بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها العدوان الاستعماري على سوريا يتركز الكلام الغربي عن تصدر المملكة السعودية لقيادة العدوان في مرحلته الحاضرة وقد استهلك واقعيا منذ عامين جميع الحكومات الإقليمية المتدخلة فتدحرج الدور القطري بلعنة سوريا بعدما ورط الحمدان باراك أوباما بشعار التنحي الذي يجعل قبوله التسوية الممكنة هزيمة مبرمة وتزلزل حكم العدالة و التنمية في تركيا بتداعيات الخيبة في سوريا ومن ثم سقط حكم الأخوان في مصر عندما قرر محمد مرسي التدخل في سوريا فهل تلحق اللعنة بآل سعود هذه المرة وتكون بداية النهاية بهزيمتهم في حلب ؟
أولا تجزم العلوم الاستراتيجية بأن المفاضلة بين تكوين وبنية القوى المتقابلة من الزاوية الحضارية والاجتماعية والسياسية يمكن ان تقرر بنسبة كبيرة احتمالات المواجهة ونتائجها ويمكن لهذه المفاضلة أن ترجح التكهن بالجهة المنتصرة .
ما يحصل في سوريا منذ أشهر من تحولات كبرى ميدانيا هو نتيجة منطقية وعلمية لإدراك غالبية سورية ساحقة جدا جوهر الصراع بين مشروع الدولة الوطنية المدنية بهويتها الحضارية المقاومة والتحررية الذي يقوده الرئيس بشار الأسد وبين قوى عميلة للأجنبي رجعية ومتخلفة يتقدمها التكفيريون ومرتزقة الناتو وهي تضم خليطا لصوصيا متعدد الجنسيات وتنقسم إلى عصابات متناحرة في الميدان بينما واجهتها السياسية متهتكة منقسمة ومبتذلة في تكوينها لدرجة انها تنقلت من عاصمة لأخرى وبدلت أسماءها وزعماءها في حضن الغرب الاستعماري وحكومات الخليج والطبعة التي تتصدر العدوان راهنا بالجربا سعودية أي أنها الأكثر تخلفا ورجعية فمن يصدق في العالم كله ان مملكة السياف والاستبداد المطلق ترعى مشروعا للديمقراطية في سوريا فتلك قمة المسخرة السوريالية التي يسعى الغرب لتعميمها بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل منذ اندلاع الأحداث في سوريا ومع بدايات العدوان الاستعماري.
ثانيا يتولى مؤسس القاعدة بندر بن سلطان منذ بداية العدوان على سوريا تنسيق عمليات أجنحته القاعدية وتنظيم الأخوان المسلمين في سوريا الذين تربطهم بالمملكة علاقة تاريخية وطالما استعملهم آل سعود لاستهداف الدولة الوطنية المقاومة في سوريا وفي ثمانينات القرن الماضي كان المال السعودي أيضا في خدمة مخطط الأخوان الإجرامي ردا على موقف سوريا الرافض لاتفاقيات كمب ديفيد وعلى تحالف القيادة السورية مع الثورة الإيرانية ودعمها لمن أسقطوا نظام الشاه العميل حليف آل سعود وسيدهم طيلة ثلاثة عقوده بتفويض بريطاني أميركي جعل من دول الخليج محميات تابعة للشاه وفي عهدته امام الموج الناصري وحركات التثوير القومية التي انطلقت من ظفار في الستينيات وطرقت أبواب جزيرة العرب.
المال والسلاح هو ما تبشر به الولاية السعودية على عصابات الإرهاب و التكفير وهو ما يتولاه بندر المعين بقرار اميركي من خارج التسلسل الوراثي للعائلة التي لا تقر بموقع على جداول الخلافة لابن جارية ولو كان أميرا في نسبه لأبيه مع كامل الاحترام لمآسي الجواري ومعاناتهن الإنسانية في قصور آل سعود.
ثالثا المال والسلاح للعصابات الدموية يطيلان أمد الحرب ولا يغيران مجراها المحتوم إلى انتصار الجيش العربي السوري لأنهما لايغيران في الموقف الشعبي ولا يبدلان في صورة العصابات المجرمة التي اختبرها جميع السوريين ولا يقلب المال ولا السلاح صورة اللصوص والمرتزقة التي تميز بها عملاء الناتو في سوريا ولامجال بالمال والسلاح لتلافي حالات التمرد و العودة إلى حضن الدولة التي شرع يندفع فيها العديد من ضباط وجنود ما يدعى بالجيش الحر الذي سعى آل سعود وسائر اطراف الحلف العدواني لتعظيم دوره وجعله قوة منظمة في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة الوطنية السورية فأخفقوا بفعل طبيعة التركيبة اللصوصية والجاسوسية التي أقاموها ولأن المرتزقة في جميع انحاء الأرض هم تجمعات بلا قضية ولأن العديد من عسكريي سوريا الهاربين اصطدموا بالوقائع المرة وقرروا العودة لجيش بلادهم المقاوم وهذا ما تتحدث عنه صحافة العالم اما التكفيريون فالشعب السوري ينبذهم وهم يناقضون الثقافة السورية الاجتماعية و الدينية خصوصا بطبعاتهم السعودية الوهابية التي تثير جرائمها ومجازرها روائح كريهة تزكم أنوف السوريين.
محافظة حلب صمدت بفضل موقف أهلها الوطني والصلب منذ بداية الأحداث وهي ستكون مقبرة العدوان وفيها ستدفن أوهام آل سعود القوة الأشد رجعية وتهتكا في حلف العدوان الاستعماري وإذا كان بندر يراهن على مقعد للمملكة العجوز على طاولة التفاوض تحت العنوان السوري من خلال الدماء التي يعمل لهدرها بواسطة مرتزقته الإرهابيين فنهاية نفوذ المملكة خارج الحجاز ونجد ونهاية دورها الإقليمي ستكون في حلب قاهرة الغزاة عبر التاريخ ومن يعش أشهرا يرى
1/5/13726
https://telegram.me/buratha