الشعر

للأنْفَسِ في حق أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين

2603 2014-05-15

أ.د. وليد سعيد البياتي

يا زائراً قبراً ثوى بالأنْفُسِ *** بلّغ سَلامي بالولا للأنْفَسِ
وأنظر قِباباً شامخاتٍ للسّما *** لمَّا دَنَتْ منها نُفُوسُ الأنْفُسِ
حتّى عَلَتْ أنفاسَها في شَهْقَةٍ *** فيها الرَجَا يومَ الرَجَا للمُفْلِسِ
وارنو بِقَلبٍ صاغرٍ لمّا يَزَلْ *** في ساحةٍ من ودّهمْ لم يُبْلِسِ
واخْطُو وَئِيداً كالذي في زَحْمَةٍ *** إذ أنَّ أمْلاكَ السَما بالمَجْلِسِ
وامْسَحْ بِبابِ المرتضى كهف الورى*** كَفّاً علتها خاطئاتِ المُنْكَسِ
واهْبِطْ عَلى أعتابها لَثْمَاً لها *** شَوقاً كَشوقِ العاشقينَ الهُمَّسِ
من هَاهُنا يعلو الدُعَاءُ عَالياً *** فوقَ الذُرى والسائراتِ الكُنَّسِ
والنُورُ مَوْسُومٌ على أركانِها *** والقَبرُ ثاوٍ هنا كالمَخْمَسِ
وانْصُتْ بقَلبٍ خَاشِعٍ هل تَسْمَعَا *** إلا تَسَابيحاً عَلتْ للأقْدَسِ
مِنْ قَائمٍ أو رَاكِعٍ أو سَاجدِ *** قد أيْقَنوا جَزماً بذاكَ الأشْوسِ
وانظُرْ إلى أنوارهِ قد أينَعتْ *** حتى غَشَتْ ذاك النهارَ المُشْمِسِ
في حَضْرةِ العلياءِ رُوحٌ إرتَقتْ *** من عَالَمٍ أدنى لعالٍ أنْفسِ
يا سائلاً عني وعن هذا الذي *** مِنْ أجلهِ خاضوا عُبابَ الأطلسي
ذاكم علي المرتضى رمز الفدا *** زوجَ البتولِ الطاهراتِ الملبسِ
نفسُ النبي المصطفى من نبعةٍ *** هم أصلها، هم فرعها بالمغرسِ
مَن مثلهِ في ليلةٍ قد بُيتا *** بين السيوفِ المرهفاتِ الخُرّسِ
في ليلة ظلماء يشكو بها *** عتْماً كعتمِ الخافياتِ الحندسِ
ثم الذي قد شالها من أسَّها *** تُرساً يداينها لحربِ الاشرسِ
بابَ اليهودِ العادياتِ خيبراً *** لما غزاها واطئاً بالمغمسِ
وأذكر هنا من قبلها عند الوغى *** إذ حزّبوا حرباً بيوم المخنسِ
يوم النبي المصطفى أوحى لهم *** أن احفروا جرفاً برأي الفارسي
جالوا فجالَ المرتضى من بينهم *** ضرباً على هام الأعادي الانجسِ
والبصرةُ لما غزاها العسكرُ ***من خلفه جيشٌ كراديسُ الكُردُسِ
ثم الذي حينَ إنجلتْ صفينها *** عن صفقةٍ أحبارها لم تيبسِ
بالنهروانِ أجمعوا في غيهم *** حتى فناها قاطعُ لم يُنكسِ
ذاكم مثالاً للهدى لما يزلْ *** في صولة تغزو فُلولَ المدلسِ
***
مِحرابُهُ نورٌ إذا ما قد خلا *** ليلاً يناجي ربّه كالهامسِ
تجري دموع الشوق صبّاً كالذي *** من ذنبهِ قد إلتجأ للمحبسِ
من شوقهِ للبيتِ كانَ فيهِ المولِدُ *** نورٌ على نورٍ هَفَا للمقدسِ
والقابلاتُ العارفاتُ بالنبأ *** والطاهراتُ اللابساتُ السندسِ
فاعلوا به من مولدٍ لم يُشهَدا *** قبلاً ولا في مثلهِ بالدارسِ
***
يا سائلي عن أمرهِ مهلاً هنا *** هذا وصيٌ صادقُ لم يُلبِسِ
هذا عليٌ أصلُهُ من آدمٍ *** جدٌّ فجدٍّ أبتدى بالاقدسِ
هذا الذي من صلبه قد أينعتْ *** آجام زُهرٍ عطرها للمُعرسِ 
قرآن حقٍ ناطقٍ لما يزل *** بابُ العلومِ الخافياتِ الطُمَّسِ
هارونُ كان الآية من قبلهِ *** حتى إرتدى من مثلهِ بالملبسِ
من شُبَّرٍ أو من شُبيرٍ فرعهُ *** أغصانه قد أسرعتْ بالأجْنُسِ
بابُ العُلُومِ فادخلوا من بابهِ *** تلكُم عُلُمٌ مِثلُها لم تُدرسِ
يوم أرتقى كتف النبي صاعداً *** والجامداتُ قد هوتْ للمنكسِ
في سيفهِ نارٌ وفي محرابهِ *** نورٌ كنورٍ قد بدا للمُغْلسِ
إذ ترجُفُ الأعْضَاءٌ منه بالصلا *** خوفاً كخوفِ الآيسِ المستأيسِ
ليلاً إذا ناجاهُ همساً بالخفا *** لا يترجي إلا كثل المبلسِ
والصبحُ في محرابهِ لمّا هوى *** يدعو دُعاءَ العارفِ المستأنسِ
في خطوه شِبهٌ بخطو المصطفى *** في وجههِ نورٌ كنورِ الأقبسِ
نفس النبيّ المصطفى في آيةٍ *** يوماً إذا هم باهلوا بالمجلسِ
***
يا لائمي في ودّهم هل تبتغي *** أمراً فأمر المرتضى كالأشمُسِ
هذا وقوفي سيدي في بابكم *** فاشفعْ إذا ياعالماً بالانْفُسِ
***
وليد سعيد البياتي
المملكة المتحدة - لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك