الشعر

مَدت اليك سناها في تألقها


شعر عدنان عبد النبي البلداوي

مَــدّتْ الــيــكَ سـَــنـاهـا فـــي تـألّـقِـهـا

فـانـسابَ بـيـن يَـديهـا، الحِـلـمُ والحِـكـَمُ

وَزانَـهــا، أنّ طـيْـفـاً مـِــن مَـحاسِـنِـهـا

نــظِـيرُه فــيك، حـيـث الـنورُ يـرْتـسِـمُ

مَن رامَ وَصْـلَ المَعالي، صِرْتَ قدْوَتَه

والـشـأنُ تـُـعْـلِيـه أســـبابٌ، لـهـا قِــيَـمُ

خُـلِقـتَ أن لاتـُحابـي فــي الخَـفـاء يَـداً

لأن كــفّــكَ فـــي وضح الـنهــار، فَــمُ

لـلـتِّـبْـرِ أمْـنِــيــةٌ، فــــي أنْ تُــقَــلِــبَــه

يَــداك، حــيـث تَـباهى السـيفُ والقـلـمُ

والعَـبْـقـريـةُ، مُـذ فـعّـلـتَـهـا سَــجَـدَتْ

لله، إذ حَـلَّ فــيـهـــا الــعَــدلُ والـكـرَمُ

أنصفْـتَ حتى عَلا، في الأفق صوتُهُمُ:

(عَـدْلُ عَــلـيٍّ)، بــه المـيـزانُ يَـسْـتـقِمُ

لـِذي الـفــقـار اقــتـِرانٌ فــيـك، أرّخَــهُ

مـا كـلُّ سـَــيـفٍ ، بــه الأعـداءُ تَـنهَزِمُ

به، قطعتَ جــذورَ الشِـركِ، مُـرْتَـجِـزاً

واسـتسلمَ الخَـصمُ ، لا سـيـفٌ ولا عَـلمُ

زَهْـوُ الرؤوس تَـهاوى بـَعـدَ مُـعْجِـزةٍ

بـ (بابِ خيبرَ) أوْدَتْ،واخـتـفـتْ قـِـمَـمُ

يامَـن أخَفْـتَ الـعِـدا فــي كـلِّ مَـلحَـمَـةٍ

إذ كـلـمـا قَــيـل: ذا الكـرّارُ ، هـالَـهُـمُ

أعطيتَ دَرسـاً لِمَن ضَلَّ السَبيلَ، وعنْ

مـن اهـتدى، زالَ مـنه الوَهْـمُ والعَـتَـمُ

تَـبـاشَــرَ الجُـنـدُ لمّـا الـنصرُ حالـفَـهــم

وكَــبَّـروا: لافــتـىً إلّاكَ، بَــيــنَـهـُــمُ

مــا دارَ طـرْفُــكَ ، إلّا الحَـقُ هـاجِـسه

والحـقُ صِنوَكَ ، موصولٌ بــه الـرَحِمُ

إنّ الأنـاةَ ونــهـجَ الحِـلـمِ، إنْ جُـمِـعَـتْ

كـما أشَــرْتَ لــها ...تـعـلو بـــها الهِمَمُ

الأفــقُ يـزهـو بإشـراق الـنـجـومِ، بــهِ

وتــوْأمُ الأفــقِ فـــي إشــراقـِـه ، نِـعَـمُ

خـُـطىً مَــشــيـتَ، بإيـمانٍ وتـضحـيـةٍ

فـانْهارَ مِـن وَقْعِها الطاغـوتُ والصَّنَـمُ

فـي سِـفـرِ نَـهْجِـك، للأجـيـال مَـدرسَـةٌ

تَـبْـني العُقـولَ، وفيـهـا تـرتـقـي الأمـمُ

عَـقـلٌ بــلا أدبٍ ، مِـثلُ الشــجـاع بــلا

ســيـفٍ ، وقــولـك هــذا مــنه نَـغْــتَـنِـمُ

بَـلغْـتَ فــــي صِـلةِ الأرحـام مَـرْتَــبَــةً

مَـن ســارَ سَــيْرَك، لـم تَـعْـثـرْ بـه قَـدَمُ

طـمْأنْــتَ أنْــفُـــسَ أيــتـامٍ، جَـعـلـتَـهُــُم

يَــرَونَ فــيـك أبـاً، يـَـجْـلـي هُـمُـومَـهـُمُ

لاطـائـفـيّــةَ ، لاتــفـريـقَ فــــي زمَـنٍ

قــد كان رأيـُك، فـيه الحَـسْـمُ والحَـكَـمُ

فـــي قـولِـك:الناسُ صِـنـفـانٌ فـإمـا أخٌ

فــي الدِّينِ أو فــي كِيان الخَلْقِ يَـنـتَظِمُ

الحَــقُّ يَعْـلـو، فـطُـوبى لـلـذيـن سَــعَـوا

أنْ يَــقْــتَـدوا، لِـيَـزولَ الـظُـلْـمُ والظـلَـَمُ

(من البسيط)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سراج الربيعي
2021-04-13
أبدعت وأجدت وجزيت ألف خير رائعه هذه الخريدة العصماء تحياتي ودعواتي لك بالموفقية دائما
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك