التقارير

سوريا ولبنان: شهر أب قد يكون مشتعلا

1816 06:58:00 2013-07-23

 

يعتبر دبلوماسي شرقي أن لبنان وسوريا دخلا فعلاً عين العاصفة، وباتا على مفترق خطير من المتوقع له أن يصل في غضون الشهر المقبل إلى تظهير المشهد المستقبلي، لا سيما بعد أن تأكد لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين منتصف أيلول المقبل في موسكو، بما يعني أن المرحلة الحاسمة من الكباش الدائر بينهما في سوريا ولبنان، دخلت حيز التنفيذ بعد أن لجأ كل من العاصمتين المعنيتين إلى الخطط البديلة لتحسين الشروط وتعديل الموازين التي تسمح لكل منهما بفرض وجهة نظرها وتسويق مصالحها التكتيكية والاستراتيجية.

ويستند الدبلوماسي إلى تقارير وردته من خارجية بلاده، للاشارة إلى أن عملية تدوير الزوايا بدأت، في ظل عمليات مقايضة ناشطة استهلتها واشنطن بابعاد كل من تركيا وقطر عن مسرح الأحداث السورية، في وقت عرقلت فيه عملية تسليح المعارضة وحدت من الاندفاعة الأوروبية في هذا الاتجاه، في مقابل تعهدات روسية بضمان مصالح واشنطن في آسيا الوسطى وأفغانستان، التي يعتزم الجيش الأميركي الانسحاب منها في غضون الأشهر القليلة المقبلة.

أكثر من تزامن تطرق اليه الدبلوماسي في معرض شرحه لمكامن المرحلة المقبلة، ليس أبرزه التحولات الكبيرة في ايران وقطر فحسب، بل التنصل الأميركي من حركة "الاخوان المسلمين" في مصر، ومن بعدها اعلان وزير الخارجية جون كيري عن تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وذلك بعد أن نجح الضغط الأميركي في اخراج حركة "حماس" من الحضن السوري الايراني، ودفعها إلى الحضن الاخواني – المصري، ومن ثم التخلي عنها بسحر ساحر وتركها في منتصف الطريق عاجزة، الا عن الرضوخ لمشيئة القدر الفلسطيني المتمثل بالسلطة الراغبة في عودة المفاوضات، وإن كان بحدها الأدنى باعتبارها المخرج الوحيد المتبقي لها.

هذا إن دل على شيء ، فعلى جدية الرئيس أوباما في السعي الجدي لاخراج بلاده من المستنقع السوري ورماله المتحركة، عبر ثلاث خطوات لفت اليها الدبلوماسي، وهي أولا السماح بفتح الملف الكردي واحراج حكومة رجب طيب أردوغان واشغالها عن الملف السوري بما يفوقه أهمية واستراتيجية بالنسبة لها، وتالياً اسقاط الحلم الأردوغاني باعادة أمجاد السلطنة العثمانية، وحصر دورها في حده الأدنى. ثانياً اقصاء قطر عن الملف السوري الحساس بعد أن فشلت في تقديم أي مكسب لواشنطن بالرغم من تمويلها المجموعات السورية بعشرات المليارات من أموال البترودولار، بل على العكس فانها اقحمتها في متاهات جديدة على صعيد الحرب التي يشنها الغرب على الارهاب الدولي منذ العام 2001. ثالثاً تكليف السعودية المتمثلة بالثنائي بندر بن سلطان – وسعود الفيضل بالملف السوري، مع العلم أن المملكة تشكل الحلقة الأضعف في الحرب على سوريا، في مقابل اعادة دور ولو جزئي إلى ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز لمواكبة المرحلة المقبلة، وذلك في ظل معلومات تفيد بأن واشنطن ستلجأ إلى اجراء عملية تبديل واسعة النطاق في منظومة دول التعاون الخليجي، في حال فشلت السعودية في تحقيق انجازات ميدانية في سوريا، بما يسمح للمفاوض الأميركي بمقارعة الاوراق الروسية الرابحة .

ويرى الدبلوماسي في ختام عرضه للواقع أن شهر آب المقبل، قد يكون الأكثر عنفاً ودموية، على اعتبار أن السعودية، المولجة راهناً بالملفين السوري واللبناني، ستلجأ إلى تكثيف العمليات الأمنية في كلاهما، وتضغط على المعارضة في سوريا لتحقيق تقدم ميداني يمكن واشنطن من رفع سقفها التفاوضي، في مقابل الاستماتة السورية للمحافظة على الانجازات الامنية المحققة اذا لم يكن زيادتها.

32/5/13723

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك