أنطوان الحايك
صحت المعلومات التي كانت قد كشف عنها في أوقات سابقة، حول خشية الدبلوماسية الغربية من أن يتحول عدم سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى كابوس سياسي وأمني، يلاحق دول المحيط المشاركة في الحرب على سوريا، ويؤدي إلى اسقاط أنظمة عربية وحكومات أوروبية عاجلاً أو آجلاً، بحيث تعود الدبلوماسية عينها للتلميح بأن الانقلاب الأبيض الحاصل في قطر الذي أسس إلى ازاحة حمد بن خليفة لمصلحة نجله تميم والرجل الأقوى في الامارة حمد بن جاسم لمصلحة عبد الله بن ناصر ما كان ليحصل لو نجح الحكم السابق في اسقاط الأسد، كما أن ساحة تقسيم في تركيا ما كانت لتشهد على انطلاق احتجاجات سرعان ما تبين أنها على خلفيات سياسية وانتخابية بامتياز، فضلاً عن عودة إلى الوراء ليتبين بأن السبب الرئيسي في اسقاط نيكولا ساركوزي وغيابه عن الساحة السياسية يعود إلى موقفه من النظام السوري وعدم قدرته على تحقيق نقاط محسوبة لمصلحة الاتحاد الأوروبي
في هذا السياق، يؤكد دبلوماسي غربي أن قرار التبديل في قطر جاء استناداً إلى تقارير تلقتها الادارة الأميركية من مراكز الدراسات الاستراتيجية والاستخبارية تشدد على ضرورة ازاحة الطبقة الحاكمة في قطر لمصلحة من أهم أكثر عقلانية، وأقل تشدداً لمقاربة المشاريع المستقبلية بعد أن شارفت اللعبة على نهاياتها من جهة، كما أن الواقع يؤكد على حاجة المنطقة إلى شخصيات شابة تنخرط في لعبة الحوار وتحديد أطر التعاون الاستراتيجي بين سائر الدول المعنية في الاتفاق على كيفية ادارة المنظومة الدولية بعد أن انتظمت دول العالمين العربي والاسلامي في محاور متباعدة في الشكل بدأت تتقارب في المضمون على اقتسام مناطق النفوذ وتوزيع الأدوار وفق الأحجام والأوزان والقدرة على احترام الضمانات المتعارف عليها بين الدول
ويروي في سياق حديثه كيف أن الادارة الأميركية أرسلت موفداً من جهاز أمنها الخارجي إلى قطر حيث التقى قيادة القاعدة العسكرية الأميركية "السيلية" بالقرب من الدوحة، انتقل بعدها لابلاغ الشيخ حمد بضرورة تسليم الحكم لنجله تميم، وهو سيقوم بالتعديلات اللازمة على مستوى ادارة الامارة الخارجية، وذلك بعد أن ذهبت ادارة حمد بن جاسم بعيداً في لعبة التفرد ومحاولة قيادة العالم العربي والسني تحديداً من خلال انشاء شبكات تعتمد فكر "القاعدة" والفكر السلفي والتكفيري وتمويلها بشكل كبير للغاية، يعكس أخطارها على أوروبا والولايات المتحدة في لعبة غير محسوبة النتائج يمكن أن تصل بتداعياتها إلى أبعد من الحدود السورية في حال تخطت هذه التنظيمات الحجم المطلوب لها، بيد أن المبعوث الأميركي لم يدخل بأي شكل من أشكال المفاوضات مع الشيخ الحاكم باعتباره مكلفاً من الادارة بابلاغ القرار، وليس المفاوضة بشأنه محدداً أول تموز مهلة أخيرة لاجراء التسلم والتسليم تمهيداً لاعادة تركيب الادارة القطرية بما ينسجم مع ما هو مرسوم لمستقبل المنطقة والخليج عموماً
ويعود الدبلوماسي ليؤكد بأن البحث المعمق في أسباب اندلاع ما وصفه بالثورة التركية على حكومة أردوغان يعود بأساسه إلى أسباب سياسية بامتياز وليس انمائية أو على خلفية مشروع من هنا وبناء من هناك كما هو معروف، لا سيما أن الحراك التركي بدأ بعد اتفاقات غير معلنة بين النظام السوري من جهة والأكراد من جهة ثانية وتزامن مع نشاط دبلوماسي روسي باتجاه المعارضة التركية، فضلاً عن تمهيد الأجواء من خلال تسليط الضوء على الخسائر الاقتصادية الفادحة الناجمة عن اقفال طرق الترانزيت التي تعبر الأراضي السورية باتجاه الخليج والاسواق العربية والاقليمية في تتمة للمشهد برمته
وليس بعيداً، يكشف الدبلوماسي الغربي عينه أن السعودية ستكون الدولة التالية على لائحة التغيير الأميركي، والادارة كانت لتسمح بنجاح محاولة انقلاب سابقة أرغمت الملك عبد الله لقطع اجازته في المغرب، والعودة السريعة إلى الرياض لو أنها جاءت في وقتها الصحيح، ومن قبل المحظيين الا أن التوقيت هو من دفع إلى التدخل في ربع الساعة الأخير
21/5/13630
https://telegram.me/buratha