مع اقتراب وقوع الضربات الامريكية الى سوريا فان محللين سياسيين يرون أن النار السورية قد تلفح غزة، لتشتعل جبهة القطاع مع إسرائيل على إيقاع حرب مقبلة مفترضة.
مؤخرا استعرض محللون إسرائيليون وفلسطينيون السيناريو المتوقع لتلك الحرب وكان بينها إقدام فصائل فلسطينية في القطاع على إشعال جبهة مع إسرائيل.
مجموعة من المحللين والسياسيين اختلفت رؤاهم إزاء القضية.
حيث يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله أنه "في حال اندلعت حرب إقليمية فإن إيران ستقودها من جانب وأميركا والغرب من جانب آخر، وأن إيران ستستخدم الجغرافيا المتاحة لها بما فيها قطاع غزة لفتح معركة".
ويشير عطا الله إلى مواقف الفصائل بما فيها الجبهة الشعبية - القيادة العامة التي أعلنت أنها ستشارك من أي مكان في الحرب المقبلة، في موقف يتعارض مع حركة الجهاد الإسلامي التي قال إنها " ترى أن لديها حسابات فلسطينية رغم أنها جزء من محور إيران وأنها لن تكون جزءا من هذه المعركة وأن الفلسطينيين لا يقاتلون من أجل الآخرين بل على الجميع أن يقاتل من أجل فلسطين".
ويعتقد عطا الله أن "حماس لن تشارك في معركة مقبلة خاصةً أنها لم تعد جزءا من المحور الإيراني"، لافتا إلى أن "حماس لديها خشية كبيرة على حكمها بعد سقوط حكم الإخوان وأنها تحسب لما يمكن أن يحصل مع مصر بعد العداء الواضح وعدم استعداداها لفتح جبهة أخرى مع إسرائيل وأنه في حال شاركت في الحرب المتوقعة وشكلت تهديدا أمنيا لإسرائيل فإن الأخيرة ممكن أن تذهب باتجاه ضرب حماس بقسوة وإسقاطها خاصةً مع تغير الظروف من حولها".
ولن تخوض حماس الحرب المقبلة للخروج من أزمتها السياسية الحالية، بحسب ما يتوقع عطا الله قائلا "هذا أحد الخيارات ولكن حماس ستبقى في حالة ترقب لإيمانها بإمكانية تغير الوضع السياسي لصالحها وبأنها ليست مستعدة للمغامرة مع إمكانية أن تختار المعركة مع إسرائيل في حال اشتدت حملة التجفيف والخنق ضدها".
لكن الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قلل من قدرات المقاومة قائلا إنها "محدودة ومعدة أساسا لمواجهة أي عدوان إسرائيلي دفاعا عن حقوق ومصالح الفلسطينيين وأنه ليس لدى حماس أو غيرها إمكانية المشاركة في أي عدوان دولي، وأن هناك مبالغة وحالة من التربص بالمقاومة التي ستكتفي بالموقف السياسي الرافض لأي عدوان وعدم إقحام الشعب الفلسطيني في أتون معركة لن تقدم له أي شيء".
واعتبر الصواف الحديث عن إمكانية مشاركة حماس في إطار ما وصفه محللون عسكريون إسرائيليون بـ "تقديم هدايا لإيران بعد تجديد العلاقات بينهما"، بأنها "اسطوانة مشروخة يحاول الاحتلال استغلالها دوما للربط بين حماس والمقاومة وإيران والإرهاب وغيرها من الأمور التي يجني من خلالها ما يحقق مصالحه ولذلك اعتقد أن الفصائل لن تتيح للاحتلال أو لغيره الفرصة للقيام بعدوان ضد الشعب".
وبشأن إمكانية رفض حماس لاستخدام غزة كجبهة في الحرب المتوقعة، يقول الصواف المقرب من الحركة إنها لن تعدم تدبير أمرها وإيجاد وسيلة للتعبير عن مواقفها بعيدا عن استخدام القوة أو حالة الاشتباك مع الاحتلال، وأن أي ردود فردية لا تؤدي لنتائج إيجابية.
أما عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار فبين انه في حال تعرضت سوريا لهجوم فسيكون لحركته موقف موحد في الداخل والخارج.
ويشير الزهار إلى وجود تنسيق مع حركة الجهاد الإسلامي بشأن الوضع القائم وأن حركته ليست معنية بالحديث عن أي فرضيات في الوقت الحالي.
وتُعتبر الجبهة الشعبية - القيادة العامة والجهاد الإسلامي، حليفين للنظام السوري. حيث يؤكد القيادي في القيادة العامة لؤي القريوطي أن جبهته ستستخدم "كافة الإمكانيات المتاحة في مواجهة أي عدوان ضد سوريا وأنه يجب إحداث حالة اشتباك دائم مع الاحتلال خاصةً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس".
ويعتبر القريوطي أنه "في حالة أي عدوان على سوريا فإن الشعب الفلسطيني بأكمله مستهدف والقيادة الميدانية ستحدد وقت وآلية الرد وفقا للوضع الميداني، ونحن نعتبر العدوان على سوريا نتيجة لمواقف قياداتها التي تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وكلنا في خندق واحد لا يمكن أن نبقى منعزلين عنه".
أما بشأن تدخل حركة الجهاد في حرب مقبلة، فيقول القيادي في الحركة خضر حبيب "لكل حادث حديث ونحن نراقب تطورات الأوضاع وبناء عليها سيكون لدينا مواقف تحددها مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته".
من جهته، يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل المجدلاوي أن أي موقف فلسطيني ينبغي أن ينطلق من مواجهة العدوان بكل الوسائل المتاحة والممكنة وأن أي تدخل أجنبي لا يجلب إلا مزيدا من الدمار للشعوب والدول وأنه لا يمكن الحديث عن تفاصيل بشأن أي قرار مستقبلي إلا وفقا للمعطيات الميدانية وأن ظروف المعركة وحدها من ستحدد طرق المساهمة من الجميع.
27/5/13908
https://telegram.me/buratha