بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
((الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))
صدق الله العلي العظيم
في رحاب سيد الشهداء الامام الحسين (ع) واخيه العباس وفي الليلة الملكوتية ليلة النصف من شعبان وبمناسبة ذكرى ولادة خاتم الاوصياء وناشر العدل ووارث الارض قامت مجاميع من المسلحين بالتصادم مع القوى المؤمنة المكلفة بحفظ أمن الحرمين الشريفين وزوارهما ثم التعدي بحرق وتدمير الكثير من الممتلكات العائدة للصحن الشريف والفنادق الاهلية وأرهاب الملايين من الزوار العزل الوافدين من أصقاع الارض وقد أنهك الكثير منهم تعب المسير على الأقدام لمئات الكيلومترات بإطلاق النار بمختلف الأسلحة مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى ومع هول الصدمة التي أدمت قلوب المؤمنين وحولت إحتفالهم بميلاد الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه إلى مأساة لا يستطيع أحد تفسيرها فضلاً عن تبريرها.
كما إنطلقت مجاميع ترفع نفس الشعارات وتلتحف بنفس الالوان بإتجاه مكاتب وفروع مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي في انحاء متفرقة لتمارس فيها نفس الطريقة التي تعرضت لها رحاب الحسين (ع) في كربلاء من العدوان واطلاق النار على المواطنين العزل وقامت بنفس عمليات الحرق وإشعال النار التي تعرض لها محيط الحرمين الشريفين حيث تم حرق كامل الممتلكات ومن ضمنها المصاحف والكتب الاسلامية في محافظة بابل (الهاشمية) وفي مدينة الكاظمية والحسينية وكذلك الرصافة كما تم استهداف مكاتب البصرة ودائرة الاعلام في النجف الاشرف ومما يؤسف له استمرار تعرض هذه المكاتب والفروع لهذه المؤسسة الثقافية الخيرية المدنية المعتمدة كلياً على الحكومة في امنها إلى الاستهداف المستمر.
ان شعبنا العراقي بعلماءه ونخبه وشبابه وعشائره وعوائل شهداءه وكل جماهيره يلمس لمس اليد النشاطات الثقافية والخيرية والعمل للجميع في مختلف الاصعدة من التبليغ الديني وخدمة القرآن والاصدارات العلمية والثقافية وإقامة مراسيم أهل البيت (ع) وعمارة المساجد ومساعدة الايتام والارامل وتزويج الشباب ومساعدة المهجرين وغير ذلك مما تلمسه كل شرائح الشعب العراقي ومكوناته من جهد جهيد وحرص اكيد على المصالح الثقافية والاجتماعية للشعب العراقي المثقل بظلامات الامس وتحديات اليوم.
أيها المؤمنون
اننا في الوقت الذي نشعر فيه بالظلامة الكبرى نتأسى بما حدث من احراق لبيت فاطمة وخيام الحسين وبيت الامام الصادق عليهم السلام وغيرهم من ((الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا)) ونتأسى بما تعرضت له الحضرتان المقدستان في كربلاء وما جرى عليهما في ليلة من أهم الليالي هي النصف من شعبان.
ونؤكد اننا ماضون في طريقنا الذي نهتدي به بهدي آل البيت صوات الله عليهم ومرجعياتنا العظيمة خصوصا سماحة سيدنا المفدى آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله).
ونتوجه بالدعوة إلى حكومتنا التي إنتخبها الشعب لتحقق له إهدافه في الامن والعزة والكرامة واحترام المقدسات ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتأخذ دورها الحقيقي في الدفاع عن مقدسات شعبنا ومصالحهم ومؤسسات المجتمع المدني التي يجب على الدولة حصريا الدفاع عنها.
وفي الوقت الذي نحيي المواقف الشجاعة التي تهدف إلى تطويق العدوان وقمع الفتنة واداء التكليف الشرعي في كل ذلك، نعبر عن بالغ إستغرابنا عن سكوت الكثير من الشخصيات والمؤسسات عن الجريمة الكبرى التي تعرض لها حرم الحسين عليه السلام واخيه العباس عليه السلام والجرائم التي تلتها.
وكلنا إيمان ان الجريمة شاذة وانها إلى زوال وان الحق يعلو ولا يعلى عليه.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا
وشدة الفتن بنا فإعنا على ذلك كله بفتح
منك تعجله ونصر تعزه وحق تظهره
والحمد لله رب العالمين
مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي
https://telegram.me/buratha