أعلن وزير الداخلية التونسي "لطفي بن جدو" اليوم أن المتهم الرئيسي في اغتيال االقياديين التونسيين البارزين شكري بلعيد(في شباط /فبراير الماضي) و محمد البراهمي (يوم أمس)، هو السلفي "بوبكر الحكيم"، فضلا عن أربعة آخرين ينتمون إلى منظمة "أنصار الشريعة" وثيقة الصلة بتنظيم"القاعدة".
أغرب ما في الأمر هو أن المتهم الأول في الجريمتين، "بو بكر الحكيم"، ... معتقل في السجون الفرنسية منذ العام 2008!! وكان صدر بحقه حكم بالسجن من القضاء الفرنسي بتاريخ 14 أيار/مايو من العام نفسه ينتهي في العام 2015، وفق ما نشره موقع Global Jihad ، وهو أهم موقع استخباري غربي يتتبع حركة الجهاديين عبر العالم، بتاريخ 14 أيلول /سبتمبر من العام 2009!!؟
http://www.globaljihad.net/view_page.asp?id=1719
الموقع المذكور كان ذكر يومها في تقريره عن "بوبكر الحكيم" ، وهو من مواليد فرنسا العام 1983 ويحمل جنسيتها أيضا،أنه ينحدر من أسرة فقيرة، وأنه سافر إلى سوريا في العام 2002 لمتابعة دراسته الشريعة الإسلامية في دمشق (مجمع"النور")، قبل أن يتوجه لـ"الجهاد" في العراق في العام التالي بعد الغزو الأميركي. وكان خلال تلك الفترة يتولى تجنيد المقاتلين ونقلهم من سوريا إلى العراق. وأواخر العام 2003 عاد إلى فرنسا ، حيث أجريت معه مقابلة إذاعية في فرنسا( بثت لاحقا في 12/8 /2005) قال فيها إنه مستعد لتفجير نفسه بالأميركيين. وفي العام التالي، 2004، عاد إلى سوريا مرة أخرى، لكن السلطات السورية اعتقلته في أيلول / سبتمبر من العام نفسه عندما كان يحاول العبور إلى العراق دون جواز سفر. وقد بقي رهن الاعتقال عاما كاملا قبل أن تسلمه المخابرات السورية لنظيرتها الفرنسية في إطار التعاون الأمني بين البلدين. وقد صدر بحقه حكم بالسجن من إحدى المحاكم الفرنسية لمدة سبع سنوات ينتهي في العام 2015.
والآن ثمة احتمالان لا ثالث لهما: إما أن وزير الداخلية التونسي كذاب ، وهو الأرجح، وإما أن بوبكر الحكيم يعمل مع المخابرات الفرنسية، وقد أخرجته هذه الأخيرة من السجن لتنفيذ عمليات الاغتيال لصالحها في تونس. وهو أمر قابل للتصديق ، بالنظر لسوابق المخابرات الفرنسية في ذلك. وعلى الفرنسيين أن يثبتوا الآن أن "بوبكر الحكيم" لا يزال معتقلا في سجونهم!
21/5/13728
https://telegram.me/buratha