جريدة المواطن -زمن مذكور ال فهد
شهد عصرنا الحالي تطورات كثيرة وخاصة في مجال التكنولوجيا وشبكات الاتصال والانترنت وشبكات التواصل العالمية ونجد اليوم كل شيء يقرب البعيد وفي عالم الصحافة والاعلام نجد ان اغلب الصحف قامت بأنشاء مواقع الكترونية لها وطرحت من خلالها نسخ الكترونية لصحفها الورقية وذلك للخروج من المحلية الضيقة ومحاولة الولوج للعالمية والانتشار الواسع . واول صحيفة في الوطن العربي بدأت بعمل موقع الكتروني لها هي صحيفة الشرق الاوسط في عام 1995 وكانت هذه هي نقطة البداية لباقي الصحف في عمل مواقع الكترونية لها والمنافسة مع الصحف العالمية والحصول على اكبر عدد من القراء . والصحف الورقية متعة في القراءة هل ستنتهي في ظل عالم الصحف الالكترونية السهلة والسريعة بنقل الخبر والاجيال الجديدة التي جاءت في عصر التقدم الالكتروني الفظيع والذي غزى كل مفاصل الحياة ؟ .. الصحف الورقية هل ستكون قراءتها كالافلام الكلاسيكية التي لا يحبذ رؤيتها الا الكبار في العمر لكونها تذكرهم بالايام الخوالي ام أن قراءتها اصبحت عادة يومية لديهم لا يستطيعون تركها ؟
للقراءة طقوس خاصة
وأكد الإعلامي احمد الصائغ ان نتيجة لانتشار الشبكة العنكبوتية ووجودها كضيف دائم في اغلب البيوت والمحال فلابد ان تنتشر معها قنوات المعرفة لتكون غذاء متوفرا لدى الجميع يعفيك من البحث في المكتبات عن كتاب ما او جريدة معينة حتى اصبح بالامكان متابعة اغلب صحف العالم وبكل اللغات دون عناء هذا ما جعل القراء يختار الاسهل والممكن والاقل ثمنا... اضف على هذا الامكانية التفاعلية مع ما يكتب من ردود وتعليقات تجعل القارئ احيانا مشاركا في المادة المكتوبة ، ومع هذا فمازالت الصحف الورقية تحتفظ بمكانتها لان فيها الكثر مما يميزها عن الصحف الاليكترونية . واضاف منذ قراءاتنا الاولى كانت للقراءة ومازالت طقوسها الخاصة من رائحة الورق الى طريقة الجلوس وخاصة قبل النوم الى الالوان الخاصة بورق الصحف فاصبحت القراءة الالكترونية شيئا غريبا في بداية الامر ولكن مع مرور الوقت ايضا اصبحت مألوفة لكن بالتاكيد لازلت الورقية تأخذ حيزا في مكتباتنا ، وتابع لكن المشكلة ربما في الجيل القادم الذي فتح عيونه على القراءة الالكترونية .بالتأكيد فنجد الان في بعض مدارس الدول المتقدمة قد استغنت عن الكتب والدفاتر بالاستعانة باجهزة اليكترونية الاي باد واللابتوب للقراءة وتحضير الدروس فانا اعتقد بان الجيل القادم سيكون جيلا اليكترونيا بعيدا عن رائحة الورق . وزاد إن اغلب المؤسسات الاعلامية من فضائيات وصحف واذاعات وغيرها عمدت الدخول الى العالم الافتراضي لتكون الاقرب الى القارئ ولتسويق نتاجها الصحفي لتتجاوز بذلك المحلية والانطلاق الى العالمية باستثناء بعض الصحف وهي على ما اعتقد قليلة جدا ليس لديها موقع اليكتروني فانها باقية في اطار المحلية الضيقة ولا يمكن لها الاستمرار وسط هذا التسارع التكنولوجي .بالتاكيد، فالعلم لايقف عند حين معين، فان الله سبحانه وتعالى خلق للبشر طاقة كبيرة على التغيير والتطور ولكن علينا ان نواكب هذه التطورات ومحاولة ان نركب موجتها ولا نقف عن نقطة معينة فيمكننا الاستفادة من الانجاز القادم مهما كان لتطوير مهاراتنا في الوصول الاسرع الى القارئ .
عزوف القارىء
واجمع مختصون إلى إن الصحافة الالكترونية لها مميزات السرعة في نقل الخبر والأحداث فقد أكد عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية ان هناك في الخارج محاولات حثيثة باتجاه الصحافة الالكترونية ولكن اصل الموضوع لا يتعلق بالصحافة الورقية او الالكترونية انما هو عزوف القراء عن الورقية وكذلك من يضمن ان قراء الالكترونية يقرؤون من الغلاف الى الغلاف. وبالرغم من ذلك فأن عدد قراء الصحف الالكترونية فاق اعداد الورقية بشكل مذهل ولكن المهم قابلية القارئ في استيعاب الاخبار والمقالات والمقابلات وغيرها حيث ثبت ان الورقية تشكل نسبة تركيز اكثر من الالكترونية للقراء .ومن جانبه يرى الاستاذ الجامعي الدكتور عمر الفهداوي ، إن الصحافه الالكترونية لها مميزات تجعل منها الاسهل والاسرع في نقل الخبر والتحقيقات والإحداث العاجلة وتحديثها بشكل يومي ولكن تبقى للصحف الورقية نكهة خاصة بها وتفرد ولا أظنها ستنتهي بالرغم من انتشار الصحافة الالكترونية وازدياد اعداد روادها من الأجيال الجديدة .
اجتياح التكنلوجيا
ويرى متابعون التكنولوجيا تمكنت من اجتياح العالم كله، وهو الأمر الذي أثر على مفاصل الحياة عامة وعلى الصحافة الورقية بشكل خاص حسبما يرى القاص نهار حسب الله ، وأضاف ان خصوصاً بعدما صارت خدمات الانترنت في متناول الجميع ومن دون أي قيد أو شرط، وهو الامر الذي يوفر للمتصفح وبكبسة زر لا تستغرق إلا ثوان معدودات التوصل لما يشاء، وتابع غير ان هذه التكنولوجيا ساهمت الى حد كبير في نشر ثقافة سطحية لدى الاجيال الجديدة بحيث انتشرت المواقع والصحف المجانية التي تستقبل الكتابات الثقافية والصحفية وتنشرها من دون تمييز بين الجيد والرديء.. وهو الامر الذي أثر سلباً على ذائقة القراءة.وأفاد ضمير القاسم اني اقرأ الصحف الالكترونيه ولكن احب الصحف الورقيه اكثر لانني اجد المتعه في قرائتها وذلك كون قراءتها مريحه وبسيطه وغير متعبه ولها نكهة خاصة . أذن الصحف الورقية ومن خلال الاراء السابقة تبقى لها نكهتها ومتعتها الخاصة فهي تحمل عبق خاص وجو جميل اثناء القراءة خاصة مع فنجان الشاي او القهوة في الصباح وبالتالي ستبقى الصحف الورقية رمزاً كبيراً غير قابل للانقراض مادام لها عشاق لا يسمحون بأنقراضها ويعتبرون عادة قرائتهم لها كعادة يومية مقدسة ويؤيدون بالرغم من استخدامنا وقراءتنا للصحف الالكترونية لكن تبقى الصحف الورقية بالصدارة .
الصحيفة الورقية هل ستصمد أمام غزو الصحف الالكترونية ؟
واصبح استخدام النشر الالكتروني اي المقصود به النشر باستخدام الكومبيوتر وبرامجه المتخصصة في عمليات النشر الورقي في انتاج واخراج الصحيفة في الموقع الالكتروني . وعمل الصحيفة الالكترونية هو رفع لمحتويات الصحيفة الورقية ونشرها على الانترنت .
اذن التحديات التي جلبتها التكنولوجيا الحديثة وشبكة الانترنت فرضت الصحافة الالكترونية كمنافس قوي للصحافة الورقية والذي ساعد على انتشارها ظهور الاجيال الجديدة التي لا تحبذ قراءة الصحيفة الورقية وتفضل الاطلاع على الصحيفة الالكترونية وذلك لكونها لا تحتكم للرقيب كما في الصحف الورقية حيث ان الانترنت عالم مفتوح للنشر وبحرية .
* حرية النشر عكس الورقية التي تخضع للرقيب .
* السرعة في تلقي ونشر الاخبار العاجلة ودعمها بالصور والفيديو مما يعزز مصداقية الخبر .
* سرعة تداول المعلومات والبيانات على شبكة الانترنت وسهولتها مقارنة بالورقية .
* وجود مشاركة فعلية للقاريء من خلال أمكانية التعليق على المنشورات التي توفرها الصحف الالكترونية .
* الشهرة العالمية كونها لا تحدها حدود او عقبات فهي متاحة لكل مستخدمي الانترنت .
* انخفاض تكاليف انشاءها على شبكة الانترنت عكس الورقية التي تحتاج لتكاليف وموافقات كثيرة .
* لا حاجة لوجود مقر للعاملين بالصحيفة الالكترونية عكس الورقية .
* امكانية مراجعة الارشيف للصحف الالكترونية والاطلاع على ما فيها بسهولة .
ومن خلال بحثنا في هذا الموضوع ارتأينا ان نطلع على أراء المختصين بالمجال الاعلامي والنشر الالكتروني وبعض القراء من الشباب حول هذا الموضوع .
19/5/13916
https://telegram.me/buratha