سعادة الشعوب لا تتوقف على قدراتها الاقتصادية والمالية ، بل تراثها الثقافى والحضارى الذى يسهم فى رسم ملامح مميزة لطريقة الحياة والنظرة للمستقبل.. ومن ذلك المنطلق نجد شعوبا فقيرة تتسم بالسعادة بدرجة اكبر من الشعوب الغنية وتسهم عوامل عديدة فى تصنيف أكثر الشعوب تعاسة من بينها تفشى الامراض والحروب الاهلية وسوء العلاقات بين القوميات العرقية والدينية المختلفة والفقر وتفشى الجهل والاحتلال الاجنبى والبيئة الجغرافية .. فعلى سبيل المثال يتسم سكان المناطق الصحراوية بالخشونة فى التعامل بينما يغلب على سكان المناطق الزراعية والساحلية الهدوء و الصبر.
ورصدت مؤسسات دولية ومواقع الكترونية عديدة من بينهما مجلة فوربس الأمريكية قائمة تضم أكثر الشعوب تعاسة في العالم بناء على عدد من المؤشرات من بينها التعليم والاقتصاد والادارة الرشيدة لموارد الدولة.
واحتل شعب أفريقيا الوسطى المرتبة الاولى فى قائمة اكثر الشعوب تعاسة فى العالم رغم غناها بالموارد الطبيعية كالالماس والذهب واليورانيوم.
وتعد إفريقيا الوسطى أقل دول العالم نموا حيث تحتل المركز 142 والأخير على مؤشر الازدهار العالمي كما تأتي في المراتب المتأخرة فى مستوى التعليم، مما أدي الى حدوث عدد من الانقلاب العسكرية بتلك الدولة وكان آخرها انقلاب بعض المتمردين علي رئيس تلك الدولة وهروبه الي جمهورية الكونغو الديموقراطية.
تعاسة الألماس و تاتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتبة الثانية كاقل دول العالم نموا علي الرغم من امتلاكها ثروة معدنية هائلة وخاصة الالماس حيث تشهد كسادا اقتصاديا حادا بالاضافة الي معاناة 70% من العائلات من انعدام الأمن الغذائي حيث يبلغ عدد الفقراء حوالي 44 مليون شخص نتيجة للحروب الأهلية التي عصفت بالبلاد إضافة إلى انخفاض الإنتاج الوطني والعائدات الحكومية وارتفاع الدين الخارجي.
وجاءت أفغانستان في المركز الثالث كأكثر الدول تعاسة حيث يعيش ثلثي السكان على أقل من 2 دولار أمريكي يوميًا و يأتي ذلك كأحد النتائج المترتبة علي الحروب الدائرة فيها منذ عقود و تعتمد افغانستان بشكل كبير في تغطية العجز المادي للبلاد من خلال المساعدات واحتلت تشاد المركز الرابع نتيجة لارتفاع معدلات الفقر بين السكان والذى يقدر بنحو 64% بالاضافة الي قضية اللاجئين السودانيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف مما يزيد من الاعباء الاقتصادية في تلك الدولة وهو ما جعلها تطلب المساعدات من المؤسسات الدولية لمواجهة تكاليف معيشة هؤلاء اللاجئين، وخاصة أن معسكراتهم تعاني من حالة اضطراب كما تضاعفت الأزمات الاجتماعية هناك بعد عودة الكثير من التشاديين إلى بلادهم فارين من ليبيا عقب الصراعات المستمرة هناك.
العرب بقائمة التعساء و كان للدول العربية نصيب كبير في قائمة اتعس شعوب العالم حيث احتلت اليمن المركز التاسع نظرا لقلة الموارد حيث تعتمد الحكومة على المساعدات الدولية، بالاضافة الى تصاعد الصراعات الداخلية فى ظل تهديدات تنظيم القاعدة وجماعة الحوسيين.
جاءت العراق في المركز الثاني عشر علي الرغم من توفر النفط بكميات ضخمة فيها حيث بدا الاقتصاد العراقي ينهار بعد حرب السنوات الثماني مع إيران وأدت للأضرار التي لحقت بمرافق تصدير النفط لفرض تدابير التقشف والاقتراض الخارجي وإعادة جدولة مدفوعات الديون الخارجية بالاضافة الي ان تكاليف اعادة الاعمار تسببت في أزمة مالية خطيرة كانت هي الدافع الرئيسي لغزو الكويت.
كما جاءت السودان في المركز الثامن عشر علي الرغم من أنه يعتبر احد الأقطار الغنية بالموارد الطبيعية و الثروة الحيوانية والمعدنية بالاضافة الي الثروة السمكية و النفطية الا ان الاقتصاد السودانى واجه خسائر فادحة نتيجه الحرب الاهلية الطويلة وفصل جنوب السودان.
18/5/13822
https://telegram.me/buratha