التقارير

انتحار ومغامرة غير محسوبة.. المجموعات المسلحة في سوريا تعترف بهزيمتها في "معركة الساحل"


ذكرت وكالة "أنباء آسيا" أنه وقبل أيام عدة أعلنت المجموعات المسلحة التي تسمي نفسها كتائب وفصائل بريف اللاذقية عن معركة سمّوها بـ"أحفاد أم المؤمنين عائشة" أو ما عرف بـ"معركة تحرير الساحل"، وفي الساعات الأولى استطاعت هذه الكتائب احتلال ستة قرى من بينها مرصد "استربة" الهام للجيش السوري، وقمة النبهان التي تعتبر الإستراتيجية.

مصادر ميدانية معارضة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، قالت: "بالرغم من انتظارنا الطويل لبدء هذه المعركة ومطالباتنا المستمرة لذلك، إلا أننا كنا مخطئين، ويمكنني أن أختصر ما بدأه المقاتلون بـ"المغامرة غير المحسوبة"، وأننا خسرنا فيها ما "حررناه "منذ وقت طويل، كمن قيل له "إلى الوراء در".

وتعبّر هذه المصادر عن تشاؤمها من مجريات المعركة جراء الخسائر الفادحة وخاصة "النوعية" منها المتمثلة بخسارة مستودعات ذخيرة وأسلحة نوعية بأكملها، إضافة إلى مقتل عشرات القناصين البارعين، ومقتل قادة كتائب ومتزعمي مجموعات ومناطق، يضاف إلى هذا كله خسارة ما تم تحريره من قرى إضافة إلى قرى كانت تحت سيطرة المعارضة.

وتتابع المصادر: "بينت المعركة تخطيطاً سيئاً لإدارة المعركة، فبعد خمسة أيام تكشفت الكثير من الخلافات، كما أن المعركة بدأت على وقع خلافات كثيرة وقطيعة بين العديد من كتائب على خلفية مقتل "أبو بصير اللاذقاني" قائد كتيبة المعز بالله على يد "دولة الشام والعراق الإسلامية"، كما ظهرت خلافات إلى العلن بين "الجيش الحر" و"الدولة الإسلامية" والاتهامات المتبادلة بين الطرفين للعمالة للنظام، يضاف إلى كل ما سبق عدم تطهير "الكتائب" بمن سموهم بـ"الخونة والجواسيس المرتبطين بالنظام" والذين يزودونه بمعلومات عن التحركات والاجتماعات وما يدور فيها، وعن مخازن الأسلحة والذخيرة وغيرها، وكل هذه العوامل من شأنها أن تعطي عنواناً للمعركة بأنها مغامرة غير محسوبة إن لم نقل أنها انتحاراً".

بدورها، أكدت مصادر عسكرية عزم القوات السورية على متابعة العملية العسكرية التي بدأت منذ خمسة أيام أثر دخول الميلشيات المسلحة إلى عدد من القرى الآمنة وارتكاب مجازر بحق القرويين والمدنيين العزل فيها والذي أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ ويعملون في الزراعة.

وقالت المصادر إن الجيش السوري بمشاركة الكتائب البعثية وقوات الدفاع الوطني ولجان المقاومة السورية، يساندهما سلاح المدفعية وسلاح الطيران استعادوا السيطرة على مختلف القرى التي سيطرت عليها الميليشيات المسلحة، ويتقدمون باتجاه إعادة الأمن والأمان للقرى التي روعها عناصر هذه الميلشيات وعودة الأهالي إليها.

وأضافت: إن الجيش يتقدم بشكل تكتيكي، وليس بمجرد التقدم، بمعنى التقدم والتمركز في المناطق التي تقدم فيها وتحصينها لمنع عودة المسلحين إليها ثم الانطلاق منها للتقدم إلى مناطق أخرى، وهذا ما بدا جلياً خلال اليومين الماضيين حيث شهدا عودة العديد من الأهالي إلى القرى التي نزحوا منها، وإلى القرى التي أعاد الجيش بسط سيطرته عليها

وبالعودة إلى المصادر المعارضة، تشير إلى انسحابات عدة شهدتها جبهات الاشتباكات من قبل كتائب معارضة أبرزها سيف الله المسلول وذلك بسبب نقص الإمداد بالسلاح والذخيرة، وكذلك كتائب أخرى، انسحبت للسبب ذاته أو لمقتل قائدها وعلى الاتفاق على تسمية قائد جديد ما أجج الصراعات، ولعل أبرز ضربة تلقتها الكتائب الإسلامية -حسب المصادر- هو مقتل أمير جبهة النصرة أو أمير الدولة الإسلامية خلال هذه الاشتباكات.

وتتحدث عن مزايدات قامت بها القيادات السياسية للمعارضة ومعارضون آخرون حيث يبيعون ويشترون بالمعارك وإنجازات الجيش الحر، وعلى رأسهم وحيد صقر ومنذر ماخوس ممثل الائتلاف في فرنسا، وآخرهم رجل الأعمال فراس طلاس، الذين لا شأن لهم سوى الكلام دون تقديم أي دعم بالسلاح أو الذخيرة.

وتلفت المصادر إلى تقاعس على الأرض يبين مدى سوء التحضير، فكان هناك تقاعس في إسعاف الجرحى وسحب الجثث، ولعل كثافة النيران من قبل القوات السورية كانت سبباً في هذا التقاعس، لكن التقاعس في خدمة الجرحى في المشافي الميدانية والإمداد بالذخيرة للخطوط الأمامية من المستودعات كان ظاهراً وبشدة وكأن هناك من دفع بالمقاتلين للموت على يد القوات السورية.

وحصدت معركة ما يسمى "تحرير الساحل" أو "معركة أحفاد أم المؤمنين عائشة" حسب تسمية المعارضة حوالي 1000 قتيل من عناصر الميلشيات المسلحة التي يشارك في صفوفها أكثر من /6000/ مقاتل على جبهة سلمى وحدها و/14000/ منتشرين في مختلف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إضافة إلى مساندة من كتائب وألوية منتشرة في ريفي حلب وإدلب وأخرى تسللت من الأراضي التركية بعد أن تلقت التدريبات هناك.

5/5/13819

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك