جمع الحفل التأبيني بمناسبة يوم الشهيد العراقي الذي صادف اليوم السبت، فرقاء العراق السياسيين بعدما فشلتهم طاولة الحوار في جمعهم.
وبدا المسؤولون العراقيون في كلماتهم التي القيت من قبلهم، او من قبل ممثليهم، حريصين على الوحدة ودفع العملية السياسية للأمام. لكن كلمة نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي التي القاها خلال الاحتفالية التي انتظمت في مدينة النجف الاشرف ، انتقدت "سياسيين يعملون لمصلحة الطائفة والحزب قبل الوطن".
والمح الخزاعي ايضا في كلمته الى ان هناك من المسؤولين من يساهم بفعالياته السياسية وخطاباته في "تاجيج الفتنة" ، مؤكدا ان بناء العراق يحتاج الى تكاتف الجميع.
وحضر الحفل التأبيني الذي انتظم بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم والذي اودى بحياته عمل اجرامي في النجف الاشرف في الاول من رجب 1424 هجرية ، حيث اتُخّذ منه يوما للشهيد العراقي، جمع غفير من الشخصيات السياسية والرسمية وعدد من ممثلي المرجعيات الدينية والاحزاب وشيوخ ووجهاء العشائر ومختلف شرائح المجتمع العراقي في عموم محافظات البلاد.
وابرز الحضور كان نائب رئيس الجمهورية العراقية خضير الخزاعي، ورئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري، و رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، وممثل الامم المتحدة لدى العراق مارتن كوبلر، و ممثل رئيس اقليم كردستنان هوشيار زيباري.
وكان ابرز الغائبين رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بسبب وعكة صحية طارئة المت به منعته من الحضور وفق ما اعلنه علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية الذي القى كلمة نيابة عن المالكي قال فيها "إن الثورة الشعبية في العراق لا تكفي لوحدها لتغيير الحكم إنما تحتاج إلى مشاركة دول المنطقة"، وشدد على أن المرحلة الحالية بحاجة إلى "قائد مثل محمد باقر الحكيم"، مؤكد أن العراق يحتاج إلى "قائد صبور ومثابر ومنفتح على الآخرين لا أن يجير القيادة لمصالح جماعته وفئته".
وقال الاديب في كلمة القاء نيابة عن المالكي إن "النضال والعمل من اجل إسقاط نظام دكتاتوري منفرد يستدعي حشد كل الطاقات من اجل ذلك، وهذه الطاقات قد تكون في انتماءاتها وأصولها مختلفة لكنها تشترك في مساحة عمل واحدة".
وأوضح أن "النظام السابق طغى على كل الأحلام وكل الآمال التي كان يطمح لها الشعب، لذا كان لزاما لذلك الطاغوت أن ينتهي وكانت رحلتنا معه طويلة تعرفنا فيها على رفاق الدرب منذ عام 1980 يوم قضى ذلك النظام على المرجع الكبير ومفجر الثورة ضد الطغيان في العراق محمد باقر الصدر، وكان محمد باقر الحكيم عضده المفدى وكان شريكا له في الثورة ولذلك أثر على الاستمرار في تلك الرحلة وصولا إلى نهايتها المضيئة".
وسبق للمالكي أن أجرى عملية جراحية في 2010، بحسب بيان حكومي وقتها.
وجدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في كلمة القاها بالنيابة عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري خلال الحفل التأبيني تأكيده، أن العراق الجديد الذي "ساهم الاقليم في بنائه" لا يمكن ان يحكم "الا بالشراكة الوطنية الحقيقية والتوافق بين جميع مكوناته"، وشدد على أن الاكراد متمسكون بمبادراتهم الوطنية وخياراتهم الداخلية السلمية لترسيخ روح التعايش السلمي المشترك في عراق ديمقراطي برلماني فيدرالي".
وقال بارزاني إن "العراق الجديد الذي ساهمنا وشاركنا في بنائه لا يمكن ان يحكم، وهو يمر في ظروف انتقالية صعبة ينشد الامن والاستقرار وبناء المؤسسات والحكم الرشيد، الا بالشراكة الوطنية الحقيقية والتوافق بين مكوناته".
من جانبه، قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ان "الشراكة مشروعنا لبناء امة وصناعة وطن ولن نتخلى عنها".
وشدد الحكيم في كلمة القاها بالمناسبة على ان "سمة الشراكة تعزز صدقية الكيان الذي يتحرك ويحمل مشروعا بحجم الامة".
فيما اكد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ان استشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم جاء ليؤكد ان "العراق وبعد سقوط الطاغية صدام وضع بامتحان الا وهو مواجهة الارهاب بكافة صوره وصنوفه".
وقال النجيفي "مرة اخرى نقف باكبار واجلال امام الشهيدين السيد محسن الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم ونستذكر جهادهما ونستخلص منها درسا جوهريا، ان سيرتهما مخضمة باعظم الجود بالنفس من اجل وطن وشعب امن ،مرفوع الرأس".
وذكر ان "استشهاد السيد محمد باقر جاء ليؤكد ان العراق في امتحان وهو مواجهة الارهاب بكل صوره وصنوفه، حيث لا يوجد ديمقراطية ودولة دستورية مع فوضى نار القتلة".
وبيّن ان" العراق اليوم امام امتحان في طمر الارهاب وهذا لا يتحقق الا باحكام موازنة الفرضة والشعيرة واليوم نحن امما منعطف خطير في تاريخ العراق", مشيرا الى اننا "بحاجة اليوم الى هبة رجل واحد ويجب رمي جميع الخلافات والتناحرات في سلة المهملات ونتمسك بالمشتركات وماتحقق من مكتسبات".
وأوضح ان "العراقيين ينتظرون منا ان نقدم ما يصبون اليه لكي ينعمو ويعيشو بسلام وياكلون من خيرات هذا البلد التي سلبت جراء تعرضه للنهب والسلب على مدى السنين"، مشيرا الى ان "منطقتنا التي كانت تعم بالسلام تخاطفتها اليوم خفافيش الظلام وهذه تحديات كبيرة تواجهنا فيجب ان نتوحد ونبتعد عن الخلافات السياسية".
وفي كلمة له في الاحتفالية، أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر ان"شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم كان رمزا للوحدة لجميع العراقيين واستذكاره فاجعة كبيرة لكل أبناء البلد الواحد".
وقال كوبلر إن" مسيرة الشهيد يبين لنا مدى المثل التي احتلى بها وكان يبحث عن مصلحة الشعب العراقي بكل أطيافه",مشيرا الى انه" لابد لنا أن نؤكد على الوحدة وإن الشعب العراقي يسعى إلى الديمقراطية والتعايش المشترك".
واكد ان "العملية السياسية مازالت مستمرة بالأزمات وبهذه المناسبة ندعوهم إلى التمسك بلغة الحوار خدمة لهذا الشعب لتجاوز هذه الأزمات من خلال الجلوس على طاولة الحوار والشراكة الحقيقية بما يضمن وحدة العراق".
واضاف ان "الحوار الوطني يعني أن يستمع الجميع بعضهم الى البعض في كيفية التعايش السلمي لرسم العراق نحو التنمية والازدهار".
وأوضح انه "لقد مرت بنا جميعا خلال الأشهر الماضية أزمة التظاهرات لحظة توتر حيث كان البعض كاد أن يفقد الأمل فيها في تلك اللحظات". وبين انه "لكن أعقبها انفراج وهذا يدل على أن الأزمة جدية وهذا لايعني عدم حلها من خلال الجلوس على طاولة الحوار وجلوس الطرفين والتفاهم وفق الدستور العراقي".
ولفت الى ان" انخراط وإشراك الشباب في البلاد وخصوصا النساء هو آمر مهم جداً وارى الكثير من النساء في هذا الجمع حيث ان 50% من سكان العراق هم دون السن 18 وهم يستحقون أن يعيشوا حياة كريمة بدون وجود قوى الإرهاب وهذه ملقاة على السياسيين في إشراك الشباب من اجل أيجاد مستقبل أفضل للبلاد".
https://telegram.me/buratha