اكد نائب رئیس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني البرلمانية بختيار شاويس، الثلاثاء، ان "داعش الملتحي والقتل والنحر والحرق" قد انتهى بالعراق، محذرا مما اسماهم "الدواعش المخفية" التي أصبحت جزءا من تكوين المجتمع العراقي.
وقال شاويس في حديث صحفي، انه "بعد ثلاث سنوات كاملة، أعلنت القوات العراقية تحرير منارة الحدباء وجامع النوري من قبضة تنظيم داعش الارهابي، وهو نفس المكان الذي عرّف فيه المجرم أبو بكر البغدادي العالم بخلافته"،
مبينا انه "رغم أن عملية تحرير المدينة استغرقت مدة طويلة وخلفت عددا كبيرا من الضحايا وتكلفة باهظة جدا ودمارا هائلا في البنية التحتية لهذه المدينة التاريخية، ومع أنه من الناحية الجغرافية مازال داعش يسيطر على عدد من الأقضية والقصبات، كالحويجة وتلعفر، إلا أن استعادة الموصل التي كانت عاصمة خلافة داعش، تعد من الناحية المعنوية والعسكرية مكسبا كبيرا وهاما للقوات العراقية ومستقبل المسيرة الديمقراطية في البلد".
واضاف شاويس، ان "الانتصار يعتبر من الناحية العسكرية والدبلوماسية عاملا قويا بيد الساسة العراقيين، فهو بمثابة جسر لربط بغداد بالعالم الخارجي والدول العظمى في مواجهة الارهاب والجماعات الارهابية، إذا أرادت القيادة السياسية استغلال هذا العامل أو عرفت كيف تتعامل معه"، لافتا الى انه "فيما يتعلق بالأبعاد السياسية والفكرية والاقتصادية لهذا الانتصار، فانه على الصعيد السياسي هناك شد وجذب سياسي كثير بين القوى الأساسية ومازالت مسألة احياء الطائفية مستمرة، وتبادل الاتهامات بين الكتل البرلمانية، بتبعيتها لهذه الدولة الاقليمية أو تلك واقع مجسد لايمكن لأحد إنكاره".
وتابع ان "هذا الولاء الطائفي والتدخلات الخارجية في المشاكل الداخلية واتباع سياسة عدم قراءة رأي ووجهة نظر الطرف المقابل، كان من العوامل الرئيسة لنشوء داعش ووصول العراق الى هذا الوضع غير المرضي، والذي قد تدفع الأجيال القادمة ضريبته لعقود عدة"، مشيرا الى انه "على الصعيد الفكري فأن داعش الملتحي وداعش القتل ونكاح الجهاد والنحر وحرق الانسان داخل القفص الحديد وقلي الاطفال في قدور مغلية انتهى مع تحرير الموصل بصورة فعلية، وبقاء من نجا منهم في الأماكن الاخرى، مسألة وقت لا غير".
واكد شاويس ان "ما يبقى في العراق هو فكر داعش، ووجهات نظره وتفكيره ورؤاه، في بعض المدارس والتربية، وجزء من الثقافة والتراث والموسوعة والتاريخ، أي الدواعش المخفية التي أصبحت دون ارادتنا جزءا من تكوين المجتمع العراقي وتتحين الفرص للبروز في أي وقت"، مشددا على ان "هذا هو الخطر الأكبر الذي ينبغي التفكير في حله حلا جذريا، وإلا فإن الحلول العسكرية والضربات الجوية القاصمة وطردهم من منطقة أو محافظة تعد علاجا مسكنا، بل يجب استئصال الورم من جذوره والقضاء على فكره، وذلك بإصلاح النظام التربوي بدءا من رياض الأطفال الى المرحلة الجامعية".
وبين، ان "مجيء داعش كلف الاقتصاد العراقي خسارة اقتصادية تقدر بـ 35 مليار دولار، اما إعادة إعمار العراق بحسب تحليلات الخبراء والمختصين، تحتاج الى 100 مليار دولار و10 أعوام، في حال سار العراق على مساره الطبيعي ولم تحصل كوارث وحوادث طبيعية مفاجئة".
وتوقعت عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية أشواق الجاف، في 2 تموز 2017، خوض "تحديات كبيرة" لا تقل صعوبة عن العمليات العسكرية التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم "داعش الارهابي"، فيما دعت إلى العمل على "اقتلاع الفكر المتطرف" وتأهيل النساء والأطفال بعد تحرير المدن من سيطرة التنظيم.
https://telegram.me/buratha
