يبني قياديون في «حزب الله» تقديراتهم على ان الضربة العسكرية الاميركية حاصلة ويستعدون لمواجهتها بـ «التكافل والتضامن» مع محور «الممانعة»، وقد «أُعلن الاستنفار العام في صفوف المقاومة على الجبهة الجنوبية والجبهة الداخلية في لبنان وسلسلة الجبال الشرقية واستطاع الحزب استكمال استعداداته الكاملة، وأعيدت كل الوحدات التي كانت تتدرّب خارج لبنان، وأصبح حزب الله جاهزاً ويده على الزناد دون اي ارتجاف، في انتظار ما ستؤول اليه الامور من تطورات على الساحة السورية، اما الوحدات التي تشارك في القتال في سورية فستستمر في مكانها ولن تستدعى على اساس انها جزء من محور الممانعة».
القياديون البارزون في حزب الله، الذين يشاركون في طرح العمليات قالوا انهم يستبعدون دخول لبنان دائرة الخطر المباشر اذا حصلت الضربة العسكرية الاميركية وكانت متوازنة بين ما يستطيع النظام في سورية تلقيه وبين قدرته على الردّ في شكل مدروس من خلال ما تعمل عليه القيادة المشتركة في محور الممانعة عبر غرف عملياته.
وكشف هؤلاء عن انه اذا كان حجم الضربة متوازياً مع فعالية الردّ عليها فلن يكون من سبب لفتح جبهات اخرى يشترك فيها حزب الله وايران، أما في حال ما هو اكثر من ذلك، فعندها ستزلزل الارض تحت اقدام الجميع، مشيرين الى ان «اسرائيل تدرك معنى هذا الكلام رغم رغبتها في اختبار قبّتها الحديدية التي اذا نجحت في اسقاط حتى 80 في المئة من صواريخ الفاتح 110، فهذا يعني ان 20 في المئة من مئات الصواريخ ستسقط في اسرائيل في سابقة تكون الاولى من نوعها منذ العام 1948. ولدقة اصابات الفاتح 110 وقدرته التدميرية التي لم تختبرها اسرائيل في 2006 ولم تتذوقها، فإن حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية والانهيارات الجماعية في غوش دان والمناطق الاسرائيلية الاخرى لن يكون في وسع تل ابيب تحملها».
ورأى القياديون في «حزب الله» انه «يفترض ان يكون لبنان في منأى عن مسرح العمليات العسكرية الاميركية وخارج الاستهداف مهما كانت الموفّقية في ضربة سورية اذا حصلت لأن من نعم الله عليه، ان اسرائيل على حدوده، وهي الولد المدلل للولايات المتحدة، واسرائيل صارت رهينة المقاومة القادرة على ضرْبها لفرض معادلات جديدة على قاعدة شروط جديدة للقتال».
كما قال قياديين في غرفة العمليات المشتركة ان «موسكو سلّمت بعض صواريخ اس 300 الى سورية رغم نفي الرئيس بوتين لذلك، لكنها تأخرت في تسليم كل الصواريخ المطلوبة والطائرات المتطورة او صواريخ إسكندر الدقيقة، ربما لأن روسيا لم تقدّر امكان تدخل الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في سورية بالطريقة التي تستعدّ لها الآن مع حلفائها».
وأشار هؤلاء الى ان الولايات المتحدة تصرفت بسرعة اكبر امام التباطؤ الروسي، وأوجدت ذريعة للتدخل وحشدت الاساطيل بمعزل عن صدقية إستخدام السلاح الكيماوي.
وعرض القياديون في غرفة العمليات المشتركة احد التحليلات «الذي اخذ بها علماً الرئيس الاسد، وتقول ان الضربة ضدّ سورية أُعد لها مسبقاً بين الولايات المتحدة واسرائيل»، ومن الدلائل على ذلك، بحسب هؤلاء، «ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اكد لبوتين خلال زيارته الاخيرة لموسكو ان اسرائيل لا تنوي ضرب سورية ولن تتدخل في الشأن السوري، وطالب تالياً بعدم تسليم سورية صواريخ اس 300 التي يمكنها ضرب الطائرات الاسرائيلية مباشرة عند إقلاعها، لأنه لا لزوم – بحسب نتنياهو – لضرب التوازن العسكري في الشرق الاوسط من جهة، وتفادياً لوقوع هذه المنظومة في ايدي المتطرفين (الاسلاميين) الذين يحتلون اجزاء واسعة من سورية، خصوصاً في حال استطاعوا اسقاط الاسد من جهة اخرى».
ولفت هؤلاء الى ان «بوتين لم يوافق نتنياهو على طرحه لكنه ارتأى التباطؤ في تنفيذ العقود المتفق عليها مع سورية تجنباً لاستفزاز اسرائيل والغرب معاً حيث لا حاجة ملحة للسرعة»، مشيرين الى انه «سلّم بعض الحاويات وثمة حاويات اخرى في طريقها الى سورية»، متحدثين عن انه «بعد التطورات الاخيرة وإصرار اوباما على حشد الدعم للضربة العسكرية تحت عنوان حماية النفط وحماية امن اسرائيل، فإن الرئيس الروسي تصرف بردة فعل محسوبة على ما حاولت اسرائيل الايحاء به في خدعة تكتيكية، وها هي سفنه تحمل ما طاب للرئيس السوري من عتاد متطور، صممت روسيا على تسليمه الى سورية على جناح السرعة، والمتوقع دخوله الموانئ السورية في اليومين المقبلين».
38/5/13910
https://telegram.me/buratha