بدأ ميدان رابعة العدوية في الظهور رويدا رويدا في الإعلام، وبرز تحديدا العام الماضي مع أول تظاهرات ضد حكم الإخوان من التحرير إلى قصر الاتحادية (مقر الرئاسة)، واختار أنصار الإخوان التجمع عند مسجد رابعة العدوية حيث تقاطع شارعين رئيسيين في منطقة مدينة نصر بالقرب من قصر الرئاسة وكثير من المنشآت العسكرية.
ففي الوقت الذي اجتمع فيه جماعة الإخوان والسلفيون في ميدان التحرير ضد المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، اتخذ مؤيدو الأخير الذي استلم الحكم عقب تنحي مبارك عن الحكم من طريق النصر ميدان رابعة العدوية مقرا لهم.
لاحقا وعقب انتخابات رئاسية، وصل محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلى سدة الحكم ليتخذ العديد من القرارات التي أثارت الغضب والانقسام في الشارع المصري ما أدى إلى دعوات للتجمع في 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس المصري وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وبدأ الاعتصام الأخير مع تجمع أنصار الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، في 28 يونيو أي قبيل دعوات الاحتجاج المطالبة برحيل مرسي.
ولدى بدء الاعتصام، كانت مداخل الميدان مغلقة فقط بحواجز حديدية كالتي تستخدمها الشرطة، وكانت لجان من المعتصمين تقوم بتفتيش الراغبين في الدخول والتحقق من هوياتهم، مع وجود نقاط تفتيش للنساء وللرجال.
عقب ذلك أصدر وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بيانا يمهل النظام الحاكم مهلة 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب.
وبعد إعلان المهلة اتخذ أنصار الإخوان وقياداتهم من لفظ "الشرعية" مبدأ لهم، فنصبوا الخيام الواحدة تلو الأخرى بالميدان في محاولة لتثبيت رئيسهم في مواجهة مهلة القوات المسلحة للخروج من الأزمة، ولكن المهلة انتهت بإقالة مرسي.
أقيم في ميدان رابعة العدوية منصة لأنصار مرسي، أمام الجامع في قلب المنطقة، وهي المنصة الوحيدة التي طالبت بشرعية حكم مرسي وبطلان قرار عزله.
وكان الخطباء يتوالون على منصة رابعة العدوية ويلقون خطابات حماسية غلب عليها تكفير المعارضين للإخوان واتهام الجيش بالخيانة وكثيرا ما كانت تقابل أخبار مقتل جنود في هجمات في سيناء بالتهليل فرحا والتكبير.
وبدأ المعتصمون في خلع حجارة الأرصفة وبعض حجارة أحواض الزهور ومداخل البنايات وأقاموا بها حواجز لمنع زحف قوات الأمن والجيش ثم في الأيام الأخيرة قاموا بتعلية هذه الحواجز وأقاموا حواجز من "شكارات" الأتربة.
وفي الداخل، كانت الخيام مقسمة حسب المناطق التي جاء منها المعتصمون، حيث أن أغلبيتهم من خارج القاهرة وخاصة من محافظتي الفيوم وبني سويف المعروفتين بأنهما من معاقل الجماعات الإسلامية، كذلك لاحظت وجود عدد كبير من محافظة الدقهلية.
ورفع المعتصمون صور مرسي، وانتشر الباعة الجائلون في المكان لبيع الأكلات الشعبية، كما كان يتم توزيع وجبات على المعتصمين.
كان هناك عدد كبير من النساء والأطفال، خاصة في الأسابيع الأخيرة، وأدانت جمعيات حقوق الإنسان المحلية والدولية ذلك خاصة بعد خروج أطفال في مسيرات حاملين أكفانهم ومكتوب على ملابسهم "مشروع شهيد".
وفي يوليو كلف وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، باتخاذ كل ما يلزم في إطار أحكام الدستور والقانون تجاه اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، نظرا لما "تمثله تلك الأوضاع من تهديد للأمن القومي المصري وترويع غير مقبول للمواطنين، بما يحفظ للأمن القومي سلامته وللمواطنين أمنهم واستقرارهم".
وفي صباح 14 أغسطس، ووفقا لبيان لوزارة الداخلية توجهت بدأت الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لفض الاعتصامين حيث تمت إزالة الحواجز الموجودة على مداخل ميدان رابعة العدوية من اتجاه شارع الطيران وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين عقب مناشدة قوات الأمن المعتصمين الخروج من الميدان ووفرت لهم ممرات للخروج الآمن.
18/5/13815
https://telegram.me/buratha