أن يحرق متظاهرون صورا للرئيس الامريكى باراك أوباما فى العديد من المسيرات والمظاهرات أصبح أمرا عاديا لا ريبة فيه، أما أن يرفع متظاهرون صورا للرئيس الروسى “فلاديمير بوتن” هذا هو الأمر الجديد لأنه من غير المعتاد، حيث رفع اليوم عدد من المتظاهرين فى ميادين مصر لافتة كبيرة بداخلها صور ثلاثة من الزعماء السياسيين هم بالترتيب من اليمنين: الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هذه الصورة جعلت الكثير يتساءل هل من الممكن أن تستبدل مصر روسيا بالولايات المتحدة الامريكية؟.
رفع متظاهرون مصريون صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك أثناء مشاركتهم الجمعة 26 يوليو/تموز بمظاهرات دعا إليها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في مختلف أرجاء مصر، مما يشير إلى أن بوتين بات يتمتع بشعبية ملحوظة في صفوف فئة كبيرة من الشعب المصري. وقد رفع مصريون في مدينة الإسكندرية 3 صور، إحداها لبوتين يظهر فيها بزي الأسطول البحري الحربي الروسي إلى جانب صورة السيسي، فيما كانت الصورة الثالثة للزعيم المصري جمال عبد الناصر. كما رفع المتظاهرون الداعمون لـ"خريطة الطريق" التي طرحها وزير الدفاع لافتة حملت عبارة "باي باي أمريكا"، وذلك في إشارة إلى رفض المؤيدين للجيش للموقف الأمريكي إزاء الأحداث الأخيرة في مصر. يندرج رفع صورة بوتين في إطار تعبير كثيرين من المصريين عن تقديرهم وامتنانهم لموقف روسيا، "لمساندتها ومساعدتها مصر في الفترة العصيبة التي تمر بها"، كما أفادت وكالة "إيتار-تاس". لم يقتصر رفع صورة بوتين على الإسكندرية فحسب إذ رُفعت صورة الرئيس الروسي في منتجع الغردقة الشهير، لكن بنكهة روسية خالصة وذلك بعد أن أرفقت الصورة بعبارة كُتبت باللغة الروسية هي .. "ضد الإرهاب - لمحاربة العنف والإرهاب يجب على الشعب تفويض الجيش"، علما أن هناك جالية روسية تقطن مدينة الغردقة. هذا وركزت وسائل إعلام محلية ومواقع إلكترونية على أن روسيا عرضت على القاهرة تزويدها بمنظومة صواريخ "إس-300" المضادة للجو وعشرات المقاتلات من طراز "ميغ"، وذلك بعد أن أوقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسليم مصر طائرات "إف-16"، وفقا لصفقة أُبرمت في وقت سابق بين البلدين.
فى هذا الصدد يرى الدكتور محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن الشعب المصرى بدأت كراهيته لأمريكا تزداد خلال الفترة القليلة الماضية، خاصة بعد أن علم الجميع أن الرئيس الأمريكى “باراك أوباما” حاول أن يمارس نوعا من الضغوط على القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسى خلال اتصال هاتفى لإقناعه بالبقاء على الرئيس المعزول محمد مرسى، ثم قراره الأخير بتأجيل إرسال 4 طائرات f16 إلى مصر.
وقال: “أما روسيا فقد اتخذت موقفا طيبا من التغيير السياسى فى مصر، وحذرت أمريكا كثيرا من ممارسة أى ضغوط على مصر من أجل خدمة فصيل سياسى معين، فضلا عن أنها قررت زيادة صادراتها من القمح إلى مصر فى سنة التسويق 2013/2014 التى بدأت فى هذا الشهر، رغم الاضطرابات السياسية التى يشهدها أكبر بلد مستورد للقمح فى العالم”.
وتابع: “ولكن هذا لا يعنى أن تستبدل السياسة الخارجية المصرية الولايات المتحدة بروسيا، كما أنه لا يجوز قطع العلاقات مع تركيا على الرغم من مواقفها غير المقبولة والمعادية للقوى الثورية والتغيير السياسى فى مصر، فهذه الأمور لا تحسم بهذا الشكل ولا يمكن أن تكون السياسة الخارجية المصرية أحادية، ولكن لابد من إيجاد حلول موضوعية لمعالجة هذه الأزمات وهذا يدور وزارة الخارجية المصرية”.
أما عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، فيرى فى رفع بعض المتظاهرين المؤيدين للجيش لصور الرئيس الروسى “فلاديمير بوتن” وحرق بعضهم صورى الرئيس الأمريكى “باراك أوباما” نوع من استرجاع الذاكرة التاريخية المصرية.
ويوضح شكر أن الشعب المصرى يستعيد مرة أخرى عدائه للسياسة الأمريكية تجاه مصر، ويحاول القول أن هناك بدائل لأمريكا يمكن الاعتماد عليها من بينها دولة كبيرة مثل روسيا وهى دولة صديقة لمصر قدمت الكثير من يد العون كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتى لمصر المساعدة فى تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالى.
ويلفت شكر إلى أن أمريكا كانت وما زالت تسلك كل الطرق التى تجهد بها ثورة الشعب المصرى، وتحاول دائما إجهاض دور مصر فى قيادة العالم العربى وبناء دولة قوية تستطيع رسم سياساتها الخارجية، مستطردا: “اليوم.. الشعب المصرى يشعر بالإهانة من أمريكا التى تعلق المساعدات وتمنع تسليم الطائرات الحربية لنا ومن ثم يستعيد كرهة لها”.
وينوه شكر إلى أن من الضرورى أن تستبدل مصر روسيا بالولايات المتحدة الأمريكية وأن لا نعتمد فقط على أمريكا فى سياستنا الخارجية بل لابد أن تكون هناك بدائل لأمريكا حتى لا يتحكم فى سياسة مصر الخارجية أى طرف خارجى مهما كانت قوته
20/5/13727
https://telegram.me/buratha