تشهد محافظة صعدة توترا شديدا بين الجماعات السلفية التكفيرية المتطرفة وأنصار الله والتي بدأت بمواجهات دارت بين الطرفين يوم العيد (الخميس الماضي) في منطقة دماج
وما زاد من التوتر انتقال المواجهات إلى مديرية منبه الواقعة على الحدود اليمنية السعودية .
وتتهم قيادات سلفية متطرفة انصار الله بقصف اتباعهم في منبه ودماج وتروج لذلك وسائل اعلام تجمع الإصلاح المتطرف التي تصور السلفيين كجماعة مظلومة محاصرة تتعرض للقتل متناسية دعوات الجهاد التي يطلقها زعماء سلفيين تكفيريون بهدف اشعال حرب أهلية .
وفي الوقت ذاته تقول وسائل الاعلام أن الجماعات السلفية التكفيرية المتطرفة تبحث عن مبررات لتفجير حرب طائفية في المنطقة وأنها تقوم بحشد انصارها وجلبهم من خارج المحافظة تمهيدا لتفجير الأوضاع .
مراقبون يرون أن ما يدور في صعدة تحركه أيادي خفية تسعى من خلاله لخلط الأوراق خاصة وأنه يتزامن مع اغلاق سفارات اجنبية في صنعاء وتصاعد الضربات الجوية الامريكية لطائرات بدون طيار في جنوب وشرق اليمن والتي رأت فيها بعض القوى بيئة خصبة لتفجير الوضع في صعدة في ضل انشغال الجميع بما يدور في الوطن وبالذات في العاصمة صنعاء.
واعتبروا أن اشعال بوادر حرب في صعدة يهدف إلى اشغال أبناء صعدة وانصار الله عن التظاهرات التي كانت بدأت بتسييرها في صنعاء والأنشطة التي كانت تمارسها في أكثر من محافظة وذلك منعا لتوسع انصار الله أو على الأقل منعها من ممارسة هذه النشاطات حتى لا تسبب حرجا لبعض مراكز القوى أمام حلفاؤها الإقليمين على الأقل .
ظهور انصار الله كقوة على الساحة خلال الفترة الماضية أزعج القوى التقليدية وبالذات عندما ألتقى بن عمر بالسيد عبدالملك الحوثي في صعدة الذي اعتبروه اعترافا بقوتهم ونفوذهم في الساحة اليمنية وهو ما جعل تلك القوى تفكر بتحجيم قوة انصار الله ولعل ما يجري اليوم في صعدة هو بوادر لهذه المساعي .
مشاركة انصار الله في مؤتمر الحوار أزاح البساط من تحت أقدام القوى التقليدية التي كانت تسعى لتأليب القوى السياسية ورعاة المبادرة ضدهم وجعل الجميع يشيد بانخراط انصار الله في العمل السياسي وبالتالي ظهرت مساعي لإشراكهم في الحكومة وهو ما تعتبره هذه القوى خطرا يحيق بها خاصة بعد تمدد انصار الله شعبيا في محافظة عمران وحجة .
يأتي هذا في وقت تسعى فيه القوى التقليدية (العسقبلية الدينية) جاهدة لإظهار جماعة انصار الله بأنها جماعة مسلحة تسعى لفرض فكرها المذهبي بالقوة وترفض التعايش مع الآخر المختلف في المذهب .
وهو مخطط يجب على انصار الله التنبه له وعدم الانجرار وراؤه حتى لا تجيد نفسها تخوض معركة كانت قد ابتعدت عنها وفتحت أمامها أفاق جديدة كفيلة بعدم حصر الجماعة في محيطها الجغرافي .
ويبدو أن وراء تفجير بؤرة صراع جديدة على الحدود اليمنية السعودية بين السلفيين المتطرفين وانصار الله مخطط أخر يهدف إلى الزج بالسعودية في أتون الصراع القائم خاصة بعد تضييقها على الاخوان المسلمين وتراجعها عن دعمهم ما يعني سعيهم إلى كسب ود المملكة بالتهويل من خطر الحوثي خاصة وأن الجماعات السلفية التي تدعمها المملكة متداخلة مع الاخوان المسلمين في اليمن بعكس مصر ان مستقل في الفترة الأخيرة لكنه لا يزال يخضع لأبوية القيادة المتشددة في تجمع الإصلاح .
السلطات السعودية لديها تجربة سابقة عندما تم جرها لمواجهة انصار الله أثناء الحرب السادسة الظالمة لكنها تدرك تماما أن توريطها في تلك الحرب أساء لسمعة جيشها الذي واجه مليشيات مسلحة وجهت له ضربة محرجة وهو كفيل بجعلها تحجم عن التورط في أي مواجهة مباشرة لكنها قد تتورط في دعم الطرف الآخر .
هكذا تبدو بوادر التوتر الذي تشهده محافظة صعدة وربما تكشف الأيام القادمة كثيرا مما يدور خلف الكواليس ...!!!
3/5/13812
https://telegram.me/buratha