الخيارات الناجمة عن تصعيد الولايات المتحدة لمواقفها من سورية كانت محطة تداول لمركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية CSIS، الذي حذر من "ان الولايات المتحدة تواجه تداعيات اختيارها الخاطئ لخط احمر .. اذ ان التحدي الرئيس الماثل في سورية نادراً ما يرتكز على انهاء العمل بالاسلحة الكيميائية .. حيازة الاسلحة الكيميائية بحد ذاته لا يشكّل سبباً كافياً يقتضي استخدام القوة".
كما اعرب عن شكوكه بفعالية ودقة صواريخ "كروز" الموجهة "واخفاقها في تدمير كل المقومات السورية بمعزل عن شن حملة مكثفة من الغارات الجوية ونمط ما من تواجد القوات البرية .. قدرات صواريخ كروز ببساطة لا ينطوي عليها تلك القدرة التدميرية المطلوبة".
كما ناشد مركز الدراسات CSIS الحكومة الأميركية "استخلاص العبر من مسألة الأسلحة الكيميائية في العراق قبل التحرك في سورية"، من بوابة تعزيز المصداقية الاميركية لدى العالم اجمع.
وطالب الحكومة الأميركية "التراجع الحازم عن لهجة الخطاب السياسي المبالغ به الذي تبناه وزير الخارجية جون كيري للحظة". وجددّ مناشدته الحكومة الأميركية للتحلي بمزيد من الشفافية "والإفراج عن المعلومات الداعمة إلى اقصى حدّ ممكن دون التضحية بمدى قدراتنا الإستخبارية".
ويستمر جدل الخيارات الأميركية مع معهد "كارنيغي" الذي حذر من تداعيات العدوان وعلى رأسها "توفير الآلية لإستمرار الأزمة السورية لبضع سنوات قادمة.. فالنظام لا يبدي استعداده للتفاوض مع المتمردين؛ الذين يعانون الشلل جراء الانقسامات الحادة في صفوفهم.. وغير معنييّن او قادرين على الخوض في جولة مفاوضات جادة". وحذّر "كارنيغي" من "العدوان الاميركي المرتقب.. الذي من المستبعد ان يسهم في تغيير مسار الأزمة السورية بصورة هامة".
وبعد تداول "الاهداف المحتملة لتدميرها" في سورية، حذر معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War من "عدم توفر ولو بعض الضمانات من أن يؤدي (العدوان) إلى حمل الرئيس الأسد على تغيير مسلكه.. الذي اثبت قدرته على تحمل قدر هائل من العقاب دون اي تأثير ملحوظ على سياسته او الاجراءات المتبعة".
أما مستقبل التحالف الايراني السوري فقد جاء من نصيب معهد كارنيغي Carnegie Endowment الذي اعرب عن "شكوكه العالية لتخلي ايران عن توفير الدعم للنظام السوري في المستقبل المنظور".
وقال ان الدعم الايراني يشكل "ربما نعمة ونقمة للسياسة الاميركية .. اذ يلهب اجواء التوتر وعدم الثقة بين الولايات المتحدة وايران، ويرّحل إلى وقت ابعد إمكانية التوصل الى تسوية محتملة في الملف النووي .. ويلطخ سمعة إيران إقليميا في المنطقة ويسهم في إستنزافها ماليا، مما يقوّض قدرتها على توسيع رقعة نفوذها وقوتها في عموم الشرق الاوسط".
من جهة ثانية، وفي سياق الأحداث في مصر، حثّت مؤسسة "هاريتاج" Heritage Foundation الإدارة الأميركية "التزام التريث والحذر" في التعامل مع السلطات المصرية الجديدة وعدم اللجوء إلى قطع أو وقف المعونات، بل "الاستمرار في العلاقة القائمة بغية تهيئة أجواء الاستقرار في البلاد .. وللمحافظة على "اتفاقية السلام" بين مصر واسرائيل، وحماية المصالح الاميركية في الشرق الاوسط". واعتبرت أنه ينبغي على الولايات المتحدة "وضع شروط مشددة على برنامج المساعدات لمصر دون اتخاذ خطوة أحادية الجانب تقوّض مستقبل المساعدات ورهنها بمدى التزام القوات المسلحة المصرية بالبرنامج الذي حددته لعقد الانتخابات والإمتثال للشروط" المنصوص عليها.
14/5/13903
https://telegram.me/buratha