كان من المفترض أن تحتل المشكلات الاقتصادية العالمية صدارة أجندة قمة مجموعة "العشرين الكبار"، التي تترأسها روسيا حاليا، إلا أن الحدث السوري الساخن سيفرض بقوة نفسه أيضا على جدول النقاش، خاصة مع وجود خلافات كبيرة بين أبرز أعضاء المجموعة على طريقة التعاطي مع الملف السوري.
ولعل التوتر الراهن في العلاقات الروسية الأميركية على خلفية هذا الملف وغيره من الملفات الثنائية بين البلدين، كقضية موظف الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، قد انعكس ليس فقط على جدول الحوار بل وعلى شكل طاولة الحوار وطريقة توزيع المشاركين حولها، وفيما إذا كان "قطبا" القمة، الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، سيجلسان جنبا إلى جنب أم وجها لوجه.
وفي هذا السياق أوردت صحيفة "إزفيستيا" الروسية أن اللجنة التنظيمية درست بداية خيارين اثنين لإجلاس الرئيسين بوتين وأوباما إلى طاولة القمة: الأول وفق الحروف الأبجدية الروسية، والثاني وفق الأبجدية الإنكليزية. فحسب التقاليد تمتلك الدولة المستضيفة حق تحديد أماكن الجلوس، ما يعني أن توزيع أماكن المشاركين خلف الطاولة سيتم وفق الأبجدية الروسية، وبالتالي سيفصل مقعد المملكة العربية السعودية فقط بين مقعدي روسيا والولايات المتحدة، لكن منعا لوقوع أي حرج قررت اللجنة المنظمة للقمة إجلاس المشاركين وفق الأبجدية الإنكليزية، ما يعني أنه سيفصل بين مقعدي بوتين وأوباما خمسة مقاعد، وهو ما أكده الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وكانت معلومات سابقة تحدثت عن أن الرئيس فلاديمير بوتين سيجري على هامش القمة لقاءات ثنائية مع ممثلي الصين وإسبانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وتركيا، ولن يجتمع ثنائيا بشكل رسمي مع أوباما، وإن لم تستبعد المصادر أن يتحاور الرئيسان في أروقة القمة.
حضور أوباما قمة مجموعة "العشرين" كان بالأصل محط تساؤل بسبب المواقف الروسية الأميركية المتباينة حيال قضية موظف الاستخبارات الأميركية الهارب إدوارد سنودن، الذي منحته روسيا حق اللجوء المؤقت، فقد ألغى الرئيس الأميركي على خلفية هذه القضية موافقته على عقد قمة ثنائية مع بوتين كانت مقررة في موسكو قبيل قمة "العشرين"، وأبقى على مشاركته في قمة سان بطرسبورغ فقط.
اقتصاديا.. ستكون مسألة إيجاد حلول ناجعة لمشكلة البطالة في العالم أهم القضايا الاقتصادية على طاولة البحث خلال انعقاد مجموعة "العشرين" في سان بطرسبورغ.
وفي هذا السياق دعا رئيس منظمة العمل الدولية، غاي رايدر، دول العالم إلى التحرك للحد من ارتفاع مستوى البطالة، والعمل على خلق شواغر جديدة لائقة.
وقال رايدر: "في بلدان مجموعة العشرين وحدها يوجد حوالي 93 مليون عاطل عن العمل، وهو رقم يوازي عدد سكان ألمانيا، فيما يبلغ العدد الكلي للعاطلين عن العمل في العالم برمته حوالي 200 مليون."
واعتبر رايدر أن دول مجموعة العشرين تواجه مشكلات في مسألة التوظيف، مضيفا أن هذه المسألة أفرزت في بعض دول العالم مشكلات اجتماعية، وإذا لم تتخذ إجراءات حازمة في هذا الإطار فمن المستبعد أن يتغير هذا الوضع"، معربا عن أمله بأن تطلق قمة العشرين في سان بطرسبورغ تحركات لعلاج هذه المشكلة".
وأعاد رايدر إلى الأذهان أن وزراء المالية والعمل في بلدان المجموعة اتفقوا خلال اجتماعهم في سان بطرسبورغ في تموز/ يوليو الماضي على ضرورة انتهاج سياسة جديدة تتماشى مع الواقع المحلي لكل دولة بهدف إحداث شواغر جديدة وتأمين تطور مستدام، وقد بدأت بعض الدول بتطبيق هذه السياسة، ومنها روسيا التي وضعت هذا العام خطة طموحة للغاية لخلق حوالي 25 مليون فرصة عمل جديدة".
نشير هنا إلى أن مجموعة "العشرين الكبار" هي منتدى تأسس سنة 1999 على خلفية الأزمات المالية في التسعينات. ويمثل هذا المنتدى حوالي 80 بالمئة من حجم التجارة العالمية وأكثر من 90 بالمئة من الناتج المحلي الإجماعي. وتضم مجموعة "العشرين الكبار" كلا من: الصين، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، الأرجنتين، البرازيل، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، روسيا، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، المكسيك، أستراليا، الاتحاد الأوروبي بالإضافة الى البنك الدولي والبنك المركزي الأوروبي.
18/5/13904
https://telegram.me/buratha
