أكد مدير مركز بروكينغز الجديد بروس ريدل،الامريكي أن تداعيات حرب العراق لم تنته بعد، وأن كابوس القاعدة يخيم مجددا، مبينا "لقد قطع رأس القاعدة لكنها لم تمت بعد"، وفيما رجح أن يزداد العنف في العراق، عد أن القاعدة هي "أقلية داخل أقلية، تستهوي السنة العرب الغاضبين الذين هم أقل من ثلث العراقيين، ولن يكون في قدرتها إعادتهم إلى السلطة".
وقال ريدل في مقال نشر في صحيفة (الدايلي بيست) إن "العراق تجتاحه موجة متصاعدة من العنف الطائفي المتطرف ضد الشيعة، إذ قتل هذا الصيف المئات في هجومات إرهابية، وتهدد المجازر الجماعية التي ترتكب في حق الشيعة على يد القاعدة بجر البلاد مجددا إلى حرب أهلية".
وأضاف ريدل أن ""ما هو أكثر سوءا هو قيام القاعدة بتصدير عنفها إلى سوريا، كما أن لبنان ليس في منأى عنه"، مبينا أن "الشرق الأوسط لم يشهد منذ اجتاح السعوديون والوهابيون النجف وكربلاء في العام 1806، عنفا متطرفا مماثلا".
ولفت ريدل إلى أنه "كان يفترض أن يكون الأمريكان قد أنهوا القاعدة في العراق، لكن هذا لم يحصل فالزرقاوي قتل بعد مطاردة طويلة، لكن الزرقاوية ظلت حية بعده، بل أصبحت أكثر قوة بعد موته".
وتابع ريدل أن "الجنرال ستانلي ماكريستال الذي قاد ببراعة حملة المطاردة قال بأنها جاءت متأخرة جدا، إذ أن الجن كان قد انطلق من الزجاجة، في وقت يأمل خليفة الزرقاوي اليوم أبو بكر البغدادي في أن يذهب إلى أبعد من سلفه، فهو الذي نظم في شهر تموز الهجوم على سجني أبو غريب والتاجي وحرر المئات من إرهابيي القاعدة، وأعلن أن القاعدة في العراق توسعت لتكون (دولة العراق و بلاد الشام الإسلامية)، أي سوريا الكبرى التي تضم سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل، وبأنه تولى القيادة في الهلال الخصيب"، لافتا إلى أن "أسامة بن لادن كان قد عين في العام 2004 الزرقاوي قائدا للمنطقة بأسرها".
وتابع ريدل أن "البغدادي كان متحمسا لتصدير عنفه إلى لبنان لمقارعة حزب الله في عقر داره، أما عن قائد النصرة السوري محمد الجولاني، فقد عمل مع الزرقاوي في العراق عقدا من السنوات، وحاول في البداية إخفاء الطابع الطائفي لمنظمته في سوريا، لكنه حاليا يستخدم جميع رموز الزرقاوي، بما فيها الراية، و كذلك منطقه في ما يتعلق بإيران و حزب الله".
وأضاف ريدل أن "السنة المتطرفين من مختلف أنحاء العالم العربي يقاتلون تحت راية النصرة، وقد سقط العشرات من الليبيين والسعوديين والتونسيين والأردنيين في الحرب الأهلية السورية، في وقت يعلن فيه الجولاني أنه مستقل عن البغدادي ويرتبط مباشرة بأمير القاعدة أيمن الظواهري في باكستان، لكن ميدانيا يزداد التعاون بين المنظمتين".
وتابع مدير بروكينغز "لقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي أن البغدادي نقل مقره إلى سوريا، ربما كي يكون العثور عليه من قبل الحكومة العراقية أكثر صعوبة، كما وهناك جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه أو اعتقاله".
ورجح ريدل أن "يزداد العنف في العراق حتى لو عثر على البغدادي وجرت تصفيته، فالقاعدة في العراق أثبتت أكثر من مرة أنها تبقى حية بعد قطع رأسها، وأيا يكن الأمر فليس في قدرة القاعدة السيطرة على العراق، لأنها أقلية داخل أقلية، تستهوي السنة العرب الغاضبين الذين هم أقل من ثلث العراقيين، وفي إمكانها خلق الفوضى والإرهاب لكن لن يكون في قدرتها إعادة السنة إلى السلطة".
يذكر أن معهد بروكينغرهو مؤسسة فكرية أمريكية مقرها في واشنطن دي سي في الولايات المتحدة، وهي واحدة من أقدم مؤسسات الفكر والرأي، وهي تقوم بإجراء الأبحاث والتعليم في مجال العلوم الاجتماعية، وفي المقام الأول تهتم بالاقتصاد، والسياسة الحضرية، والحكم والسياسة الخارجية، والاقتصاد والتنمية في العالم، وحسب تقرير لجامعة بنسلفانيا عام 2012 فقد حازت المرتبة الأكثر تأثيرا من الناحية الفكرية في العالم.
12/5/13815
https://telegram.me/buratha