ياسين بودهان-الجزائر
وسط تضارب الأنباء بشأن قرب عودة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى البلاد، ورغم تطمينات الوزير الأول (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال في مناسبات عدة بأن الرئيس تعافى ويخضع لفترة نقاهة، فإن المعارضة تشكك في قدرة الرئيس على مواصلة مهامه، خاصة بعد ظهور صور تثبت وجوده في مستشفى لي زانفاليد (المعطوبون) بباريس الشهر الماضي.
وكانت أحزاب المعارضة قد طالبت بتفعيل المادة 88 من الدستور التي تقول إنه إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، فيجب على المجلس الدستوري أن يتثبت من حقيقة هذا المانع ويقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع.
وترى هذه الأحزاب -ومنها حركة مجتمع السلم وحركة النهضة والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحزب العدل والبيان- وجوب إعلان مرحلة انتقالية أو تأسيسية، وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة في حال ثبوت المانع الصحي.
دعم كامل
لكن أحزاب السلطة -مثل جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) والتجمع الوطني الديمقراطي- إضافة إلى حزب العمال (التروتسكي) الذي تقوده لويزة حنون، ترفض هذه المطالب وترى أنه لا ينبغي الخوض في ملف مرض الرئيس واستغلاله سياسيا، وأنه لا يحق لأي شخص أن يتحدث باسم الرئيس الذي يقرر بنفسه مستقبله السياسي.
كما أعلنت هذه القوى دعمها للرئيس بوتفليقة، وذهبت إلى أبعد من ذلك حينما أعلنت دعمها الكامل وغير المشروط له في حال إعلانه الترشح لفترة رئاسية جديدة.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي للجزيرة نت إن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة وقدرته على المواصلة هما اللذان يحددان مستقبله في منصب رئاسة الجمهورية.
وأضاف يونسي 'نتمنى أن يعود الرئيس سالما معافى إلى الجزائر'، مشيرا إلى أن 'ملف مرض الرئيس يعد من المحرمات'، وأن الطبقة السياسية لا تمتلك أي معلومات و'تتفرج على الموقف من الخارج'.
وأوضح أن ملف مرض الرئيس لا يشكل أولوية لحزبه في الفترة الراهنة، ورأى أن الأجدر بالطبقة السياسية أن تتناقش في المواضيع الكبرى التي تهم الجزائريين واستقرار البلاد وشرعية مؤسساتها.
مرحلة تأسيسية
من جانبها، أكدت زعيمة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي في حديثها للجزيرة نت أن موقف حزبها من موضوع مرض الرئيس بوتفليقة واضح وثابت، وهو أن 'بوتفليقة ليس بإمكانه أن يواصل أداء مهامه كرئيس للدولة'.
وأضافت أن حزبها دعا خلال الفترة السابقة إلى ضرورة انسحاب الرئيس 'لأن وضعه الصحي لا يؤهله لإدارة شؤون الدولة'، كما دعا إلى بدء مرحلة تأسيسية تشارك فيها كل الأحزاب بالتحضير للمرحلة المقبلة، وذلك بدلا من مرحلة انتقالية تشرف عليها مجموعة قليلة تنتمي إلى السلطة، حسب قولها.
ورأت نعيمة صالحي أن الظهور الأخير للرئيس بوتفليقة لم يضع حدا 'للغموض' المتعلق بوضعه الصحي، وأن الصور تثبت 'عجزه'، مضيفة أن سنه المتقدمة لا تسمح له بالاستمرار في منصبه.
وأشادت بموقف الرئيس الأسبق اليمين زروال الذي قال -خلال استقباله مجموعة من المواطنين طالبوه بالترشح لرئاسيات أبريل/نيسان المقبل- إنه 'شخص كبير في السن'، وإن هناك شبابا في الجزائر يمكنهم تولي هذه المسؤولية.
وعلقت زعيمة حزب العدل والبيان على ذلك بقولها إنه يجب على بوتفليقة أن يتخذ نفس الموقف ويسلم كرسي الحكم إلى الجيل الجديد، وأن يتم انتقال السلطة بشكل سلس وهادئ.
5/5/13711
https://telegram.me/buratha