شارفت الفترة المحددة لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن على الانتهاء، إلا أن المشاركين فشلوا حتى الآن في الوصول إلى حلول لعدد من القضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، ولعل أبرزها القضية الجنوبية التي تعد المفتاح الرئيس لحلِّ باقي القضايا.
وفيما ترى قيادات في مؤتمر الحوار أنه بالإمكان التوصل لحل عادل للقضية الجنوبية، خاصة بعد عودة ممثلين من الحراك للمشاركة في المؤتمر والاتفاق على كثير من القضايا الشائكة بشأن الجنوب، فإن قيادات الحراك غير المشارك في الحوار تستبعد إمكانية التوصل لأي حل عادل أو مقبول للقضية الجنوبية عبر مؤتمر الحوار.
وقال نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين سعيد نعمان إن الحوار هو الطريق الوحيد لحل القضية الجنوبية حلا عادلا، وبغيره لن نجد إلا الصراعات والحروب، مشيرا إلى أن المؤتمر بدأ يلامس القضية بشكل طيب ومعقول.
وأكد في أن حل القضية الجنوبية ما زال قيد النقاش، فالمكونات السياسية المشاركة في الحوار قدمت رؤاها بشأن محتوى وجذور القضية، وتلك المتعلقة بالحل، والآن يجري بلورة تلك الحلول في مقترحات محددة، ولهذا الغرض شكلت لجنة مصغرة لعرض تلك الحلول، والخروج بحل توافقي يرضي الجميع ويلامس نبض الشارع.
وأشار نعمان إلى وجود عدد من المعالجات الملموسة ستخلق رضا في الجنوب، منها تشكيل صندوق لتعويض المتضررين ممن سُرحوا من أعمالهم، وبعض من صودرت ممتلكاتهم، بالإضافة لخطوات أخرى ستحدد في فترات زمنية يتفق بشأنها لاحقاً.
وفيما يتعلق بمخرجات الحوار، قال نعمان إن ما تمَّ وضعه حتى الآن يشكل خطوة مهمة لبناء الدولة التي يتطلع لها اليمنيون شمالاً وجنوباً، ولم تتبق سوى ثلاث قضايا معلقة هي قضية شكل الدولة وكيفية حل القضية الجنوبية وما يتعلق بهوية الدولة ونظامها السياسي، بالإضافة إلى الضمانات المتعلقة بتنفيذ توصيات الحوار.
من جانبه قال ناصر الطويل نائب رئيس فريق الجيش والأمن في مؤتمر الحوار، أحد ممثلي الحراك، إننا متفائلون بأن الحوار سيخرج بحلول يرتضيها شعب الجنوب، رغم وجود الكثير من العراقيل التي تقف وراءها ما وصفها بالقوى المتضررة مما يدور في الحوار.
وأكد الطويل أن ممثلي الحراك بالحوار عادوا للمؤتمر بعد أكثر من شهر من تعليق مشاركتهم إثر تلبية عدد من مطالبهم التي تقدموا بها للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومنها الاعتذار للجنوب وإطلاق المعتقلين وعودة كل المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من 16 شخصاً للنقاش بشأن حل القضية الجنوبية، على أن تكون تلك اللجنة بالمناصفة بين الشمال والجنوب.
بدوره يرى القيادي في الحراك الجنوبي غير المشارك في الحوار أمين صالح، أن مؤتمر الحوار لن يأتي بأي حل عادل أو مقبول للقضية الجنوبية، معللاً ذلك بأن الآلية التي انطلق بها الحوار ليست الآلية المناسبة لحل القضية الجنوبية أو لحل قضايا اليمن بشكل عام.
وقال إن الحراك طالب بتعديل تلك الآلية قبل بدء الحوار حتى يستطيع المشاركة فيه، إلا أنه كان هناك إصرار على أن تسير الأمور وفقا للمبادرة الخليجية التي نرى أنها ليست القاعدة المناسبة لحل القضية الجنوبية التي تعد قضية داخلية وأزمة سياسية بين اليمنيين أنفسهم، وهم الذين يمكنهم إيجاد الحلول التي تخرج اليمن من أزماته إن كان لديهم الاستعداد للاعتراف بطبيعة تلك الأزمات.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني أن الحوار هو الطريق الوحيد الذي توافق عليه اليمنيون لمعالجة مشكلاتهم جنوباً وشمالاً ولا يوجد طريق غيره، والحديث عن أي خيارات أخرى من أي طرف لا يؤمن بالحوار معناه المجهول والفوضى والوصول للحرب الأهلية.
واعتبر الهدياني أن الفدرالية من عدة أقاليم هي الحل الأمثل لوضع الدولة في اليمن، فقد جرب اليمنيون التشطير ولم يحقق لهم إلا الحروب والصراعات، وجربوا الوحدة الاندماجية والدولة البسيطة ولم تحقق لهم ما يتطلعون إليه من حياة كريمة، فلا بد لهم من صيغة جديدة تضمن لهم الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
31/5/13911
https://telegram.me/buratha