سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها الضوء على ميناء أوكراني، كان له دور كبير في تمرير شحنات السلاح الروسي للنظام السوري، خلال أكثر من عامين ونصف.
ويقول التقرير: في الخامس من كانون الثاني، غادرت سفينة "أوشن فورتشن" ميناء “أوكتيابرسك” الأوكراني على البحر الأسود، وعلى متنها بضائع غير معروفة وأخرى مخفية، وكانت السفينة تبحر باتجاه الجنوب، فتسللت عبر مضيق البوسفور، واتجهت نحو شرق البحر المتوسط، ثم اختفت.
وأضاف: اختفت السفينة عن شاشات الرادارات البحرية في التاسع من كانون الثاني، أي بعد 4 أيام من إبحارها، حين كانت قريبة من تركيا، متجهة نحو المياه المفتوحة، وقد تكرر هذا الأمر مع سفن شحن أخرى، خرجت من نفس الميناء على البحر الأسود، والذي يعد نقطة معروفة لانطلاق شحنات الأسلحة.
ومع تصاعد النزاع في سوريا، ووضع الحدود السورية البحرية والبرية تحت المجهر الغربي لمعرفة مصادر سلاح النظام، بدأ هذا السلوك يلفت انتباه محققين يتتبعون تدفق الأسلحة والإمدادات.
وقد كشفت تقارير حديثة ارتفاع حجم الشحنات من ميناء “أوكتيابرسك” الأوكراني إلى موانئ سوريا الرئيسية على البحر المتوسط، وربط تقرير “C4ADS”، وهي مجموعة غير ربحية مقرها واشنطن، بعض السفن الكبيرة الخارجة من الميناء الأوكراني بشبكة واسعة من رجال أعمال وشركات وطيدة العلاقة بكبار المسؤولين الحكوميين في كل من روسيا وأوكرانيا.
وبحسب “واشنطن بوست”، فقد اعترفت مجموعة “كالبي” ومقرها أوكرانيا، وهي التي تملك سفينة “أوشن فورتشن”، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن إحدى سفنها، واسمها “أوشن فوياج”، سافرت إلى سوريا في العام الماضي لتفريغ شحنات ذات غرض مزدوج، مسموح بها قانونيا بموجب قواعد المنظمة البحرية الدولية، لكن المجموعة نفت أن تكون أي سفينة من سفنها قد سافرت إلى المرافئ السورية منذ ذلك الحين.
وبالاعتماد على سجلات “C4ADS” فإن ميناء “أوكتيابرسك” كان المقصد الأوفر حظا للسفن السورية أكثر من أي ميناء آخر في أوكرانيا أو روسيا، وقد وجد المحللون أن عدة سفن شحن سورية، قامت بأكثر من 12 رحلة ذهابا وإيابا بين “أوكتيابرسك” وأحد الموانئ الرئيسة الثلاثة في سوريا، وذلك في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2012 ومنتصف عام 2013.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن حكومات غربية وشرق أوسطية أكدت وصول شحنات ضخمة من الأسلحة إلى نظام دمشق، ما وفر لجيش النظام “تقدما” خلال الربيع الماضي، بعد أشهر من التقهقر بوجه مقاتلي المعارضة، فاستعاد مدنا رئيسة بمساعدة مقاتلي حزب الله، ولكن العامل الأكثر تأثيرا في “تقدم” قوات بشار كان تدفق أسلحة ومعدات روسية متطورة وعالية النوعية.
14/5/13916
https://telegram.me/buratha