في محافظة درعا الجنوبية، وعلى طول الحدود السورية الأردنية، ترتسم ملامح جديدة عن مسلسل عمالة المعارضة السورية المسلحة وتنسيقها مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وغيرها من اجهزة الاستخبارات الاقليمية التي اعلنت صراحة عن عزمها امداد هذه الجماعات بمختلف أنواع الأسلحة.
دخول الأسلحة وكذلك الأموال فضلاً عن الأشخاص، يتم عبر محافظة درعا السورية والمناطق الحدودية مع المملكة الأردنية التي ترعى عملية التهريب ودعم الجماعات المسلحة بالاسلحة النوعية لإزهاق مزيد من الأرواح البريئة. وكشف أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة درعا، حسين رفاعي، لموقع "العهد " الاخباري أن" الاسلحة تدخل الى سوريا من منطقة "الطيبة" و"وادي اليرموك" والمنطقة المحاذية لمنطقة السويدا"، مشيراً إلى "ارتفاع وتيرة تهريب الاسلحة في المدة الأخيرة عبر الحدود المشتركة مع الاردن، وقد دخلت كميات من الاسلحة الـ "نوعية" كالصواريخ الحرارية وصواريخ لاو إلى درعا"!
ولم يخف رفاعي أن "طبيعة الجغرافية في "وادي اليرموك" الصعبة والصحراوية من الجهة الشرقية للبادية السورية سمحت للمسلحين بإدخال هذه الأسلحة" كما اتهم المملكة الاردنية بالتواطوء من خلال تسهيل عبور المسلحين والأسلحة المتنوعة وحتى الأموال عن طريق الحدود مؤكداً في الوقت أن"وحدات من الجيش العربي السوري تتابع عمليات التهريب هذه وتقوم بتوجيه ضربات لقوافل الامداد للمسلحين وأسلحتهم على الحدود المشتركة".
وكشفت مصادر أخرى دخول الاسلحة وكيفية توزيعها والضباط الذين ينسقون عمليات التهريب وحماية القوافل، وايدت ـ المصادر ـ ما اعلنه الرفاعي عن دخول الاسلحة عبر المنطقة الممتدة بين منطقة "نصيب" و"الطيبة" وكذلك "وادي اليرموك" مشيرة إلى "أن هاتين المنطقتين ليستا نقطة أو معبر واحد بل منطقة جغرافية مفتوحة على كامل الحدود المشتركة بين سوريا والاردن، وهذه المنطقة لا تتواجد فيها القوات السورية أو الاردنية لمنع دخول المسلحين والأسلحة أو حتى المهربين". ولفتت المصادر إياها إلى أن عدداً من الاتفاقيات الأخوية بين البلدين (سورية والأردن تفرض ضرورة عدم تسهيل دخول أي شيء يخل بأمن بالبلدين".
استخبارات وتنسيق
أما عن آلية دخول الأسلحة من الأراضي الأردنية إلى سورية، فأجملها المصدر بـ"وجود مجموعة من الضباط الفارين من الجيش السوري من بينهم المدعو "ياسر العبود " و" أحمد فهد النعمة "، قائد ما يسمى المجلس العسكري في درعا، ممن يترددون على الحدود السورية الأردنية ويقومون بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ويديرون مجريات المعارك" .
واضاف المصدر إن "المخابرات الإسرائيلية حريصة على ان لا تُزود "أحمد النعمة" المسؤول عن القطاع الغربي لمحافظة درعا بأي أسلحة نوعية أو ثقيلة في هذا القطاع خشية أن يؤثر ذلك على أمن كيانها المصطنع، وإلا لماذا لا تنقل الأسلحة الثقيلة إلى الجهة الغربية من درعا في حين تنقل أسلحة نوعية وثقيلة إلى الجهة الشرقية من درعا والتي تقع تحت إشراف "ياسر العبود" ،علما أنه كان مسؤولاً عن تنفيذ العديد من الهجمات على اللواء 38 والرادار في منطقة النعيمة ".
ويستفيد المسلحون من طبيعة المنطقة الجغرافية البسيطة في بعض تضاريسها (بين نصيب والطيبة) والمعقدة في جغرافيتها (وادي اليرموك) وذلك من خلال استخدام سيارات قد تكون "سيرفيس" أو درجات نارية أو سيارات نقل خاصة وأي طريقة أخرى".
ولفت المصدر إلى أنه لا قدرة لكل من سورية والاردن على منع دخول أي شخص عبر حدودهما لأنها مناطق مفتوحة يصعب السيطرة عليها، لكن هذا لم يحل دون أن يوجه الجيش السوري ضربات عسكرية لكل شحنات الأسلحة الداخلة إلى الأراضي السورية بناءً على تقارير استخبارتية تصل عن طريق أهالي المناطق نفسها ".
وبحسب المصدر فإن" الأردن اتخذ قرار سياسياً بمد ما يسمى "الجيش الحر" بسلاح النوعي وحتى الأموال وكذلك العلاج الطبي لكل من تعرض لإصابة من قبل المسلحين وهذا ما ثبت لأهل درعا أنفسهم ، وأتضح لهم ذلك لجهة تأمين نقل سريع لهؤلاء الجرحى خلال دقائق إلى المشافي الأردنية" .
وأكد المصدر أن "أعين الاستخبارات وسلاح الجو السوري ليست مغمضة عما يحصل على الحدود السورية الأردنية، إلا أن طبيعة الجغرافية المفتوحة بين البلدين تجعل من الصعوبة بمكان السيطرة عليها نظرا لكونها تحتاج لطاقة عسكرية واستخباراتية ضخمة ".
ولم يخف أنه بعد عامين على الازمة بدأت المجموعات المسلحة تضعف وذلك بعد وعي الأهالي في درعا لطبيعة ما يحصل في منطقتهم لجهة التمويل وتوزيعها على شبان المنطقة
1/5/13711
https://telegram.me/buratha