وقال المالكي، خلال الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب اليوم الإثنين ونقلتها فضائية العراقية على الهواء مباشرة "التحقيق في حادثة كربلاء انتهى... لكن التقرير عنها لم يصاغ بشكل نهائي بعد"، مضيفا بأن اعترافات المتهمين "ستعرض على الشعب فور إنتهاء التحقيقات." وأضاف "كانت لدينا مؤشرات على نوايا إجرامية تحاك، بعد إصدار فتاوي مضللة من رجال دين تدعو لتهديم قبر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء... وكانت هناك احتياطات أمنية تم اتخاذها" لمواجهة تلك الخطط.
واتهم المالكي "عصبات تتستر باسم مرجعيات دينية" بالوقوف وراء أحداث كربلاء، مؤكدا أن أشخاصا "تابعين لتلك المرجعيات تصرفوا بدون علم مرجعياتهم، وأصدروا الأوامر لافتعال تلك الأحداث." وشدد على أن مذكرات قبض "صدرت عليهم.. وتم إلقاء القبض على بعضهم، والآخر ما زال البحث عنهم مستمرا."
وأضاف المالكي " تم اعتقال (499) من المشتبه بتورطهم في الأحداث، وأطلق سراح (241) منهم... وأوقف (258) آخرين"، موضحا أن عدد الضحايا "بلغ (24) شهيدا مدنيا، وجرح (363)... خرج معظمهم من المستشفى، باستثناء خمسة." وتابع "كما بلغ عدد الضحايا من قوات الشرطة ستة شهداء... و(21) جريحا."
وأشار رئيس الحكومة إلى تشكيل لجنة "لتعويض أهالي الشهداء ، وتعمير الأضرار التي لحقت بمرقدي الإمامين." وكان رئيس الوزراء قال، في بداية كلمته أمام جلسة البرلمان، إن حكومته نجحت في "وقف إنزلاق البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية"، مشددا على أن خيار المصالحة الوطنية هو "الخيار الأوحد" أمام الحكومة لإنقاذ العملية السياسية في العراق.
وعن الأحداث التي شهدتها منطقة (الزركة) قرب مدينة النجف، بداية العام الجاري، قال المالكي "القضاء أصدر أحكامه في حادثة (الزركة)، حيث تم تجريم (396) متهما... وحكم بالإعدام على عشرة منهم، وبالسجن المؤبد على (81)، والسجن المؤقت على (350) متهما... والإفراج عن (54) آخرين بعد ثبوت برائتهم." وأشار إلى أن التحقيقات " أثبتت تورط جهات داخلية وخارجية" في الأحداث، موضحا بأنه "سيتم عرض اعترافات المتهمين" على الشعب العراقي. ولم يحدد رئيس الوزراء العراقي تلك الجهات المتورطة.
وشهدت منطقة الزركة، الواقعة على بعد (13 كلم) شمال شرق النجف، عمليات عسكرية قالت السلطات العراقية إنها بدأت بناءً على معلومات تفيد بأن مجموعة تطلق على نفسها جند السماء تنوي القيام بعمليات مسلحة تستهدف السيطرة على مدينة النجف وقتل علماء الدين فيها... وجعلها منطلقا للسيطرة على بقية المدن العراقية، وذلك بالتزامن مع الإحتفالات بذكرى عاشوراء، قبل نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي. وشنت قوات الأمن هجوما إستباقيا على أعضاء الجماعة، وقتلت أكثر من (250) مسلحا منهم... كما أسرت مئات آخرين، حسبما أعلنت المصادر الرسمية في حينها. وبعد اختتام المالكي كلمته وإفساح المجال أمام نواب البرلمان لطرح أسئلتهم، اعتذرت قناة (العراقية) عن عدم الاستمرار في نقل مجريات الجلسة.
https://telegram.me/buratha