لا تخلو العلاقات المصرية ـ الإيرانية من “الأسافين” وبلغة كرة القدم لا يخلوا مسار العلاقات بين البلدين من “الشماريخ”.
في كل صباح تصادفنا أخبار لا نعرف لها مصدرا. وأسهل ما تلجأ إليه الصحف “الصفراء” و”الحمراء” في تلك الحالات هو ذكر أن الخبر وراءه “مصدر مطلع” أو “مصدر رفض ذكر اسمه”، أو “مصدر مكسوف من ذكر اسمه”. فعندما نطالع أخبارا من هذا النوع فإن الشك والريبة يسارعان إلى الأذهان بسرعة “إينار”.
قبل أيام طالعتنا إحدى الصحف الممولة من “فلول” مبارك بخبر مفاده أن إيران عرضت على مصر أن تشرف على المساجد الفاطمية مقابل عده مليارات من المساعدات.
في ظهر نفس اليوم اتصلت بي الصديقة، لمياء، المذيعة بإذاعة الشرق الأوسط وطلبت مني حوارا لبرنامجها الذي يبث على أثير الإذاعة. وكان أول سؤال وجهته لي متعلقا بموضوع “العرض الإيراني”؛ غير أنها فوجئت بردي الذي كان مباغتا لها…
قلت بعبارات واضحة لا تقبل التأويل أنني من خلال معرفتي بالإيرانيين؛ أؤكد أن “إيران لا تجرؤ على مفاتحة مصر في هذا الموضوع من الأساس”.
سألتني: لماذا لا تجرؤ إيران على هذا؟ أخبرتها بأن مصر دولة عظمى في الأساس وأن الإيرانيين ليسوا أغبياء لدرجة تدفعهم لمفاتحة مصر في عرض يمكنه قطع الطريق أمام عودة العلاقات، خاصة مع وجود قوى متربصة بتلك العودة.
الأمر ذاته عاد مجددا بعد أن قالت إحدى الصحف الكويتية المعروفة نقلا عن مصدر لها (لاحظ) أن “إيران هددت مصر بشكل صريح بأنه إذا لم تتراجع مصر عن موقفها المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فستسرب طهران شريطاً موثقاً بالصوت يكشف مساعدة كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” و”حزب الله” اللبناني لـ “الإخوان المسلمين” أثناء أحداث الثورة المصرية في يناير 2011″.
هذا الخبر بقدر ما فيه من سذاجة في الصياغة إلا أن خطورته أجبرت محرر الأهرام، هشام المياني، على التأكد من الدبلوماسي، عمر عامر، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الذي نفى بدوره صحة الخبر من الأساس.
ولو عادت الصديقة “لمياء” وسألتني عن رأيي في الخبر سأعيد عليها أن إيران لا تجرؤ على قول ذلك لمصر العظمى، وأن العلاقات الدولية لا تحكم بلهجة “ستات” البيوت اللاتي تتشاجرن من خلف أحبال الغسيل.
تلك النوعية من الأخبار وإن كانت لا تنطلي على العامة فضلا عن المتخصصين في دراسة السياسات الدولية، إلا أنها تشير إلى أن هناك جهات لديها عزم أكيد على دق “أسافين” بين مصر وإيران، وأن تلك الجهات مصممة على إلقاء “الشماريخ” في الطريق الممتد بين القاهرة وطهران.
1/5/13505
https://telegram.me/buratha