سربت رويترز تقريرا مفاده أن بندر بن سلطان عرض على بوتين التخلي عن دعم الأسد مقابل اغراءات اقتصادية و صفقات سلاح ب 15 مليار دولار مع الروس, في الواقع فإن هذه التسريبات جميعها تدخل في إطار الحرب النفسية..
موضوع الاغراءات الاقتصادية تجاوزها الروس منذ أول فيتو وثاني فيتو و هو موضوع محسوم يعلم أي محلل سياسي بسيط أن الروس لا يمكن أن يتخلوا عن دعم النظام السوري تحت أي اغراء اقتصادي وإلا لفعلوا منذ بداية الأحداث, فالموضوع بالنسبة لهم هو مرتبط بالأمن القومي الروسي.. إضافة أنهم عادوا ليتربعوا على عرش العالم كقوة عظمى بفضل سوريا فكيف يتخلوا عن كل هذا ؟ و بكم ؟
يعلم بندر بن سلطان ذلك جيدا و هو بالتأكيد لم يحاول اغراء الروس اقتصاديا, العرض السعودي لا يزال سريا ولم يتم تسريبه حتى الأن إلا أنه كان عرضا موجها للسوريين عن طريق الروس و ليس للروس أنفسهم, و ما هو مؤكد أن السوريين و الروس رفضوه و أعلنوا الحرب.
بعد عودة بندر خالي الوفاض من روسيا أعطى أوامره فورا ببدء الحرب بالتنسيق مع الأمريكان و الاتراك فأطلق هجوما طائفيا كاسحا على الساحل السوري كورقة أخيرة متبقية لديه قبل أن يعلن السوريون و حلفاءهم انتصارهم, لقد استخدم بندر عشرات الاف المسلحين التكفيريين كأداة لشن هجوم انتحاري على الساحل مع أوامر بارتكاب أبشع أنواع المجازر في محاولة أخيرة لدفع الطوائف السورية للإقتتال, وقد وافق الأتراك على هذه الخطة رغم ما تمثله من خطر على تركيا نفسها والتي تتميز بنفس النسيج الطائفي السوري, لقد قبل الاتراك المخاطرة لأنه ليس هناك حل أخر فبعد تحرير حمص و غالبية ريف دمشق, معركة حلب تقترب و هي أخر المعارك.
أعلن بندر بن سلطان الحرب و فشل بعد يوم واحد على اعلانه لبدء المعركة :
أولا: كان الهجوم مباغتا و كاسحا من قبل عشرات الاف المقاتلين الذين استغلوا عنصر المفاجأة و الحشد الهائل وكان من المفترض تحقيق اختراق استراتيجي كبير في الساحل يقلب المعادلة كلها في سوريا خلال اليوم الأول و الثاني, تم صد الهجوم من قبل الجيش السوري و عناصر الدفاع الوطني مع خسارة عدة قرى صغيرة لا تأثير استراتيجي حقيقي لخسارتها, استوعب السوريون الهجوم, صدوه, خسر المهاجمون عنصر المفاجأة دون تحقيق أهدافهم و بدأ الجيش السوري عملية هجوم مضاد و تقدم لاستعادة ما خسره و هنا تنتهي المعركة, ما بقي هي مدة زمنية لاستعادة كافة القرى التي اجتاحها التكفيريون و ربما التقدم لتطهير الريف الشمالي كله.
ثانيا: لم تستطع المجازر التي ارتكبها مسلحو بندر من أن تؤثر في اللحمة الوطنية السورية ولا أن تدفع باتجاه اقتتال طائفي.
ثالثا: ألغى أوباما لقاءه مع بوتين في سبتمبر القادم وهو ما يعني أنه لم يعد هناك شيء يمكننا الحديث عنه أو الاتفاق عليه.
أعلنت الحرب ولكن من أعلنها هم الروس و السوريون ولم يعد هناك أي خيارات سوى أن نربح كل شيء أو نخسر كل شيء.
4/5/13808
https://telegram.me/buratha