الشعر

ترتيلة في ذكرى عيد الغدير الأغر


د.عبد الهادي الحكيم

بمناسبة عيد الغدير الاغر عيد الله الأكبر اعيد نشر قصيدتي بالمناسبة.   وقد كنت نظمتها في سجن ابي غريب - صدام سنة ١٩٨٩ م ناسجا فيها على منوال الابيات الاربعة الاولى لحواري امير المؤمنين( ع ) مالك الاشتر. (رض)

"قُلُتُ لمّا بَغَى العَدوُّ عَلَينا                حَسْبُنَا ربُنَا وَنِعْمَ الوَكيلُ

وَعَليُّ إِمامُنَا وإِمامٌ                           لِسِوانا أَتَى بِهِ التنَّزيلُ

يَومَ قَالَ النَّبيُّ: "مَنْ كُنتُ مولاهُ       "فَهذا مَوْلاهُ"، خَطْبٌ جَليلُ

إنَّما قَاَلهُ النبيُّ عَلى الأمَّةِ                 نَصٌّ ما فيهِ قَالٌ وقِيلُ"*

بَيِّنٌ كلُ كِلْمَةٍ فيه للسَّاري                  إِذا أعْتَمَ السُّرى قِنْديلُ

وَهِلالٌ إنْ غُمَّ عيدٌ ومِشْكاةٌ              وَظِلٌ مِنَ الهجَيرِ ظَلِيلُ

أَفلا تُبْصِرُ الصَّباحَ الذَّيْ                    تَاهَتْ بأَنوارهِ الرُّبى والسُّهُول..؟

أَعْينٌ يَسْتَويِ بها الأَسْودُ الفاَحِمُ       وَالأَبْيضُ الوَضِيءُ الجَمِيلُ

والمُعافَى رُوحاً وَقلباً وجِسْماً           والمَريضُ الوَاني السَّقيمُ العَليلُ

أَفَهَلْ بَعدَ قَولِ (طه) مَقالٌ..؟            أمْ تُرَى بَعْد نَصِّهِ تَأْويلُ..؟

***

لِضِفافِ الغَديرِ أَسْرَجْتُ أَفْراسِي           ظَمِيئاً فَضَافَني السَّلْسَبيلُ

وَتَدَلَّتْ حَولي العَناقِيدُ تَسْقيني             وَأَرْخَى ذُؤابَتيهِ النَّخيلُ

عَرَّشَتْ فَوقَ مَنْكِبَيَّ وأَضْحِى                 فَوقَ ثَغْري دَفْقُ الثِّمارِ يَسيلُ

يَبْسمُ الغُصنُ ليْ وَتَلثِمُني الوَرْدةُ           حَتَّى يُدْمينيَ التَّقْبيلُفَ

وقَ وَجْهيْ خِضابُها وَعلى شَعْرِي           نَثيثٌ من عِطرِها مَطْلولُ

وَعَلى مَنكِبَيَّ نَرجِسةٌ وَلْهَىً                    وعُودٌ وبُرْعمٌ مَتْبولُ

فاقْطفِ الآن ما اشتهيتَ الدَّواليْ          دَانياتٌ قُطوفُها والنَّخيلُ

واسْتَرِحْ مِنْ همُومِ عَصْرِكَ آناً                 وتَنَسَّمْ فَذا النَّسيمُ العَلْيلُ

***

سابَقتْني إِلى الغَدير النُخَيْلاتُ               وَسَارَتْ خَلفِيْ الرُّبا والحُقُولُ

وَإلى جَانِبيْ العَصَافيرُ وَالأَطْيارُ            وَالشَّدْوُ وَالغِنا والهَدِيلُ

والفَراشاتُ مِنْ هُيامٍ سُكَارى                 وَالغَزَالاتُ مِنْ دَلالٍ تَميلُ

فَرحٌ في الغَدِيرِ، فَالْكَوْنُ نَشْوانٌ            وَماءُ الغَديرِ حُبَّاً يَسيلُ

وحُشودٌ كَما أرَى تَتَوالى                        وحُدُوجٌ كَما أَرَى تَسْتَطيلُ

ثمَّ نَادَى بِنا المُناديُ أنْ عُودُوا..؟          وَقَدْ عَجَّ بِالحَجيجِ الرَّحيلُ

لِمَنْ الجَمعُ مَنكِبٌ يَزْحمُ المنكِبَ            شَدَّ الرَّعيلَ منهُ الرَّعيلُ

يَتَلَوَّى وَاللَّفحُ كَاوٍ وَنارُ                        الشَّمسِ تَشْوي وجوهَنا وَالغلِيلُ

لِمَ هذا الحَشْدُ الذي أَيْقظَ الماءَ           وَغَصَّتْ بِهِ الرُّبا والسُّهولُ..؟

نَتَحَرَّى، تَشِي بِنا خَلَجَاتُ                      النَّفسِ طُرّاً والظَنُّ والتَّخييلُ

وسُؤالٌ يُلِحُّ إِثْر سُؤالٍ                         وَجَوابٌ مَعلَّقٌ مَجْهولُ

أَمْسِ كُنّا مَعاً، وكنّا صَباحاً                   فَلِماذا؟ .. وَضَاقَ بِيْ التَّعليلُ

وَإذا بِالنَّبيِّ يَطْلعُ كَالبَدْر                      عَلَيه مِنَ السَنَا إِكْليلُ

يَرْتقي رَافعاً "بِضَبْعِ عَليٍ                    مِنْبراً مِن حُدُوجِها" وَيقولُ

أَيُّها المسْلِمونَ ... وافْتَرَّ ثَغْرٌ                بَاسِمٌ، سَاحرُ البيانِ جَميلُ

أَيُّها المسْلِمونَ ... وَانثالَ عِطْرٌ            وحَنَتْ غَيْمَةٌ وطَابَ مَقيلُ

أَوَلَسْتُمْ تَدْرونَ أَنِّيَ "أَوْلى                  بِكُمُ" مِنكُمُ..؟ وَأَنِّي الرَّسُولُ..؟

أَيُّها المسْلِمونَ ... "مَنْ كُنْتُ مَولاهُ       فَهذا مَوْلاهُ"، وَهْوَ الدَّليلُ

هُوَ بَعديْ خَلِيفةُ اللهِ في الأَرضِ          عَلَيكُمْ، وظِلُّهُ المُستطيلُ

يَومَها هَنَّأَ الحُضورُ عَلياً                     يَا تَهاني النفاقِ غالَكِ غُولُ

ثُم سَارتْ منْ بعدِ ذلك عَرْجاءَ           فَأَودَى بالفاضِلِ المفْضولُ

وَجَرَى مَا جَرَى فَعانَتْ فُروعٌ              مُنْذُ أَلْفٍ مِمَّا جَنَتْهُ الأُصولُ

         ***

أَيُّها الغَائِبُ المُرَجَّى لحِكْمِ                  الأَرضِ طُراً، والسَّيِّدُ المَأْمولُ

لَكَ يَا سَيِّدي أَزُفُ التَّهانيْ                   فَتقبَّلْ، حَسْبُ التَّهاني القَبُولُ

"يا ابْنَ بِنْتِ النَّبيِّ ضَيَّعَتِ العَهْدَ          رِجَالٌ، والحَافِظون قَليلُ"*

غَيرَ أنَّا دَوماً عَلى العَهْدِ بَاقون            وقَدْ هَدَّنا الغِيابُ الطَّويلُ

قَرَبَتْنَا إِلى لِقاكَ أَمَانِينا                       فَهَلاَّ إِلى لِقَاكَ سَبيلُ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك