وزير الخارجية الأميركي يعتبر ان السعي للحصول على معلومات حول دول اخرى ليس امراً غير معتاد، وبرلين تعرب عن دهشتها من خبر تجسس واشنطن على الإتحاد الأوروبي، وآشتون تنتظر التوضيحات الأميركية.
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الإثنين أن السعي للحصول على معلومات حول دول أخرى ليس "أمراً غير معتاد"، إلا انه وعد بالتحقيق في المزاعم بأن الولايات المتحدة تجسست على مكاتب الإتحاد الاوروبي في واشنطن.
وقال كيري إن نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون أعربت عن قلقها بشأن تلك المزاعم في اجتماع بينهما في بروناي، غير انه لا يستطيع التعليق على المزاعم لأنه كان منشغلاً بالسفر في الخارج.
وصرح كيري للصحافيين في اجتماع على هامش مؤتمر رابطة دول جنوب شرق آسيا بأنه اتفق مع آشتون على مواصلة الإتصالات وعلى ان "نعرف ما هو الوضع بالضبط"، كاشفاً انه سيعاود التواصل معها بعد ذلك.
واعتبر الوزير الأميركي أن "كل دولة في العالم مشاركة في الشؤون الدولية ومهتمة بأمنها القومي تقوم بالكثير من النشاطات لحماية أمنها القومي، وجميع أشكال المعلومات تساهم في ذلك".
واشار كيري الذي وصل الى بروناي للمشاركة في اجتماعات "آسيان" خلال ليل الاحد الاثنين، الى أنه "منشغل تماماً" في السعي لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط.
وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن غضبه بشأن ما اوردته مجلة دير شبيغل بالألمانية أن واشنطن تتجسس على مكاتب الاتحاد الاوروبي والسفارات الاوروبية.
وحذرت مفوضة العدل الأوروبية فيفيان ريدنغ الأحد من أن عمليات التجسس المزعومة يمكن أن تعرقل محادثات اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي لا تزال في مراحلها الأولى.
كما طلبت ريدينغ من وزير العدل الاميركي إريك هولدر احترام تعهده بتقديم كل المعلومات حول برنامج المراقبة "بريسم". لكن مطالبها بقيت حتى الآن بدون رد.
وأفادت عدة مصادر أوروبية وكالة فرانس برس الاثنين ان البرنامج الذي وضعته الولايات المتحدة للتجسس على شركائها في الاتحاد الأوروبي تسبب "بانهيار الثقة" ويمكن أن يؤدي الى "أزمة سياسية خطيرة" بين الطرفين.
وقد طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون من وزير الخارجية الاميركي جون كيري "توضيح الوضع في أسرع وقت ممكن".
وستجتمع مجموعة عمل شكلها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في مطلع تموز/يوليو "لتبادل معلومات حول حجم المعطيات التي جمعت عبر "بريسم" والضمانات التي يمكن ان تقدمها الولايات المتحدة لمواطني الاتحاد الاوروبي، وقال مندوب للاتحاد الاوروبي "سنرى ما سنحصل عليه".
لكن برنامج التجسس الالكتروني على السفارات وبعثات الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء يتجاوز "بريسم" وحماية المعلومات.
وقال مسؤول أوروبي لوكالة فرانس برس إنه اذا تبين أن الأميركيين تجسسوا فعلاً على حلفائهم "فسيخلف ذلك أضراراً سياسية"، وأضاف ان "ذلك الامر يتجاوز الى حد كبير احتياجات الأمن الوطني"، واصفاً المسألة "بانهيار الثقة الذي قد يؤدي الى أمور خطيرة جداً".
واعلنت الادارة القومية للاستخبارات الاميركية الأحد أن الولايات المتحدة "سترد بالشكل المناسب" عبر القنوات الدبلوماسية على طلبات التوضيح التي قدمها الاتحاد الأوروبي إثر كشف مجلة دير شبيغل لبرنامج تجسس أميركي يستهدف الاتحاد الأوروبي.
وذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية ان برنامج "بريسم" للتجسس لدى وكالة الامن القومي الاميركية استهدف مؤسسات الاتحاد الاوروبي.
ودعت ريدينغ الى اعتماد الحزم قائلة "لا يمكن التفاوض على سوق كبرى عبر الاطلسي اذا كان هناك اي شك بأن شركاءنا يتنصتون على مكاتب المفاوضين الاوروبيين" مطالبة بأن تقوم الولايات المتحدة "بتبديد هذه الشكوك سريعاً".
كما طالبت المجموعات السياسية في البرلمان الاوروبي بتجميد فتح مفاوضات حول التبادل الحر ووقف السماح بالاطلاع على معلومات مصرفية عبر نظام "سويفت".
بدورها اعتبرت ألمانيا أن على واشنطن أن تعيد بناء الثقة بعد قضية التجسس على الاتصالات.
وأعلن ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الإثنين ان الحكومة الألمانية أعربت للأميركيين عن "دهشتها" لتلك المعلومات، مضيفاً أن هذه القضية بحاجة الى توضيحات.
..................................
7/5/13702
https://telegram.me/buratha