التقارير

عيد الله الأكبر في القاهرة ..!

1181 2023-07-04

د.أمل الأسدي ||


سُمي العيد عيداً؛ لأنّه يعود كل عام بفرح مجدّد،ولكل شعب من الشعوب أعياد خاصة به،ومناسبات عديدة يحتفي بها الناس، ويتوارثون طقوسها وتفاصيلها من جيل إلی جيل، وتشكِّل هذه الطقوس جزءا مهما من هوية الشعوب، وجزءا راسخا في الذاكرة الجمعية، وكلما تطورت الحياة وتغيّرت لوازمها؛ تجد الناس يستحضرون هذه الطقوس، ويحييونها،ويحتفون بها،ويذكرونها حتی وإن  كانت محاولات طمسها قائمة لأسباب سياسية أو غيرها، ومن ذلك أعياد المسلمين ومناسباتهم المتعلقة بأهل البيت التي ارتبطت بطقوس شعبية، وسنن قائمة، وحكايات وتفاصيل تبقی حاضرة الذكری في كل عيد أو مناسبة.

وحين تقلِّب كتب التأريخ، وتتصفح وريقاته القديمة لاتجد معنًی للعيد ولاتری صورةً له إلاّ في مصر!

وحدها القاهرة كانت سيدة الأعياد!!

هناك .. يأتي العيد مصحوبا بالبهجة والسرور والترف والشعر والموسيقی، ومن هذه الأعياد عيد الله الأكبر(عيد  الغدير) إذ كان الخلفاء الفاطميون يقيمون طقوسا رائعة في هذا العيد، بقي عبقها ثائرا الی يومنا هذا، وبقيت متفردة لايشابهها طقس أو عيد، ولايماثلها مثيل، فهم ينزلون بأنفسهم ليشاركوا الناس الاحتفالات، ويبثوا البهجة والسرور في النفوس ، حتی صار الشعراء والأدباء والعلماء يقصدون مصر من الأقاليم الأخری؛ كي يتنعموا بعطايا الخلفاء الفاطميين وكي يشهدوا الاحتفالات في العيد.

ومن أبرز الطقوس الفاطمية في عيد الغدير:

- تزويج اليتامی

- توزيع الكسوة علی الفقراء

- تفريق الأموال والهبات علی سائر الناس(العيدية) ولاسيما الأطفال.

- نحر الماشية.

- عتق الرقاب .

-الاستماع الی الشعراء الوافدين.

-الاستماع الی القراء والمنشدين.

-إعداد الأسمطة(الموائد الفخمة) في القصور والمساجد.

فالعصر الفاطمي يشكل العصر الذهبي لمصر، ولم تكتسب القاهرة هذا الزهو وهذه الثيمة في الأعياد وفي شهر رمصان المبارك إلا من الدولة الفاطمية، والغريب أن أثر هذه التمظهرات انتقل الی البقاع المجاورة، وامتد زمانه إلی يومنا هذا، ومن ذلك ظاهرة الفانوس الرمضاني والاحتفاء بالشهر الفضيل بمزيد من الاهتمام والحظوة، فسياسة الفاطميين ونهجهم كان مميزا وناجحا وهو مزج الشعائر الدينية والمناسبات الدينية بالظواهر الاجتماعية، وهذا يكسبها لونا آخر، ويمنحها رسوخا وبقاءً في الذاكرة، ويلبسها ثوبا شعبيا محببا، ويجعلها جزءا رئيسا من الهوية الاجتماعية والدينية،فإن لم يستطع الشعب إحياءها كاملة، فهو يذكرها ويسرد تفاصيلها سردا ممتعا متوجا بالفخر.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك