وسط تهافت بعض العواصم الغربية بما فيها واشنطن ولندن وباريس لتسليح ما يسمى "المعارضة السورية" رصدت عدة استطلاعات للرأي حالة من الرفض لدى شعوب هذه الدول فيما يتعلق بتسليح الإرهابيين الذين يقتلون أبناء الشعب السوري ويدمرون البنى التحتية ويسعون إلى إشاعة الفوضى في المنطقة.
ورأى محللون أن استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات متخصصة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن شعوب الدول التي تلهث من أجل إمداد طغمة من المسلحين بالسلاح والذخيرة لتقوم بقتل الأبرياء وأكل الأحشاء غير راضية عن سياسة حكوماتها في هذا الاتجاه وأن هناك حالة من الرفض بسبب وعي هذه الشعوب للأزمة التي يريد حكامها زجها بها وخوفا من انقلاب السحر على الساحر وعودة هذا السلاح إليهم لقتلهم.
فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كومريس للقناة التلفزيونية البريطانية آي تي في الشهر الماضي أن الغالبية العظمى من البريطانيين لا تدعم تحركات حكومة بلادها لتسليح "المعارضة السورية".
وقال الاستطلاع إن 53 بالمئة من البريطانيين سيعارضون حكومة بلادهم إذا ما قررت تسليح "المعارضة السورية" في حين أعلن 17 بالمئة فقط منهم أنهم سيدعمون هذا التحرك فيما يعتقد 56 بالمئة من البريطانيين أن حكومة بلادهم يجب ألا تسلح "المعارضة" في سورية بسبب خطر وقوع الأسلحة في أيدي الإرهابيين فيما عارض 15 بالمئة هذا الرأي ووجد الاستطلاع أن 56 بالمئة من البريطانيين أيضاً يعتقدون أن تسليح المعارضة في سورية سيجعل بلادهم أكثر عرضة للهجمات الإرهابية وأن 13 بالمئة منهم خالفوا هذا الرأي كما عارض 48 بالمئة من البريطانيين تدخل بلادهم في الأزمة في سورية.
ورأى محللون أن الرأي العام البريطاني يريد الابتعاد عن الأزمة في سورية في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون معركة في الداخل لإقناع الرأي العام البريطاني بدعم خطة إرسال الأسلحة إلى "المعارضين".
وكشف استطلاع آخر أن أقل من ربع البريطانيين يؤيدون توريد السلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وجاء في الاستطلاع الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن 24 بالمئة من البريطانيين يؤيدون تزويد المجموعات المسلحة في سورية بالأسلحة بالرغم من أن 58 بالمئة من البريطانيين أكدوا تأييدهم إرسال مساعدات إنسانية إلى سورية.
وأشار الاستطلاع إلى أن ما يقارب من ثلاثة أرباع البريطانيين أي نحو 72 بالمئة يعتقدون أن بريطانيا لم تعد تملك الإمكانيات الكافية لتزج بنفسها في أي تدخل أو دعم عسكري خارج حدودها بعد مشاركتها في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان في حين يرى أكثر من 69 بالمئة من البريطانيين أنه ينبغي أن تكون المهمة الأساسية لمؤسسة الجيش البريطاني هي حماية أراضي البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات.
وفي هذا الإطار تساءل وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمال المعارض دوغلاس ألكسندر عن مدى تأكد الحكومة البريطانية من عدم وقوع الأسلحة بأيدي جماعات متطرفة قائلا "كيف يمكن للحكومة أن تتأكد من منع الأسلحة الموردة من الوقوع في الأيدي الخطأ وكيف سيؤدي تزويد المعارضة بالأسلحة إلى تحقيق سلام دائم في سورية".
الى ذلك كشف استطلاع للرأي أجراه مركز غالوب في الفترة من 28 29 أيار في الولايات المتحدة عن معارضة معظم الأمريكيين للتدخل العسكري لبلادهم في سورية.
وبين الاستطلاع أن 68 بالمئة من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم أعربوا عن معارضتهم لقيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري في سورية مقارنة بـ 24 بالمئة أبدوا رأيا مخالفا.
وتأتي هذه النتائج في وقت يواصل المسؤولون والنواب الأمريكيون التدخل بشؤون سورية حيث تسلل السيناتور الجمهوري جون ماكين إلى الأراضي السورية خلسة وأعلن دعمه للمجموعات المسلحة وتزويدها بالمزيد من السلاح.
وعلق مركز غالوب على هذه النتائج بإشارته إلى أن الأمريكيين يفضلون بشكل واضح كما يبدو إبقاء الجيش الأمريكي بعيدا عن الأزمة في سورية بمعارضتهم مثل هذا التدخل لبلادهم رغم أنهم توقعوا أن الجهود الدبلوماسية ستفشل في حل الأزمة.
كما حذر عمدة لندن بوريس جونسون كاميرون من تسليح من وصفهم بمقاتلي المعارضة وقال "إن بريطانيا يجب ألا تستخدم سورية كساحة لاستعراض العضلات" محذرا من أن السلاح الذي قد تقدمه بريطانيا للمعارضة السورية قد ينتهي في أيدي عناصر القاعدة.
ويرى متابعون أنه ليس من باب المصادفة أن تقرر لندن وواشنطن إمداد المعارضة بالسلاح في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش السوري من تحقيق انتصارات كبيرة خلال الأسابيع الأخير وتكبيدها للمسلحين خسائر فادحة ما أثبت أن التغييرات والإنجازات على الأرض أزعجت هذه الدول ما دفعها إلى الإعلان عن اتخاذ موقف الداعم لهذه المجموعات.
9/5/13704
https://telegram.me/buratha