ذكرت صحيفة الحياة اللندنية، الاربعاء، أن مسلحي "جبهة النصرة"، (الجناح المحلي لتنظيم القاعدة في سوريا)، والذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد، يخترقون الحدود العراقية بشكل متواصل وينفذون عمليات مسلحة داخل البلاد، مبينةً أن ظروفاً طبيعية بالاضافة الى الهجمات التي يشنوها على القوات الامنية العراقية تساعدهم على عبور الحدود.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشر في عددها الصادر اليوم، عن مصادر امنية مطلعة في الانبار قولها ان "مسلحين يعتقد انهم ينتمون الى جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا يخترقون الحدود بشكل متكرر ويستهدفون قوات الامن".
وأوضحت ان "التقارير الاستخباراتية التي تصل الى قيادة عمليات الجزيرة المرتبطة بقيادة عمليات الانبار والمكلفة بحماية الشريط الحدودي الممتد إلى أكثر من 600 كيلومتر من الموصل شمالاً وحتى الغرب في الانبار مع سوريا، ترجح ان يكون هؤلاء المتسللون ينتمون إلى جبهة النصرة بسبب الاسلحة الثقيلة والمركبات التي يستخدمونها اثناء التسلل".
واضافت ان "عناصر الجيش العراقي المنتشر على الشريط الحدودي، اضافة الى الشرطة الاتحادية التي كلفت بحماية المنافذ الرسمية مع سوريا وخصوصاً منفذ ربيعة في الموصل، تتعرض لعمليات قنص مستمرة من جبهة النصرة التي اصبحت تسيطر بشكل كامل على هذه المنافذ".
ولفتت الى ان "عمليات التسلل تحدث في الغالب عند هبوب العواصف الترابية حيث يصعب على قوات الامن العراقية تسيير دوريات عسكرية فضلاً عن عدم امكان استخدام طائرات الهليكوبتر لأغراض المراقبة".
واشارت المصادر الى ان "هناك انفاقاً طبيعية منتشرة على الحدود بين البلدين، خصوصاً في منطقة الخسفة والذيب يستعملها المسلحون في سوريا لاختراق الحدود اضافة الى وجود معسكرات واسعة لتنظيم القاعدة في العراق في صحراء الانبار تم تدميرها اخيراً في عمليات عسكرية".
يشار الى ان "جبهة النصرة لأهل الشام" هي منظمة سلفية "جهادية" جرى تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة المسلحة ضد الرئيس بشار الاسد؛ لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال، وقد تبنت المنظمة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق.
وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي قد أعلن عن دمج دولة العراق والشام الاسلاميتين، وهما الجناحان المحليان للتنظيم في العراق وسوريا.
ولم يستجب البغدادي لأمر من زعيم القاعدة الدولي أيمن الظواهري لفك الارتباط بين الجناحين بعد ان لم يلق الاتحاد موافقة الجناح السوري المعروف باسم جبهة النصرة وكذلك وقوع خلافات بين الجانبين.
وانحسر نفوذ القاعدة في العراق على نطاق واسع في السنوات الأخيرة بعد ساندت فصائل عشائرية مسلحة الحكومة في طرد عناصر التنظيم المتشدد.
لكن التنظيم وجد موطئ قدم في الصحراء الغربية مجددا مستغلا استياء السنة من سياسات الحكومة التي تقودها الشيعة.
ضرب 21 هجوما مساء أمس الثلاثاء، عدداً من محافظات البلاد سقط على اثره 313 قتيلا وجريحا، كانت للعاصمة بغداد الحصة الاكبر من تلك الهجمات، في احصائية خاصة بوكالة "شفق نيوز".
وقتل 761 عراقيا في حزيران المنصرم وهو يقل عما سجل في الشهر السابق له، بحسب ارقام الامم المتحدة، بينما لم تعلن السلطات العراقية عن ارقامها بعد.
وقتل أكثر من 1000 شخص في اعمال عنف بالعراق خلال شهر ايار ليصبح أكثر الشهور التي شهدت سقوط قتلى منذ ذروة الصراع الطائفي في 2006-2007.
وتصاعد التوتر الطائفي بالعراق والمنطقة الاوسع نتيجة للحرب الاهلية في سوريا حيث يقاتل معارضون من اجل الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
28/5/13703
https://telegram.me/buratha