضيافة لمصطفى غير مكترث بالهدايا التي جلبها مصطفى له، وبعد تجهيز السفرة دعا مصطفى لتناول وجبة الطعام، فتقدم إلى السفرة ولبى الدعوة فوجدها تحتوي على أطعمة مختلفة وقارورتين من الخمر، وعندما شاهد مصطفى الخمر أوجس من المضيف خيفة وأحس بأن مضيفه يبطن له شراً..!
فبدأ يمضغ لقيمات على مضض خاصة أنه كان يظنه من الرجال الصالحين فلم يكن يتصور مطلقاً أن صديقه المضيف/ أحمد محمد غرامة الغامدي يتعاطى الخمر، وأثناء ذلك قام الغامدي بصب كأسين من الخمر وأعطى واحدة لمصطفى فاعتذر له عن شربها لأنه لا يتعاطى الخمر فقام الغامدي بتشغيل التلفزيون وركب شريط الفيديو الذي كان يعرض مشاهد جنسية إباحية لرجال مع نساء وأخرى لرجال مع رجال بواسطة الكنترول الذي في يده، ثم أخذ كأس الخمر وأراد أن يسقي مصطفى بالقوة إلاّ أن مصطفى تصدى له، حينها حاول الغامدي تقبيل مصطفى وتحسس عورته غير أن مصطفى تصدى له وأسرع نحو باب الشقة وفتح الباب ولاذ بالفرار تاركاً حقيبته وملابسه وجوازه وجزءاً من الفلوس التي في حقيبته داخل الشقة وبعد خروجه إلى الشارع أخرج ورقة أرقام هواتف أبناء قريته ومنطقته المغتربين وأتصل بهم فأعطوه عناوينهم وطلبوا منه الحضور إليهم وفعلاً وصل إليهم وجلس معهم لمدة أسبوع.
وبعدما شرح لهم قصته مع الغامدي طلبوا منه أن يتصل به ويتحايل عليه حتى يستعيد منه حقيبته التي بداخلها كل وثائقه ومقتنياته وبالفعل اتصل به لكن الغامدي استقبله بهاتفه بحفاوة واعتذار شديد عن تصرفه معه ذلك اليوم كونه كان في حالة سكر وطلب من مصطفى أن يأتي إلى تلك الشقة ليأخذ حقيبته فحضر مصطفى فوجد الغامدي يستقبله فدخل مصطفى دونما أن ينظر إلى وجه الغامدي لشدة احتقاره له طالباً منه إعطاءه حقيبته.
فرد الغامدي خذها من الغرفة التي وضعتها فيها فتوجه إلى الغرفة وأخذ حقيبته وأراد الخروج من الشقة غير أنه وجد الباب موصداً وليس عليه المفتاح فقال للغامدي افتح أين وضعت المفتاح فرد عليه الغامدي لن أسمح لك بالخروج إلا إذا نفذت ما أطلبه منك فقال مصطفى وماذا تريد مني قال له الغامدي اشرب معي الخمر ثم تعرّ أمامي فرد عليه العماري هذا مستحيل الموت عندي أهون من ذلك فتقدم الغامدي بجسمه الضخم نحو مصطفى وأراد اغتصابه بالقوة غير أن مصطفى دفعه بقوة حتى جعله يستدير لأن الغامدي كان في حالة سكر لكن الغامدي دار عليه وهو في حالة من الهياج والغضب وأمسك بمصطفى وكاد يفعل به جريمته.
وبقوة الغريق الذي يريد النجاة من الموت تخلص مصطفى منه فأخذ السكين الموضوعة إلى جانب الفاكهة فوق الطاولة وطعنه طعنة مميتة حتى انبطح فظل مصطفى ممسكاً بالسكين خشية أن يقوم الغامدي من انبطاحه وظل لأكثر من ساعتين منتظراً قيام الغامدي حتى أيقن أنه قد مات وعندها أدخل يده إلى جيب جثة الغامدي وأخرج المفتاح وفتح الشقة وخرج منها باحثاً عن قسم الشرطة وأبلغهم بقصته مع الغامدي فذهبوا معه إلى الشقة ثم حققوا معه وأحالوه إلى المحكمة غير أن قاضي المحكمة اتخذ ضده أسرع حكم في القضاء السعودي بالإعدام فتدخل أهل الخير من اليمنيين المغتربين والسعوديين وجمعوا بين شقيق مصطفى/ عثمان العماري وابن المجني عليه أحمد غرامة الغامدي الذي تنازل عن حقه في القصاص الشرعي من قاتل أبيه مقابل دفع دية قدرها 5 ملايين سعودي له وقد تم الإفراج عن مصطفى من سجن الدمام في نهاية شهر يونيو الماضي بعد أن دفع خمسة ملايين ريال سعودي أي ما يقارب من ثلاثمائة مليون ريال يمني.
أما أحمد عبده الوقشي من قرية الوقشي بمديرية جبلة محافظة إب فقد سمحت له والدته ببيع مواشيها التي تحبها أكثر من حبها لنفسها كي يتمكن ولدها الوحيد من دفع تكاليف الشخص الذي سيهربه من الحدود اليمنية إلى السعودية ومصاريف السفر وبعد ما وصل إلى السعودية حصل على عمل لدى أحد السعوديين براتب شهري ضئيل لا يتعدى الـ 800 ريال سعودي غير أنه- ولسوء حظه- لم يستمر في العمل سوى أسبوع واحد ليجد نفسه مكلبشاً في دورية الشرطة التي اقتادته بشدة وتعنيف إلى السجن وأثناء إدخاله السجن بحسب إفادة يمنيين مهاجرين كانت الصفعات من قبل أفراد الشرطة تنهال على مؤخرة رأس الوقشي وفي آخر بوابة السجن الداخلية ركل الوقشي بقوة بجزمات أفراد الشرطة السعودين حتى وقع على وجهه وهم يرددون يماني زيدي خسيس بلا كرامة.
وعقب شعوره بأمان بقائه إلى جانب السجناء صرخ في وجوه العسكر “أنتم بلا كرامة أما نحن- اليمنيين- فأصل الكرامة وما جئنا إلا بحثاً عن الرزق والعيش الكريم” وظل بين زملائه السجناء يحكي لهم قصته باختصار وبعد أقل من ساعة تم استدعاؤه للتحقيق وبعد خروجه من ذلك العنبر بخمس دقائق سمع السجناء صراخه وعويله كما سمعوا أيضاً سباً وشتماً وإهانة من قبل العساكر له وضرباً بشدة وبعد حوالي 20 دقيقة اختفى صراخه تماماً فخرج العساكر من الغرفة التي اقتادوه إليها.
وبعد عشر دقائق حضر عساكر برفقة طبيب السجن فوصلوا إلى تلك الغرفة وبعد ثلاث دقائق خرج الطبيب والعسكر من خلفه وهو يقول لهم انتهى لقد مات تصرفوا به فرأى أولئك السجناء جثته محمولة على أيدي العساكر وقد غطيت بطربال بلاستيكي وبمجرد إبلاغ والدته العجوز بموته في السعودية لم تتمالك نفسها ولم تتحمل صدمة فقدان فلذة كبدها ووحيدها أحمد فأصيبت بالجنون والهستيريا.
9/5/13918
https://telegram.me/buratha