خلص مؤتمر هرتزيليا اليهودي إلى أن سوريا هي المحور الاستراتيجي الأهم في هذه الأيام، وأن الحرب الأهلية المتصاعدة فيها تفرض تحدياً أمنياً، وسياسياً وإنسانياً لمواطنيها، ولكل جيرانها بمن فيهم إسرائيل. وأكد المؤتمر أن انهيار سوريا البادي للعيان، والانقسام الطائفي والجغرافي الواضح فيها، سيؤثر على السلامة الإقليمية للبنان والعراق إن لم يكن أكثر من ذلك.وأشار المؤتمر في التقرير الصادر عنه إلى أنه فيما تتزايد احتمالات تقسيم سوريا وتتحول هذه الاحتمالات إلى حقيقة، فإن الدول العظمى الغربية وشركاءها الإقليميين، وخاصة تركيا ،الأردن ،وإسرائيل، ينسقون فيما بينهم لمنع فقدان السيطرة على الأسلحة العسكرية السورية المتطورة. ومن الممكن أن تلزم ظروف معينة، تحدث على أرض الواقع، بالقيام بخطوات عسكرية دولية هناك.وانتقد المؤتمر سياسة الاختفاء من أمام العاصفة، التي اتبعتها إسرائيل منذ بداية الاضطرابات في المنطقة قبل عامين، وأكد أن استمرار السلبية الإسرائيلية من شأنه أن يعرض مستقبل إسرائيل للخطر. في شرق أوسط يتشكل، وأن إسرائيل قادرة على إحداث تغيير ويجب أن يكون هذا هو المهمة الأولى للحكومة الجديدة.ورأى المؤتمر أن هناك بديلاً أمام إسرائيل للخروج من البيئة الاستراتيجية المضطربة التى تحيط بها، من خلال العمل مع شركاء إقليميين، وأكد في تقريره الختامي أن تدخلات إسرائيل في التنسيق الدولي والإقليمي في الشأن السوري، أيضاً الميكانيزم الذي أدى للتفاهم الذي تم التوصل إليه في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أوضح أنه من الممكن أن تكون قناة بديلة. توجد إشارات واضحة لذلك، في الأزمة السورية، عملت إسرائيل بشكل خلاق مع شركاء دوليين وإقليميين.تعامل إسرائيل مع شركاء إقليميين فى المنطقة، الذي ظهر في الحرب الأخيرة على غزة، والتي انتهت باتفاق هدنة طويل الأمد، بوساطة وضمانة مصرية، وظهر أيضاً في الأزمة السورية، بهدف ضمان عدم سقوط الأسلحة غير التقليدية السورية فى يد عناصر متطرفة، ليس مطلوباً منه التعامل مع البيئة الاستراتيجية المضطربة فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى العمل بصورة بناءة لتشكيل البيئة الإقليمية، حيث أكد المؤتمر أن إسرائيل قادرة على استغلال قدراتها في ذلك.وتشكيل البيئة الإقليمية من المنظور الإسرائيلي يعني تقسيم المنطقة لمحورين، محور سلام، ومحور شر، كان قد تم تعريفه سلفاً من قبل الولايات المتحدة بأنه يضم إيران وسوريا وحزب الله، إلا أن التوجه الإسرائيلي يبدو فى هذا الأمر أكثر وضوحاً، حيث الحديث عن محور سني، متحالف مع إسرائيل والغرب، ومحور شيعي تتزعمه إيران.وإذا كان محور الشر، أو المحور الشيعي، بحسب التقسيم الصهيوني ، قد تحددت أركانه، فإن المحور السني، الذي يُفترض أن يكون بديلاً له، ستكون نواته من الملكيات العربية، التي تخشى أن يصل قطار الثورات العربية إليها، إضافة إلى مصر وتركيا، اللتين أشار إليهما التقرير بـالأطراف التي عملت على إنهاء الأزمة في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في 2012، وأضاف التقرير أن هذه الأطراف تجسد التغيير، حتى لو كان محدوداً، الذى طرأ في المجموعة السنية فى المنطقة، والمهتمة بعمل علاقات قوية ومتحالفة مع إسرائيل، سواء مباشرة أم غير ذلك، بهدف الحفاظ على الأمن الإقليمى.اختيار مصر وتركيا إضافة إلى الأردن للانضمام للمحور السني المرتقب، الذي من المفترض أن يكون متحالفاً مع إسرائيل والغرب، لم يأت من فراغ، فـالتحركات الدبلوماسية حول العملية في غزة والأزمة السورية تشير إلى تعاون وتنسيق متزايد بين الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، تركيا، الأردن ودول الخليج، بحسب التقرير، الذي يرى في تشكيل هذا المحور ضرورة استراتيجية، وصفقة شاملة من شأنها أن تزيد من أمن إسرائيل، وتدفع نحو شرق أوسط جديد.أيضاً سيساهم هذا المحور وبواسطة تعزيز التدخلات البناءة لإسرائيل في المنطقة وخارجها، في زيادة قدرة إسرائيل على تحصين موقفها ككنز استراتيجي للولايات المتحدة، هذا الأمر حيوى فى حد ذاته، في وقت تتزايد فيه الأصوات التى تشكك في الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة.المحور السني الإسرائيلي الأوروبي الأمريكي، ليست مهمته فقط إحراز تقدم في عملية السلام العربية الإسرائيلية، وإنما منح إسرائيل مهمة المشاركة الفاعلة فى تشكيل مستقبل المنطقة وبالتعامل مع الأزمة الاجتماعية الاقتصادية في الشرق الأوسط، حتى ولو بصورة هادئة.وتقوية المحور السني المتحالف مع الغرب وإسرائيل، يأتي في إطار تحقيق صفقة شاملة تمنع إيران من التحول لقوة نووية عسكرية
13/5/13409
https://telegram.me/buratha