جبا - خاص/ البصرة -علي هدّار العكيلي:
لفته ابو كرار في العقد الاربعيني من العمر يعاني من التهاب حاد في الجهاز التنفسي مع امراض انسداد الشرايين وحساسية في الدم وحسب الأوراق التي يحملها من اطباء اختصاص وبجانبه إخوته وابناءه المتخوفين من افتقاده بسبب تلك الأمراض الناجمة من التلوث البيئي للشركات النفطية التي تبعد عن منزله مسافة لا تتجاوز 100 متر .حبيب الكعبي هو الآخر يعاني من ضيق في التنفس ومن سعال متكرر يقول سببها تلك الأدخنة التي تخرج من مواقع الشركات النفطية ..ويطالب ابو كرار بالقول وبعصبية اين هي الحكومة واين هم المسؤولون..؟
المركز الصحي في منطقة الشعيبة يؤكد وعلى لسان الطبيب مدير المركز لجريدة البصرة(جبا)ان "هناك العشرات ممن يعانون من امراض مختلفة سببها احتراق المخلفات النفطية القريبة من المنطقة وما تسببه من دخان اسود كثيف حيث تم تشخيص عدة امراض منها الالتهاب الرؤي والحساسية في الدم ومعظم امراض الجهاز التنفسي والقصور الكلوي جراء الدخان المتصاعد وكذلك هناك عدة حالات لتشوهات خلقية لولادات جديدة ومتكررة مع تسجيل عدة حالات لأمراض سرطانية في مستشفيات البصرة التخصصية".
وتعمل على ارض محافظة البصرة عشر شركات نفط دولية في مقدمتها لوك أويل الروسية وشل الهولندية واكسون موبيل الأمريكية وايني الايطالية، فضلا عن خمس شركات لاستثمار الغاز ضمن جولات التراخيص الثلاث التي منحتها الحكومة العراقية لتلك الشركات في وقت سابق. وتركزت تلك العقود على تطوير حقول منتجة تقع في محافظة البصرة وضمن الواقع الجغرافي لمدينة الزبير 15 كلم غرب البصرة ، ومنها حقلي الزبير والرميلة الذي تقوم بتطويره شركة ايني الايطالية الذي يتقوم شركة بي جي بي الصينية بتطويره بالتحالف مع شركة الـ بي بي البريطانية".
قيس الموسوي مسؤول المجلس البلدي في منطقة الشعيبة يرى في حديثه لجريدة البصرة(جبا) ان" هذه الشركات تبحث عن النفط وغير مبالية بما يتعرض له المواطنين في تلك المنطقة وطالب الحكومة المحلية في البصرة بانقاذ المدينة من الموت والهجرة الجماعية مبينا " ان الكثير من البيوت القريبة من حقول النفط والمصفى، تضررت بسبب التلوث، وهناك استياء عام من قبل الأهالي مع انتشار الأمراض التنفسية وغيرها والتي بالإمكان مشاهدتها في مستشفى الزبير العام".
ويؤكد الناشط البيئي والتدريسي في جامعة البصرة الدكتور ،شكري ابراهيم الموسوي، لجريدة البصرة(جبا) ان " التلوث الحاصل من عمل الشركات النفطية بلغ درجات فزعة وخطرة على البيئة وعلى صحة الانسان ، ويضيف ان" مدينة الزبير تتعرض الى الملوثات نتيجة الصناعات النفطية الناجمة من عمل شركات التراخيص النفطية ومنها غازات اول اوكسيد الكاربون وثاني اوكسيد الكاربون وان هناك آلاف الأطنان المكعبة من الدخان الهيدروكربوني الســام التي تنتشر في سماء المدينة وتسبب تدهور في نوعية الهواء ، مما يؤدي الى تدهور عام في الصحة العامة ، حيث ان النسبة الحالية عن السنة الماضية تجاوزت بنسبة 4% في عدد الوفيات وهي في تصاعد مستمر ومقلقة جدا ، ودائرة بيئة البصرة التي لم تقم بأي اجراء ضد حالة التلوث وتكتفي فقط بالتنظير والتصريحات ، حيث تدرك أن" الصناعة النفطية بطبيعتها ملوثة للبيئة مما يقتضي تشديد الرقابة على فعالياتها.
ناهيك عن المطالبات الحثيثة التي تجريها الحكومة المحلية في قضاء الزبير في مخاطباتها الشركات العاملة ضمن جولة التراخيص النفطية ، وحثها اياها على إزالة جميع الإضرار البيئية والابتعاد عن التصميم الأساس للقضاء والمساهمة في عملية اعماره.
وهذا ما نستشفه من حديث رئيس المجلس المحلي للزبير ،وليد خالد المنصوري، لجريدة البصرة(جبا) بالقول ان" الحكومة المحلية طالبت تلك الشركات بضرورة إيجاد آلية للعمل على رفع المخلفات واستخدام الحفر المائل بالقرب من المناطق السكنية مع ترك مسافة 5 كلم عن حدود البلدية وإقامة حزام اخضر حول مدينة الزبير ، واستنجدت بالحكومة المحلية في البصرة للضغط على تلك الشركات للقبول بالشروط وضمن العقود المبرمه معها ، وكما طالبت ايضا برفع دعوى قضائية ضد شركة نفط الجنوب بسبب تجاوزها على التصميم الأساسي من قبل شركات النفط الأجنبية العاملة في القضاء".
فيما دعا قائممقام قضاء الزبير ،عباس رشم الحيدري، رئيس الوزراء ، والجهات المسؤولة بالتدخل شخصيا ، وإيلاء الموضوع عناية خاصة ، ووضع حدا لزيادة التلوث البيئي بفعل إجراءات العمل على زيادة الانتاج مما يؤدي الى زيادة الاصابات الخطرة للمواطنين من جراء ملوثات الشركات".
ولفت الحيدري الى أن "قضاء الزبير ينتج 65% من نفط العراق ، بحسب مختصين من شركة نفط الجنوب ، ويعاني من قلة التخصيصات والتلوث البيئي ، مطالبا باحتساب ربع دولار مقابل كل برميل نفط ينتج من القضاء.
10/5/13914
https://telegram.me/buratha