عمر بلقاضي / الجزائر
***
العيشُ في الدَّهر بالأعمال يُحتسبُ
قد يخلد النَّاس في الدّنيا وإن ذهَبوا
كم في المقابر من حيٍّ له أثَرٌ
إليه تبقى حياة العقل تَنتسبُ
***
زغلولُ غاب عن الدُّنيا بهيئتهِ
لكنَّه خالد ٌيُرجى ويُرتقبُ ( يُرجى علمُه ويُرتقب نفعُه )
قد صمَّم العلم نبراسا يُوجِّهنا
كي نحميَ الدِّين في عصرٍ له ريَبُ
استخلصَ الحقَّ من كون يدلُّ على
صدق الكتاب ويُزري بالألى كذَبوا
بالعلم في الكون أبدى نورَ مُعجزةٍ
كبرى تهاون في إظهارها العربُ
بل إنّهم تبعوا الكفّار في عَمَهٍ
زاغوا وطاشوا عن الأنوارِ واغْتربُوا
زغلولُ هادي عقولٍ أظلمتْ فبغتْ
النَّتُّ يشهد والإعلام والكُتُبُ
كم أنقذ الله بالإعجاز من علَمٍ
قد كان بالوهم في الكفران يُحتجبُ
أعاد للعلم في الإيمان حجّتهُ
فزعزع الكفر في قومٍ به انْتكَبوا
وبَصَّرَ العالَمَ المخدوع حين قضى
على جرائمَ باسم العلم تُرتكبُ
الغيُّ والكِبْر ُوالجهلُ الذي مُنِيَتْ
به عقولٌ على وهْمِ العمَى تَثِبُ
زغلولُ اخلدْ فقد حُزْتَ العُلا أبدًا
قد حُزتَ عِلمًا منيرا زانَه الأدبُ
اخلدْ بعلمكَ في أنوارِ افئدةٍ
نَجَتْ وانتَ لها النِّبراسُ والسَّببُ
أنجدتَ بالعلمِ إيمانًا تَعاوَرَهُ
الوهنُ والجهلُ والأوهامُ والعطَبُ
تركتَ إرثا عظيما طيِّبا شَغَفتْ
به العقولُ فزاد الحرصُ والطَّلبُ
فاخلدْ هنيئا بجنَّات مُهيَّئةٍ
لمن أقاموا كتاب الله واحْتسَبُوا
***
لا يحزنُ القلبُ من موت الألى رُفِعُوا
الكفرُ ُوالجهلُ هو الرُّزءُ والكرَبُ
الحزنُ من أمّة باتت مُمزَّقةً
فالنّور يُدفن ُوالخيراتُ تُنتَهبُ
والشَّعبُ يَمخُر ُفي جهلٍ وفي عبَثٍ
رغم الكتابِ ، ففي آياته العَجَبُ
انظر فأمّتنا صارت بلا شرفٍ
البيتُ والقدسُ والأعراضُ تُغتصَبُ
الأمّة احْتُبِستْ في الغيِّ لاهيةً
باتت يُسيِّرها المَعتوهُ والذَّنبُ
حادتْ عن العلمِ نهجِ الحقِّ وابتعدَتْ
حتَّى غزاها العمى والجهلُ والوَصَبُ
والذّلُّ والغلُّ والإسفافُ دمَّرها
ما عاد ينفعها نصحٌ ولا خُطبُ
غاب اليقينُ فغار الصِّدق وانتشرتْ
فيها المهازلُ و الآفاتُ والنِّكَبُ
العلم يبعثُ نورَ الذِّكر في ثقةٍ
به يُحطَّمُ غيُّ العقلِ والنُّصُبُ
فلنبعثِ العلمَ فالإيمانُ غايتُه
كلُّ المعارف من غير الهدى شَغَبُ
من دون دينٍ متينٍ باليقينِ فما
يبقى أمانٌ بهذا الكون فارْتَقِبُوا
https://telegram.me/buratha

