يرى مراقبون للشأن السياسي في بابل، أن إسقاط النظام السابق، أنتج نظام حكم جديدا، لم ينجح في ارساء الاستقرار، فيما أتيحت الفرصة لخلق طبقة سياسية تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة، والمحصلة أنه جرى استبدال الدكتاتورية بالفساد.
ويقول الكاتب والباحث العراقي جميل درده من الحلة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، في ذكرى مرور 10 سنوات على سقوط النظام السابق، "كانت أموال العراقيين تذهب إلى فوهات السلاح، الذي أحكم النظام من خلاله بقاءه ولإدامة معاركه في الداخل والخارج، اما اليوم فالمال نفسه يذهب إلى الشركات الوهمية والعقود المزورة وإلى جيوب المفسدين".
وأضاف درده "ننظر إلى الماضي بتحسر، لتوفر نعمة الأمن على الأقل، واليوم تحسن المستوى المعيشي، لكنّ العراقيين يشكون غياب الطمأنينة والأمن والاستقرار".
ويقول المواطن محمد حسين ذرب، وهو كاسب من مدينة الحلة، أن "أحلامي ذهبت أدراج الرياح"، موضحا "راودتني الكثير من الآمال وأنا أتابع تمثال صدام يتهاوى في ذلك الوقت".
ويضيف ذرب "كانت لحظة إلهام بالنسبة لي، فقد تخيلت عراقًا مستقرًا وديمقراطيًا يتكلم فيه الناس بحرية كاملة، ولا يعانون من شظف العيش، لكنني اشعر اليوم بخيبة أمل كبيرة، ففي ذلك اليوم التاريخي، استبدلت الدكتاتورية بالفساد".
وتتزامن ذكرى سقوط نظام صدام هذا العام مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف في مناطق شمال بابل، حيث حذر عدد من المسؤولين من هجمات مباغتة لتنظيم القاعدة والجماعت المسلحة الأخرى، بعد إعلان تنظيم القاعدة رسميا أنه سينقل هجماته الى وسط وجنوب العراق.
قائد شرطة بابل العميد عباس عبد شمران في حديث لـ "السومرية نيوز"، أكد أن "الأوضاع الأمنية في بابل تشبه الأوضاع في باقي محافظات العراق التي ضربها الإرهاب"، مشيرا إلى أن "بابل خرجّت في الأسبوعين الماضيين فوج طوارئها الخامس الذي سيكون مساندا لأفواج الطوارئ الأربعة الأخرى".
وأضاف شمران أن "هذا الفوج سيتمركز شمال محافظة بابل حصرا، نظرا لما تمثله من مساحة واسعة يصعب السيطرة عليها بشكل كامل".
من جانبه حذر المستشار الأمني لمحافظة بابل حسن فدعم الجنابي "من هجمات محتملة من قبل الجماعات الارهابية".
وقال فدعم في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "الجماعات المسلحة دمرت المناطق الشمالية بشكل بشع من خلال تمركزها هناك، وكبدت الأهالي خسائر بشرية ومادية كبيرة دون وجود معالجة حقيقية من القوات الأمنية والحكومة المركزية ووزارتي الدفاع والداخلية".
وأضاف "نحن نرى أن من الضروري بل الواجب تغيير القيادات الامنية وعلى رأس هذه القيادات قائد عمليات الفرات الفريق الركن عثمان الغانمي الذي فشل فشلا ذريعا في إدارة الملف الامني من خلال استخدام خطط مستهلكة لا ترتقي وحجم التهديد والخطر المحدق بالمحافظة والمناطق الشمالية لها".
https://telegram.me/buratha