لم يشأ الشرطي المعاق سامح عبد الحسين، أحد منتسبي شرطة النجدة في واسط، اليوم السبت، الصعود إلى المركبة العائدة للشرطة، وفضل السير بهمة عالية على عكازيه لمسافة طويلة وصولاً إلى مركز الاقتراع، ليكون أول المصوتين في مركز الرباب الانتخابي، وفي حين يؤكد معوق آخر من شرطة محافظة بغداد أنه أتكأ على عكازه وتحمل المسير حتى لا يكون بلده اعرجاً يسير بالعكاز نفسه، تبدي المفوض أسيل عزمها على أن أي تهديد لن يردعها، فيما يشدد منتسبو شرطة بابل على اختيار المرشح الأفضل.
ويقول الشرطي سامح عبد الحسين، في حديث إلى (المدى برس)، "تعرضت إلى حادث عرضي قبل مدة قليلة وأصبت بكسر في الكاحل لكني كنت مصراً على المجيء إلى المركز الانتخابي سيراً على عكازي رغبة مني في المشاركة بالانتخابات وممارسة حقي دون أي ضغوط"، ويضيف برغم "إصابتي التي لم تشف بعد لكنني قررت أن أسير في هذا اليوم حتى إن كانت المسافة بعيدة بعض الشيء حتى وصلت المركز الانتخابي وأدليت بصوتي بحرية تامة وبمحض رغبتي وإرادتي".
ويؤكد عبد الحسين، لقد "وجدت داخلي طاقة كبيرة لتحمل المسير على العكس من الأيام الاعتيادية وكنت سعيداً حين وضعت ورقة الاقتراع في صندوق الانتخابات آملاً أن يكون مجلس المحافظة الجديد أكثر انصافاً لشريحة المعاقين بعد أن عانوا من الحرمان في السنوات السابقة".
ويلفت مصدر أمني في مركز الرباب الانتخابي في واسط،(مركزها الكوت 180 كم جنوب العاصمة بغداد)، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الشرطي المعاق، سامح عبد الحسين، رفض أن توصله سيارة الشرطة إلى المركز الانتخابي مفضلاً السير على عكازيه ليكون أول من يدلى بصوته"، ويضيف أن "عبد الحسين كان يسير بهمة عالية برغم طول المسافة واستأذن زملاءه الواقفين في الطابور كي يدلي بصوته قبلهم وحققوا له ذلك بطيب خاطر".
بدوره يقول هيثم ناجي، وهو من زملاء الشرطي سامح، في حديث إلى (المدى برس)، إن "سامح كان يفكر منذ يومين في كيفية المجيء إلى مركز الاقتراع سيراً على عكازيه من دون أي مساعدة ليكون أول من يدلى بصوته في الانتخابات"، ويبين أنه "منتسبي القوات الأمنية في واسط حين شاهدوا سامح الذي جاء قبل موعد فتح الصناديق في الساعة السابعة صباحاً، أصروا أن يتقدمهم ليكون صاحب الورقة الأولى في هذا العرس الديمقراطي".
وبدأت عملية الاقتراع الخاص، في الساعة السابعة من صباح اليوم السبت، في 15 محافظة عراقية، وقد أفاد مراقبون بأن عملية التصويت تجري بـ"انسيابية" مع "تسجيل ملاحظات طفيفة".
أسيل وجبران: صوتنا حتى يسير العراق
وفي العاصمة بغداد، تقول المفوض أسيل، خلال حضورها للإدلاء بصوتها في المركز الانتخابي في ثانوية النضال للبنات، في منطقة القادسية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ما نمارسه اليوم من ديمقراطية حقيقية تعطيني الحرية في الاختيار"، وتعرب عن "الأمل في أن يكون الاختيار موفقاً للشخص الذي يستحق".
وتؤكد المفوض أسيل، أن "حضورنا لمراكز الانتخابات يشكل دليلاً على تحدي كل مظاهر الإرهاب"، وتوضح "كنت العنصر النسوي الأول التي تدخل إلى هذا المركز لأتشرف بممارسة حقي الشرعي بالانتخاب رفقة كل الأخوة من المنتسبين".
من جانبه، يقول نائب العريف جبران خلف، من شرطة بغداد، الذي كان يسير بعكاز على إثر إصابته عام 2006 بسبع إطلاقات نارية من قبل عناصر تنظيم القاعدة، لقد "جئت لأمارس حقي الشرعي في اختيار الشخص الذي أريد أن يمثلني في المرحلة المقبلة"، ويبين "ضحيت بساقي لئلا يكون بلدي أعرجاً كونه أغلى من كل شيء".
ويتابع خلف، "فقدت القوات الأمنية الكثير من عناصرها خلال السنوات الماضية وتواصل التضحية بالغالي والنفيس في سبيل أمن البلد واستقراره وتقدمه"، ويتمنى أن "تلتفت مجالس المحافظات الجديدة إلى الذين ضحوا في سبيل بلدهم لاسيما من الشهداء والمصابين".
من جانبه يذكر العميد المهندس قاسم محمد عبد علي، من قيادة قوات الشرطة الاتحادية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الجانب التنظيمي كان جيداً جداً ولم تواجهه أي صعوبات سواء في تأمين الدخول إلى المركز برغم كثرة المنتسبين الذين توافدوا عليه بالإضافة إلى تأمين الحماية من قبل قياداتنا"، ويوضح "لم ينتابنا أي شك بالتنظيم لأننا خططنا لكل شيء ضماناً لمواجهة كل الاحتمالات الممكنة".
ويعلق عبد علي على عملية الاقتراع "ما شهدناه اليوم كان يمثل ممارسة ديمقراطية على أعلى درجات الانضباط والحرية بالاختيار دون أي قيود"، ويبين أن "المنتسبين كافة أدلوا بأصواتهم دون تأثر أو ضغط من أي شخص أو جهة لأن ذلك يشكل حقاً دستورياً لهم".
شرطة بابل: أدينا واجبين اليوم
وفي محافظة بابل، (مركزها مدينة الحلة، 100 كم جنوب العاصمة بغداد)، يقول المفوض نعمة هادي من مديرية شرطة بابل في حديث إلى (لمدى برس)، إن "القوات الأمنية لم تفرض حظراً على حركة المواطنين أو السيارات في أنحاء المحافظة ضماناً لانسيابية حياة المواطنين بصورة طبيعية"، ويضيف أن "منتسبي أجهزة الأمن يؤدون واجبهم تجاه وطنهم باقتراعهم للمرشحين الذين يعتقدون انهم الأفضل والأحسن من أجل تقدم المحافظة التي تعاني من قلة الخدمات والمشاريع المتلكئة".
ويدعو هادي، الجميع إلى "اختيار المرشح الجيد حتى لا يضيع صوته ويذهب هباء"، ويؤكد ان "الاقتراع تم بصورة انسيابية ولم يتم فرض أي مرشح علينا من أي جهة كانت لانتخابه".
https://telegram.me/buratha