اعلنت كوريا الشمالية انها «في حالة الحرب» مع كوريا الجنوبية، وانها سترد وفقاً لذلك على اي شأن يتعلق بالكوريتين.
واعلنت بيونغيانغ في بيان مشترك صدر عن الحكومة والمؤسسات الكورية الشمالية: «من الآن، العلاقات بين الكوريتين دخلت في حالة حرب وكل الأمور بين الكوريتين سيتم التعامل معها وفقاً لبروتوكول الحرب».
واضاف البيان الذي نقلته الوكالة المركزية الكورية الشمالية للأنباء: «حالة اللا حرب واللا سلم في شبه الجزيرة الكورية انتهت أخيراً».
انتهاء حالة اللا حرب واللا سلم
وبثت الاذاعة الرسمية الكورية الشمالية «البيان الخاص»، الذي وصف كوريا الجنوبية بـ»دمية» في يد الولايات المتحدة، واعتبر المناورات المشتركة بينهما «عدواناً».
«جدية» أمريكية
أمام ذلك، اعلن البيت الابيض انه يتعاطى «بجدية» مع التهديدات الجديدة التي اطلقتها كوريا الشمالية، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغ يانغ.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن «شاهدنا التقارير الاخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية. نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي».
تحذير روسي
وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «تحركات احادية الجانب» من شأنها ان تؤدي الى «فقدان السيطرة على الوضع» في كوريا الشمالية التي اعدت صواريخها لاحتمال توجيه ضربات الى الولايات المتحدة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي «قد نفقد السيطرة على الوضع الذي ينزلق الى دوامة حلقة مفرغة».
واضاف: «تقلقنا تحركات احادية الجانب تقضي بتكثيف الانشطة العسكرية التي تجري حول كوريا الشمالية بالتوازي مع رد الفعل الملائم لمجلس الامن الدولي ورد الفعل الجماعي للمجموعة الدولية».
واوضح ان روسيا تدعو جميع البلدان الى «الامتناع عن استعراض قوتها العسكرية والى الاحجام عن استخدام الوضع الراهن لتحقيق اهداف جيوسياسية في المنطقة بالوسائل العسكرية».
وقال خبير عسكري روسي لوكالة انترفاكس ان كوريا الشمالية تكثف «استفزازاتها» من دون ان تملك الوسائل لبلوغ الولايات المتحدة.
وقال هذا الخبير رافضا كشف هويته «حتى الان، لا تملك كوريا الشمالية وسائل اطلاق يمكنها ان تصل الى الولايات المتحدة او قواعدها في المحيط الهادىء».
واضاف ان «الكوريين الشماليين بعيدون جدا من تصنيع رؤوس نووية يمكن ان يجهز بها صاروخ بالستي عابر للقارات».
واعتبر الخبير ان الصور التي نشرتها وسائل الاعلام الكورية الشمالية وتظهر على ما يبدو خططا للهجوم على الولايات المتحدة هي «فزاعات جديدة» تلوح بها بيونغ يانغ.
وقال الخبير ايضا ان «تصريحات كوريا الشمالية التي تنطوي على استفزاز تعطي في الواقع ذريعة ممتازة لواشنطن لتوسيع قدراتها الدفاعية المضادة للصواريخ في منطقة اسيا المحيط الهادىء».
تأهب
ووضعت كوريا الشمالية قواتها الصاروخية في حالة تأهب لمهاجمة القواعد العسكرية الامريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ، وذلك عقب قيام الولايات المتحدة باستعراض جوي للقوة في اجواء شبه الجزيرة الكورية.
وكان الأمريكيون قد ارسلوا اثنتين قاذفاتهم النووية من طراز B2 للمشاركة في تمارين في كوريا الجنوبية، وذلك ردا على سلسلة من التهديدات الكورية الشمالية. وكانت الطائرتان - وهما من فئة «الشبح» التي تتفادى الرادار - قد انطلقتا من قاعدة في ولاية ميزوري الامريكية للمشاركة في التمرين ثم عادتا الى قاعدتهما «للبرهنة على قدرة امريكا على تنفيذ الضربات الدقيقة على مدى بعيد» حسبما صرح به الجيش الأمريكي.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية إن زعيم البلاد كيم جونغ أون أصدرا امرا بعد اجتماع عقده منتصف الليل مع كبار قادته العسكريين قال فيه «إن الوقت قد حان لتصفية الحسابات مع الامبرياليين الأمريكيين في ضوء الوضع الراهن.»
وجاء في تصريح نشرته الوكالة الكورية الشمالية «وقع (الزعيم كيم) على خطة تتضمن الاستعدادات الفنية لصواريخ جيش الشعب الكوري الاستراتيجية، وأصدر اوامره لهذه القوات لتكون على أهبة الاستعداد لضرب البر الامريكي والقواعد العسكرية الأمريكية في ساحة العمليات في المحيط الهادئ بما فيها جزر غوام وهاواي اضافة الى كوريا الجنوبية.»
يذكر ان لدى كوريا الشمالية ترسانة من صواريخ سكود يعود تاريخها الى العهد السوفييتي تستطيع ضرب كوريا الجنوبية، ولكن الصواريخ بعيدة المدى التي طورتها غير مجربة لحد الآن.
وما برحت الكوريتان تتبادلان الاتهامات والتهديدات والشتائم منذ اوائل الشهر الجاري عندما اطلقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية تقولان إنها دفاعية بحتة.
وكان الأمريكيون قد ارسلوا سربا من قاذفات B52 لتحلق في اجواء كوريا الجنوبية في وقت سابق من الاسبوع الجاري.
وكان اضغط هنا وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قد قال في وقت سابق للصحفيين في البنتاغون بواشنطن «على الكوريين الشماليين ان يفهموا ان ما يفعلونه خطير جدا.»
وأضاف «يجب ان نوضح لهم اننا نأخذ هذه الاستفزازات مأخذ الجد، واننا سنرد عليها.»
وارتفعت حدة التوتر بشكل ملحوظ في شبه الجزيرة الكورية عقب اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة في الثاني عشر من شباط الماضي.
كما أصدرت بيونغيانغ تهديدات متكررة ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الاسابيع الأخيرة، بما فيها تهديدها بشن «ضربة نووية استباقية» على الولايات المتحدة، والغت العمل باتفاق الهدنة الذي وضع نهاية للحرب الكورية عام 1953.
وكانت كوريا الشمالية قد قطعت الاربعاء الخط الهاتفي العسكري الساخن، آخر خط اتصال مباشر بينها وبين جارتها الجنوبية.
«تحركات»
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء ان القوات المسلحة الكورية الجنوبية استشعرت زيادة في الفعاليات المتعلقة بالآليات والجنود في قواعد الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى في كوريا الشمالية بعد ساعات فقط من قيام الزعيم كيم جونغ أون باصدار اوامره للوحدات الصاروخية بالاستعداد لتوجيه ضربات لقواعد عسكرية أمريكية.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري كري جنوبي قوله «لقد تم رصد زيادة في التحركات التي تشمل الآليات والجنود في القواعد الصاروخية في الشمال.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل إن بلاده «مستعدة لمواجهة أي احتمال» لضربة تشنها كوريا الشمالية.
وقال هاغل «سنكون مستعدين لمواجهة أي احتمال» وذلك بعد أن اعلن الجيش الامريكي عن قيام طائرتين خفيتين من طراز بي-2 قادرتين على حمل اسلحة نووية بمهمة تدريب فوق كوريا الجنوبية.
وأَضاف هاغل «سندافع علانية - ونحن ملتزمون علنا - بالتحالف مع كوريا الجنوبية كما هو الحال مع حلفائنا الآخرين في المنطقة».
وقال هيغل إن أعمال كوريا الشمالية «الاستفزازية ولهجتها العدائية زادت من خطورة الوضع».
من جانبه اعتبر الجنرال مارتن دمبسي، رئيس اركان الجيوش الامريكية أن «هذه التمارين تهدف إلى طمأنة حلفائنا ان بامكانهم ان يعتمدوا علينا لكي يكونوا مستعدين ومساعدتهم على نزع فتيل النزاع».
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بعد يومين من تهديد كوريا الشمالية بضرب أهداف في الولايات المتحدة وقواعد أمريكية في جزر جوام وهاواي.
وأعلنت بيونغ يانغ أنها وضعت قواتها على أهبة الاستعداد وذلك ردا على قيام قاذفات أمريكية بطلعات مكثفة وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ تهديدا لها.
وصعدت كوريا الشمالية من لهجة خطابها في الرد على المناورات العسكرية المشتركة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الشهر الماضي ووصفتها بأنها مناورات «عدوانية».
كما عبرت عن غضبها من فرض الأمم المتحدة لعقوبات جديدة عليها إثر تجربتها النووية في 12 شباط الماضي
وقالت القوات الامريكية في كوريا الجنوبية إنه تم ارسال قاذفات صواريخ ذات قدرة نووية الى كوريا الجنوبية للمشاركة في مناورات عسكرية.
وقال بيان للجيش الامريكي «ارسلت قيادة العلمليات الاستراتيجية الامريكية قاذفات بي 2 من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري الى كوريا الجنوبية للمشاركة في المناورات العسكرية السنوية».
روسيا تحذر من خروج التوتر في شبه الجزيرة الكورية «عن نطاق السيطرة»
وحذرت روسيا من خروج التوترات في شبه الجزيرة الكورية عن نطاق السيطرة، وذلك بعد إعلان بيونغ يانغ وضع وحداتها الصاروخية في حالة تأهب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الوضع قد ينزلق «إلى دوامة دائرة مفرغة».
وأصدر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أوامر بوضع قوات بلاده الصاروخية في حالة تأهب لمهاجمة القواعد العسكرية الامريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ عقب قيام الولايات المتحدة باستعراض جوي للقوة بشبه الجزيرة الكورية، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وقالت الوكالة إن كيم جونغ أون أصدر الأوامر بعد اجتماع عقده منتصف الليل مع كبار قادته العسكريين قال فيه إن الوقت قد حان «لتصفية الحسابات» مع الولايات المتحدة.
ودعت الصين، الشريك التجاري الأكبر لكوريا الشمالية، كلا الجانبين إلى تخفيف حدة التوترات.
لكن وزير الخارجية الروسي حذر من تفاقم الوضع في المنطقة.وقال لافروف: «ربما نسمح ببساطة للوضع بالخروج عن نطاق السيطرة والانزلاق إلى دوامة دائرة مفرغة.»
ووصف لافروف تصرفات بيونغ يانغ بأنها «غير مقبولة».
وشدد على أنه لا توجد حاجة للتأكيد على استعراض القوة العسكرية وخلق الذرائع لاستخدام سبل عسكرية لتحقيق «أهداف جيوسياسية»، في تصريحات اعتبر أن فيها انتقادا ضمنيا للولايات المتحدة.
7/5/13331
https://telegram.me/buratha