التقارير

تركيا وزلزال المؤتمر القومي الكردي في أربيل

1413 19:58:00 2013-08-09

كثفت الدبلوماسية التركية استعداداتها للحدث الجلل المتمثل بالمؤتمر القومي الكردي، الذي سيعقد في الرابع والعشرين من آب الحالي، في أربيل، بمشاركة أهم القوى الكردية حول العالم. ورغم أنها تحاول إعطاء الانطباع بأنها تجاوزت نقطة الاعتراف بالأكراد فإنها تحسب من الآن حساباً للدعم الذي سيقدمه المؤتمر للميليشيات الكردية التي تحارب الميليشيات التكفيرية التي تدعمها حكومة "العدالة والتنمية"، وللدعم الذي سيحصل عليه "أوجلان" الذي بات يهدد "أردوغان" علناً.

وكان عدد من أبرز قادة الأحزاب الكردية في العراق وسورية وتركيا وإيران قد قرروا عقد مؤتمر قومي للشعب الكردي في الرابع والعشرين من آب الحالي، بمشاركة أكثر من أربعين حزباً ومنظمة كردية من كل أنحاء العالم. وهي خطوة طالب بها رئيس حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" كثيراً، وأوفد مبعوثين من قبله للقاء القادة الأكراد لإقناعهم بها. وتتحق الآن بفضل استجابة رئيس إقليم الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، مسعود البرزاني، الذي وجه رسالة للمشاركة فيه حيث يعقد في مدينة هولير في أربيل.

وقال البرزاني في رسالته: "أعداء الشعب الكردي في وضع ضعيف. ونحن تجاوزنا مرحلة إنكار الأكراد. وعلى عكس القرن العشرين المظلم فإن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً مضيئاً.

وسيشارك في المؤتمر ستمائة مندوب وحوالي أربعمائة ضيف.

وبالنسبة لـ"أوجلان" وتياره الفكري فإن فكرة المؤتمر القومي الكردي هي فكرة مشابهة للمؤتمر القومي الأفريقي، الذي استلم دفة الحكم في جنوب أفريقيا عند إسقاط نظام التمييز العنصري، وللمؤتمر الأمريكي الذي تحول عند نيل الاستقلال إلى أهم هيئة تقود البلاد (الكونغرس)، فهو يطمح إذاً إلى تشكيل هيئة تعطي الشرعية السياسية للمكاسب التي تحققها الحركة الكردية التي يقودها، مكاسب سياسية أو عسكرية.

وهذه الفكرة، أي فكرة الهيئة الشرعية، تتكامل في ذهن "أوجلان" مع فكرة "اتحاد المنظومات الكردستانية"، المنظمة التي تتشعب عنها بنى عديدة في كل المجالات، من اتحاد النساء إلى القضاء والثقافة والسياسة والشرطة والميليشيات العسكرية وصولاً إلى الشبيبة والرياضة. وهي تكون دولة ظل توازي الدولة الفعلية الموجودة. وتستعد للحلول مكانها. وذلك على الطراز الجنوب أفريقي عندما أنشأ الأفارقة منظمات عديدة أخذت دور الدولة الفعلية القائمة حتى أضحت هذه الأخيرة هشة وأصبح سقوطها تحصيل حاصل.

وكان الأمين العام الموازي لحزب السلام والديمقراطية، الجناح البرلماني لحزب العمال الكردستاني، "صلاح الدين دميرتاش"، قد صرح بأنه "في المؤتمر سيقرر الأكراد شكل الصيغة التي سيعيشون بموجبها في البلدان التي يعيشون فيها"، وهي إشارة إلى نوايا الحكم الذاتي عند أكراد تركيا.

ورغم أن مبعوثاً للبرزاني أكد لرئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" أن المؤتمر لن يتخذ قرارات ضد تركيا، بحسب صحيفة "توداي زمان" التركية، فإن من الواضح أن أكراد تركيا سيستغلون المؤتمر للحصول على دعم لمحاولاتهم إجبار حكومة "أردوغان" على تقديم تنازلات أكثر في سياق العملية التفاوضية الجارية بينهم وبينها.

ويتهم أكراد تركيا حكومة "أردوغان" بالمماطلة والتسويف، ويطالبونها بالوفاء بتعهداتها التي قدمها مستشار الاستخبارات، "هاكان فيدان"، باسمها إلى "أوجلان". وعلى رأسها الإفراج عن عدد كبير من السياسيين الأكراد المعتقلين في سجونها، وتوفير حق التعليم بالكردية، وتوسيع صلاحيات البلديات، إضافة إلى تغيير ظروف سجن "أوجلان".

ويعتبر الأكراد أن عدم تحقيق هذه الشروط سيعني إخفاق العملية التفاوضية والعودة إلى لغة الحروب مجدداً. ووجهوا انذارات صريحة بهذا الشأن إلى "أردوغان".

وشهدت القضية الكردية في تركيا مؤخراً توتراً شديداً، فخرجت عدة مظاهرات للمطالبة بتحقيق المطالبة، وحاول محامون الضغط على الحكومة لإعادة محاكمة "أوجلان"، كما حاول عدد آخر الحصول على موافقة بفحصه طبياً من قبل هيئة مستقلة.

ومن المتوقع أن يتناول المؤتمر بشكل رئيسي الوضع الكردي في سورية، والحرب المندلعة بين فصائل كردية، على رأسها "وحدات حماية الشعب" (YPG)، والميليشيات المعارضة المسلحة، وعلى رأسها التنظيمات المقربة من القاعدة مثل النصرة والدولة الإسلامية، إضافة إلى كتائب تكفيرية منضوية في إطار "الجيش الحر".

ورغم أن من المستبعد أن يتخذ المؤتمر قراراً صريحاً بالتدخل العسكري وإرسال مسلحين أكراد من العراق وتركيا وإيران إلى سورية للمشاركة في الحرب فيها ضد المنظمات التكفيرية فإن الأرجح هو أن يوفر غطاءً سياسياً للتنظيمات الكردية التي قد ترغب بالمشاركة بالحرب وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني.

وكانت مصادر صحفية تركية قد تحدثت عن توجه قوات من مقاتلي حزب العمال من العراق وتركيا إلى سورية استجابة مع "النفير العام" الذي أعلنته الميليشيات الكردية المتحاربة مع جبهة النصرة. لكن مصدراً رسمياً لم يؤكد الخبر.

وتمتلك تركيا مقاربتين مختلفتين للأزمة الكردية في سورية؛ فهي من خلال أجهزة استخباراتها تدعم بطريقة مبطنة كل التنظيمات المعارضة للنظام السوري بما فيها التنظيمات التكفيرية، ومن خلال أجهزتها الدبلوماسية تحاول إقناع الأكراد بعدم محاربة هذه التنظيمات بهدف "عدم التقاتل بين التنظيمات التي يوحدها عداؤها للنظام". أي أنها تريد من الأكراد ألا يحاربوا هذه التنظيمات فيما هي تدعم هذه التنظيمات في حربها ضد الأكراد

19/5/13809

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك