بغداد ـ المجلس
دعا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي القوى الخيرة من هذا الشعب الصامد الرافض للذل الى الوقوف بحزم وصلابة أمام الاعتداءات الصارخة التي طالت العتبات المقدسة في مدينة كربلاء وزوار الأمام الحسين (ع) وهم يحيون ذكرى ولادة الأمام المهدي (عج) من قبل العصابات البعثية المقنّعة ، واستغرب المجلس الأعلى هذا التطاول السافر على المراقد المطهرة في مناسباتنا الدينية وفي اكثر الأماكن قداسة وطهارة ، وفي الوقت الذي حيا فيه المجلس الأعلى جهود السيد رئيس الوزراء في معالجة الموقف وتفقده الميداني لمدينة كربلاء، وجه الدعوة لسيادته لبذل المزيد من الحزم في فرض القانون وملاحقة الخارجين عليه .
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم"إنا لله وإنا إليه راجعون"
ببالغ الحزن والأسى نتلقى انباء الحوادث المفجعة والمؤلمة عن التطاول السافر على المراقد المطهرة في مدينة كربلاء والشعائر الدينية المقدسة من قبل العصابات البعثية المقنّعة والمنافقين، الخارجين عن القانون، وفي مناسبة هي من أعز مناسباتنا الدينية وفي أكثر الأماكن قداسة وطهارة، وهو الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل ويطلق اكثر من استغراب!
لمصلحة من تتحول مناسباتنا الدينية المقدسة ومراقد واضرحة ائمتنا الطاهرة ميداناً للقتل والعدوان وسفك الدماء؟ ولمصلحة من تتحول مراسيم العبادة لله وطقوس الولاء لأهل البيت"ع" الى مناوشات بائسة واغراض رخيصة؟ ومن يقف وراء هذا الاحتراب البائس الذي كنّا وما زلنا نصر على رفضه وعدم الخوض فيه أو السقوط في مستنقعه؟ ومن هذا الذي سقطت لديه كل الاعتبارات والقيم ليصل به الأمر الى اطلاق العيارات النارية على المآذن والمساجد ويقصف المراقد المقدسة بالهاونات ويشعل النيران فيها؟ من هذا الذي يرعب زوّار ابي عبدالله الحسين"ع" ويستحلّ دماءهم؟
ان جميع القوى الخيرة من هذا الشعب الصامد الرافض للذل، وفي هذا البلد الذي يحتضن كل رموز الفخر والايثار، مدعوّة الى الوقوف بحزم وصلابة امام هذه الاعتداءات الصارخة ضد كل ما هو خيرّ وعظيم في عراقنا الجريح، كما ندعو كل عشائرنا الغيورة وشبابنا البواسل الى الدفاع عن مقدساتهم وعقائدهم وأمنهم ومشروعهم وانجازاتهم.
ان القوى السياسية الحريصة على مستقبل العراق وأمنه هي الاخرى مدعوة الى رفض هذه العصابات وتعريتها، وذلك انطلاقاً من الواجب الوطني والاخلاقي والذي يحملها مسؤولية مضاعفة باعتبارها القوى الطليعية في المجتمع. وفي الوقت الذي ندعو فيه القوى السياسية المسؤولة، والعشائر الغيورة والشباب المخلص الى التفاني في الدفاع عن الوطن والدين والشعائر كل بحسبه، نحّمل الحكومة الموقرة مسؤولية متابعة هذه الأمر وندعوها للتعامل بحزم وجدّية بما يحفظ هيبة الدولة ويحمي مؤسساتها ويعزز هيبة القانون وأجهزة الحكومة الأمنية، وإلا فان الامر يمكن ان ينسحب الى مواقع لا يرضاها أحد ولا يقرها العقلاء.
ونحن اذ نستنكر الاعتداءات الآثمة على الارواح والاماكن المقدسة وفي الازمنة والمناسبات المقدسة نؤكد ايضاً استنكارنا وشجبنا على التطاول المستمر وغير المبرر الذي يطال مكاتبنا في المحافظات والمدن العراقية، ونعلن ان هذا الاعتداء لا يمكن قبوله ولا هضمه ولا تفسيره، وهو خارج حدود الصبر والتحمل، وهو اشارة سيئة وسلوك متمادي بالخرق والعدوان، الأمر الذي يدعونا لان نؤكد من جديد على ضرورة ان تتخذ الحكومة دورها الريادي المسؤول في هذا الاتجاه، وان لا تترك الامور تتجه بما لا يرغبه المسؤولون عن هذه المكاتب والذين يتمتعون بالقدرة الكافية على الرد، والرد الذي يضع الأمور في نصابها الحقيقي.
وأخيراً اذ نحيي جهود السيد رئيس الوزراء في معالجة الموقف وتفقده الميداني لمدينة كربلاء، فأننا ندعوه الى بذل المزيد من الحزم في فرض القانون وملاحقة الخارجين عليه. ونشكر ايضاً المخلصين من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الأمنية وهم يؤدون واجبهم المقدس في حفظ ارواح زوار أهل البيت"ع" وكذلك لحفاظهم على الأمن والاستقرار في البلاد ونثمن ايضاً دور ابنائنا في مكاتب المجلس الاعلى ومنظمة بدر على ما ابدوه من استبسال وشجاعة ومسؤولية عالية وهم يدافعون عن مقارهم ومكاتبهم في مواجهة العدوان.
نسأله تعالى ان يمن على شعبنا الصابر ووطننا المحروم بالأمن واليمن والبركة والاستقرار، وان يمن على شهدائنا بالمغفرة والجنة وان يهب جرحى هذا الشعب الشفاء العاجل، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha