الأخبار

صحيفة الحياة اللندنية تجري حوارا صحفيا مع السيد عمار الحكيم

1488 00:46:00 2007-08-27

اجرى مراسل صحيفة الحياة اللندنية لقاءا صحفيا مع السيد عمار الحكيم ، في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد وقد سلط سماحته الضوء على آخر المستجدات في البلاد في ظل الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية ، كما تطرق سماحته الى العلاقة مع دول الجوار والعالم ، اضافة الى العديد من المسائل والمحاور ذات الصلة .

وفيما يلي نص الحوار الصحفي :

المراسل / اين العملية السياسية الان وسط هذه الضوضاء ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / بسم الله الرحمن الرحيم لا شك ان هناك اشكاليات وعوائق حقيقية تعترض العملية السياسية ولكن في الوقت نفسه هناك نقاط قوة مهمة ، وبين هذا وذاك لابد من موازنة الموقف والخروج بتقييم لطبيعته ، اعتقد ولا سيما ونحن نعيش ظروفا فيها تلكؤ في الاداء ، علينا ان نستعرض نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة ، نحن في الظرف الراهن نمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وعريضة لكل القوى الوطنية بكل الوانها الطيبة ، هذه القاعدة لم تختل ولم تتراجع بالرغم من كل الاشكاليات التي حدثت ، وضعف الخدمات والمشاكل الامنية التي يواجهها المواطن العراقي في اكثر من موقع في العراق ، ولاحظنا الحشود المليونية في مناسبات مختلفة جاءت لتعبر عن هذا العزم ، القاعدة الجماهيرية عنصر مهم ، القيادات السياسية التي تتسم بالحكمة والموضوعية ايضاً لكل الوان الطيف العراقي وهي من الميزات المهمة بحسب تقديرنا ونلاحظ عندما يأتي مسؤولين من الخارج ووزراء و شخصيات من كل الدول يتفاجئون بهذا الواقع .

المراسل / ما سبب هذه المفاجئة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / بالتأكيد عندما ينظر الى واقع العراق من خارج الحدود العراقية يرى ان هناك تهويل كبير حيث يوجد تركيز على نقاط الضعف وعلى السلبيات وهناك الكثير من وسائل الاعلام ومن يدعمها له وجهة نظر تجاه المشروع السياسي في العراق من حيث افرازاته السياسية احياناً ومن حيث التعقيدات التي تعتري هذه التجربة احياناً اخرى ، ومن حيث طبيعة المؤثرات الاقليمية على هذا الواقع من ناحية ثالثة ومن حيث طبيعة الحضور الدولي في المنطقة والعراق من ناحية رابعة ، هذه كلها تجعل العديد من المؤسسات الاعلامية ترى ان من المصلحة ان تركز على نقاط الضعف والسلبيات اكثر من تركيزها على الايجابيات وعندما ينظر المراقب الى المشهد من خارج الحدود تتولد لدية قناعات بان الوضع في غاية السوء ولكن عندما ياتون يجدون الوضع مختلفا ، ، اذن هذا عنصر قوة مهم جداً ، هناك عنصر ثالث هو الاتفاق على برنامج سياسي واضح بين كل اطياف الشعب العراقي واحياناً قد يشعر الانسان عندما يسمع بهذا انها معلومة غريبة ، هل هناك توافق سياسي ، وانا ازعم ذلك ان برنامج حكومة الوحدة الوطنية اليوم هو مورد اتفاق لكل القوى ، المشكلة ليست في البرنامج ، وأنما في تنفيذه والشكوى من أطراف عديدة من عدم تنفيذ بعض فقرات الاتفاق .

المراسل / ماهي علة عدم تنفيذ البرنامج ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هذا البرنامج ، برنامج متوازن اخذ في الاعتبار استحقاقات المرحلة وهواجس كل الاطراف ، وبالتالي هناك فقرات تلبي مطالب أو تزيل هواجس لهذا الطرف أو ذاك ، كل طرف يشعر بان الفقرات التي كان من الممكن ان تمثل جزء من مطالبه او حقوقه او رؤيته او تزيل هواجسه وتبددها ، لم تفعّل كما ينبغي ، نحن نمتلك رؤية واضحة ولكننا نختلف في تقييم التنفيذ والتطبيق ، وكل من هذه القوى لها تقديراتها بهذا الشان ، وهذه نقطة قوة ثالثة مهمة اما النقطة الرابعة الاساسية فهي الثروة ، العراق بلد يمتلك ثروة كبيرة وهو في هذا الظرف الصعب الذي لم يطور فيه منشاته النفطية ولم يستثمر اراضيه الزراعية كما ينبغي ، ولم يدخل في عملية التنمية والاعمار الكبيرة والفرص الهائلة في مسالة السياحة الدينية والسياحة العامة والمورد البشرية والشخصية العراقية الفذة ، والميزانية الانفجارية وهي اضخم ميزانية في تأريخ العراق لعام (2007) اليوم المشكلة و العتاب الذي يوجه لبعض الوزرات هو لماذا لم ينفذوا كل المشاريع المطلوبة منهم ، وهذه كلها نقاط قوة ، كذلك المرجعيات الدينية كانت ولازالت صمام امان وكان لها دور حيوي في انجاح المشروع السياسي ودعوة الناس الى ضبط النفس والانضباط في التعاطي مع التجاذبات الداخلية وستبقى هذه المرجعية تمثل ركيزة اساسية ، هذه خمسة عناوين اساسية من يستحضرها ( قاعدة وقيادة المرجعيات وثروة وبرنامج موحد ) حينذاك للمرء ان يسال اين المشكلة اذن ؟ وانا اعتقد ان جوهر المشكلة هو في ازمة الثقة القائمة اليوم بين القوى السياسية والقيادات ، ان بعض الاوساط السياسية تعيش هواجس الماضي ، والبعض الاخر يعيش هواجس المستقبل والبعض يعيش هواجس الماضي والمستقبل ، وبالتالي في اجواء الهواجس الذي يعيشه الجميع ، أذ فقد البعض شيئاً ولايعرف كم سيستعيد منه ، البعض الاخر حصل على شي و لايعرف كم سيستطيع ان يحافظ عليه هذه هي المسالة التي تجعل ازمة الثقة مستحضرة والهواجس قائمة وفي هذه لاحظنا ، نحن بحاجة الى ردم هذه الهوة و التقارب بين القوى السياسية وتعزيز الثقة فيما بينها وانا شخصياً راقبت عن كثب وشاركت في اجتماعات المجلس السياسي للامن الوطني التي عقدت في الايام الماضية ، ولاحظت انه كلما اجتمعت هذه القوى والقيادات وناقشت الامور اكثر فاكثر تتبدد الهواجس ، وبالتدريج ينفتح البعض على الاخر ، ويصغي البعض الى الاخر ويتفهم ما يريده الاخر مما يمثل مطلب اساسي له .

اذن علينا ان نعزز الثقة بالشراكة ونشعر الجميع بان لهم ادواراً حقيقية وان لهم فرص في ادارة البلاد والاستفادة من مواقع الدولة المختلفة بشكل اوسع ، فالانتعاش الاقتصادي المتوازن و الاستقرار الامني المتوازن ، هذه كلها في الحقيقة هي الافاق التي نعتقد انها تمثل المنطلق للخروج من الازمة القائمة بالفعل وانا اعتقد ان هذه الاجتماعات استطاعت ان تقطع شوطاً جيداً ، هناك لجنة تحضيرية جلست خلف الاضواء بعيداً عن المزايدات من كل الالوان وكانت تمثل الحمائم وليس الصقور من كل الاطرالف عقدت اجتماعات مطولة وعديدة على مدار اكثر من عشرين يوما وتكاد ان تكون بشكل يومي لعدة ساعات وناقشت الامور بشكل مستفيض واستطاعت ان تصل الى رؤية متقاربة ولااقول موحدة تمثل الحلول الوسط التي يمكن ان تكون مقبولة من جميع الاطراف اذا ارادوا عملية الاصلاح والتطوير والمشاركة الحقيقية .

المراسل / ما هي المواضيع التي تم التوصل فيها الى حل وسط ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / منها مسالة المساءلة والعدالة وتغيير قانون اجتثاث البعث وتكييفه مع المتغيرات والتطورات الجديدة ونحن ندخل في مشروع مصالحة كبير ونبتعد عن اجواء النظام البائد .

المراسل / قانون اجتثاث البعث ، ماذا عنه ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هذا القانون احد مشاكلة هو اسمه الذي كان يعطي انطباعات معينة وأيضا كان فيه تطبيقات خاطئة وهناك بعض الاشكاليات في نفس الهيئة ، وفي طبيعة التعامل ، وقد يفهم منها ان هناك انحياز او هناك مؤثرات خارجه عن الجوانب المهنية ، قانون المساءلة والعدالة جاء ليخرج هذا الموضوع عن تلك الدائر الضيقة ويعيد صياغة الفكرة في اجواء المصالحة ويوازن بين اخذ الحقوق لاولئك المضطهدين من قبل النظام البائد وبين استثمار الطاقات البشرية الكبيرة التي انضوت الى هذا الحزب لظروف مختلفة .

حينما ننظر الى من كان منتمياً الى حزب البعث وهم عدد كبير من الناس كيف نصنفهم ونتعامل معهم ، كيف نلحظ البعد الانساني لهم ، كيف لا نتغافل أو نتجاهل موقف الناس الذين اضطهدوا و حرموا ابان فترة النظام البائد ، يجب ان يكون هناك موازنة بين هذا وذاك وفي مثل هذه المشاريع الكبيرة ، يجب ان نحدد البناءات والاسس اولاً وبعدها نحدد التفاصيل والجزءيات والمطلبيات ، كلها قضايا تعالج في اطار رؤية شاملة تحدد لها اسس صحيحة ، اضافة الى ذلك هناك التعديلات الدستورية وقانون النفط وقانون الموارد المائية اضافة الى موضوعة الشراكة وآلياتها التنفيذية .

المراسل / بالنسبة للتعديلات الدستورية باعتبار ضرورة التوافق عليها من قبل القادة ومن المواد هو اعادة 140 ومنها تعديل صلاحيات هيئة الرئاسات الثلاث ، وكذلك صلاحيات الاقاليم ، اين توصلتم بالنسبة لموضوع صلاحيات الرئاسات الثلاث ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة كما قلت لكم الحسم النهائي للموضوعات يكون موكلاً لانهاء اجتماعات القادة والمجلس السياسي ، نحن من وجهة نظرنا فيما يخص صلاحيات الرئاسة كنا نعتقد دائماً بضرورة انسجامها مع النظام السياسي المعتمد في الدستور هل هو نظام برلماني او رئاسي او خليط بين هذا وذاك فاذا كان النظام برلمانياً كما اقره الدستور عندها من الطبيعي ان تكون صلاحيات الرئيس اقل من الصلاحيات المعتمدة في النظام الرئاسي ، وأذا كنا ما نطمح اليه نظاما رئاسيا أو مزدوجا فلا بد من الانتخاب المباشر للرئيس ليأخذ صلاحيات أوسع ونحن نعتقد انه من الخطأ ان نناقش الامور دون تحديد البناءات .

المراسل / وفي ما يخص المادة ( 140 ) ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / المادة ( 140 ) فيها فقرتين فقرة (أ ) وفقرة ( ب ) ونعتقد ان هناك قصور من اللجنة المختصة بتنفيذ المادة (140) في الاهتمام بالمادة (ب) ونحن ننوي ان نوجه طلباً رسمياً الى الرئيس الجديد لهذه اللجنة لكي يتم تفعيل المادة ( ب) بشكل متوازن وان يرصد جزء من الميزانيات والكادر والامكانيات واللجان التي تشكل لتنفيذ هذه المادة الى تنفيذ الفقرة ( ب ) من المادة ( 140 ) نحن مع تطبيق الدستور في كل مواده والتطبيق الكامل للدستور هو الذي يضمن الحقوق لجميع الاطراف في بلد تعددي كالعراق ولايستطيع كل طرف ان يلحظ كل ما يريد ويعمل على تجاهل مطالب الآخرين عملية التوازن هي في ان يحصل كل طرف على الحصة الممكنة مما يطمح اليه ويعطي الحصة الاخرى لما يطمح اليها الآخر ، الموازنة في تقسيم هذه الحقوق يؤدي الى خروج الجميع منتصرين ولايشعر احد حينذاك انه حقق كل مايريد كما انه سوف لايشعر الجميع بانهم قد فرطوا بكل مصالحهم وهكذا تكتمل العملية التعددية في البلاد .

المراسل / يجري الحديث منذ عدة اشهر عن خطط وحكومة بديلة فهل ناقشتم الحكومة البديلة ابتداءاً بالشخوص وانتهاءاً بالبرنامج السياسي ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / لا اعتقد ان المشكلة يمكن اختزالها بشخوص محددين ، لاتزال هناك وكما قلت ازمة ثقة تترك بصماتها على تحديد الموقف ، البلد يعيش ظروف صعبة مما يجعل تحمل المسؤولية تتوزع نسبها على اكثر من ملف لايمكن ان ننظر الى المشكلة في العراق بمعزل عن الارهاب الذي نواجهه وعن ازمة الثقة بين كل الاطراف وليس طرف واحد وعن الموقف الاقليمي الضاغط على الشان العراقي او بمعزل عن دول الجوار على اختلاف ابعادها ، وكلٌ له وجهة نظر وينظر الى مصالحه بطريقة معينة ويعمل بها على الارض العراقية بطريقة خاصة من هنا وهناك ، كما لايمكن ان ننظر الى المشكلة في العراق بمعزل عن الظروف الدولية التي يعيشها البلد ، مسالة الشخوص واحدة من هذه المشاكل وليس كلها ، وانا اعتقد في مثل هذه الاجتماعات اذا بلورنا تصور كامل وحققنا الثقة بالمستوى المطلوب وعالجنا اشكاليات اساسية حينذاك يمكن النظر في اعادة صياغة الدولة واعتماد اشخاص اكفاء ، اليوم حينما تضع اليد على أي وزير فالجهة التي ينتمي اليها قد تشعر لوجود نية لاقصائها او تحجيم دورها وليس اقصاء شخص عليه مؤاخذات في مستوى كفاءته او ما الى ذلك .

نحن بحاجة الى وضع تصور كامل وان يشعر الجميع ان حقه محفوظ وهو مشارك مشاركة حقيقية وان المشكلة ليست في اقصاءه بقدر ما هو تحسين الاداء وتطويره كما ان الدولة العراقية اليوم مكبلة بالاف من الضوابط والمقررات والقوانين الجائرة التي صيغت على خلفية النظام الشمولي الديكتاتوري السابق وهي تتقاطع في الكثير من حالاتها مع الدستور ومبادئه وهذا ما يقوم مجلس النواب بالنظر فيه ( قرارت مجلس قيادة الثورة المنحل ) والغاءها لكي تكون منسجمة مع الثوابت والمباديء التي اعتمدت للوضع الجديد في البلاد .

المراسل / ما هي افاق العلاقة مع دول العالم ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة نحن نعطي اولوية للانفتاح على الدول العربية ، العراق بلد عربي في اغلبية سكانه ونحن معتزون بعروبتنا ونكن كل الحب والاحترام لاخوتنا الكرد والتركمان وويساورنا شعور خاص عندما يجري الحديث عن الاشقاء العرب في محيطه ، ولكن لايمكن ان ننكر ان الدول العربية لها هواجسها الخاصة من التجربة الجديدة في العراق على مستوى افرازاتها السياسية احياناً وعلى مستوى النظام التعددي بالطريقة التي صيغ بها الدستور والنظام السياسي في العراق من حيث طبيعة التغيير الذي طال نظام صدام وخصوصياته كما نحن بحاجة الى تعزيز التواصل واعطاء فرصة حقيقية للدول العربية الشقيقة لان تكون اقرب واكثر تفهماً لواقعنا العراقي ، نظرنا بايجابية كبيرة لمبادرات المملكة العربية السعودية في دراسة موضوعة فتح السفارة السعودية في العراق وكذلك مبادرة الامارات العربية المتحدة وكلنا امل ان ياتي ذلك اليوم الذي نجد سفارات كل الدول العربية ، فاعلة في العراق وهي فرصة لتفهم الظروف ، نعتقد ان كل الشخصيات العربية التي سنحت لها الفرصة لزيارة العراق وجلوسها مع كل العراقيين خرجت بحصيلة مختلفة عما هي عليه من بعيد ، نحن تواقون لتعزيز العلاقة مع الدول العربية الشقيقة ونشعر ان جزء من العلاقات ليست كما ينبغي والسبب في ذلك طبيعة النظرة التي كانت لهذه الدول تجاه المشروع العراقي والظروف والسياسات التي اعتمدت منها في التعامل مع الواقع العمراني ، ونحن نجد ان هناك احجاماً وضعفا في الانفتاح على الحكومة والمسؤولين والقوى السياسية الكبيرة ، فيما تستقبل شخصيات المعارضة على اعلى المستويات في هذه الدول ، مما يعطي ايحاء باننا مازلنا بحاجة لان نعمل بشكل اكبر لاقناع الدول العربية برغبتنا في الانفتاح عليها .

طبعا هناك دول اخرى حول العراق ، فتركيا وهي بلد كبير، وايران دولة كبيرة ايضاً ، ونحن في العراق الجديد نسعى لان نوازن في العلاقة الاقليمية ولا نستعدي احد وننفتح على جميع هذه الدول ونستثمر قدراتها الكبيرة بما يعزز التنمية الشاملة التي نطمح لها في العراق على مختلف الاصعدة

المراسل / اين وصلت المصالحة الوطنية ، وما هو تقييمكم لقرار مجلس الامن الدولي في توسيع صلاحيات الامم المتحدة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / بالنسبة للمصالحة ، المصالحة هي حالة معينة ومناخ عام يجب ان يحصل وليست مجموعة ممارسات ادارية ، فهي ليست وان كانت المؤتمرات يمكن ان تدخل كمفردات في ايجاد تلك الحالة والمناخ ، المصالحة هي ايجاد مناخ توافقي في البلد انا اعتقد ان تفكك المجموعات المسلحة وشعور جماعات سنية مسلحة بان القاعدة هي العدو الاول لها واصطفافها مع العملية السياسية يعبر عن تطور مهم ، التوافق الوطني الذي بدا يتطور بالتدريج حول حصر السلاح بيد الحكومة وعدم السماح بحمل السلاح ، وفرض الراي خارج السياقات القانونية هذا شيء مشجع لبناء عملية سياسية ناجحة ، كما أن انخفاض وتيرة العنف المتبادل الى مستويات كبيرة جداً والابتعاد عن اجواء التراشقات بين الطوائف الذي شهده عام 2006 يعتبر مؤشر اساسي ومهم في تقييمنا للوضع العام ، الرغبة الملحة في ان يجلس الجميع ويتحاوروا وينجحوا المشروع ، ليكون المشروع السياسي هو الاساس ، والمعترضون اليوم يستندوا الى هذه المادة او تلك من الدستور كان اصله في يوم ما مثار جدل ، اليوم اصبح الدستور مورد وفاق ، نختلف على مواد يراد تعديلها وتطويرها ونتفق على اساسياته ، وتستند عليه القوى السياسية في الاحتجاج على الاخرين في الاستدلال على صحة متبنيات كل طرف ، هذه كلها تطورات مهمة ، أضافة الى الانخفاض الكبير في العمليات الارهابية حسب التقارير التي نتلقاها من المؤسسة الامنية العراقية والقوات المتعددة الجنسيات ، اذن نحن ماضون في اتجاهات صحيحة ، وهناك انجازات تحصل ، وهناك ما يعكر الاجواء ، هناك مشاكل حقيقية تحتاج الى معالجة ووقفة حقيقية ، وهناك تطور في خلق مناخ التوافق الوطني والمصالحة التي نتحدث عنها ، اليوم هناك انفتاح على اوساط مسلحة وحديث معها ، في وقت لم يكن هذا الامر مقبولاً في الفترة الماضية وهناك بحث في سبل اشراكهم في العملية السياسية ، هذه كلها ايجابيات يجب ان تلحظ في اطار المصالحة الوطنية .

المراسل / ما هي المعوقات التي تعترض عملية المصالحة الوطنية ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / جزء من هذه المعوقات هو الغموض في مستوى الرغبة لبعض الإطراف في الإيمان بالعملية السياسية والاندماج بها والقبول بمبدأ التعددية والتداول السلمي للسلطة وما الى ذلك ، وفي بعض الأحيان يتلقى الإنسان مطالب تتحدث عن العودة للمربع الأول وعن نسف العملية السياسية بكل مكاسبها ، هذه النبرة وهذه المطلبية بهذا المستوى هي واحدة من المشاكل ، وعندما تحصل قناعة وتفهم عند الجميع لحقوق ودور الأخر وكل يبحث عن دوره في أطار الصورة المتكاملة لادوار الجميع ، في ذلك اليوم سنكون قد اقتربنا كثيراً من مناخات المصالحة الحقيقية ، ومادام نبرة التأمر الاستفراد واستعادة الحكم من أوساط معينة والانقضاض على العملية السياسية برمتها و عدم القبول بالاخر فهو مثار قلق ، نسمع من البعض انه يتهم طائفة تمثل الأغلبية في العراق بالصفوية وانها من خارج الحدود ويتهم قومية بأكملها بأنهم صهاينة او مرتدون ، وفي هذه الحالة يقصي أكثرية الشعب العراقي ولايعترف بهم كعراقيين او شركاء على هذه الأرض طبعاً هذه الأجواء قد لاتساعد كثيراً على خلق رأي عام يساند عملية المصالحة والوفاق الوطني .

الخطاب التحريضي ووسائل الأعلام المحلية والعربية والتي لها تأثير على الرأي العام العراقي هذه النبرة التحريضية الانقسامية التي تستحضر المشكلة وتعمق الفجوة بين الناس على خلفيات طائفية او قومية مشكلة لازلنا نواجهها اليوم في العراق .

السياسي ليس بمعزل عن جمهوره فعندما يكون الرأي العام رأي مشجع ومساند للحالة التوافقية بالتأكيد ستكون هناك فرص أفضل للمضي قدماً في هذا المشروع ، وحينما يرى السياسي ان الجمهور لايدعمه ولا يشاطره ولا يسانده كثيراً في هذه الاجواء يبقى حذراً ، والنتيجة ان الكل يتطلع الى ان لا يفقد جسوره مع الجمهور ومع القاعدة التي صوتت له وان يلبي مطاليبها ويحترم رايها ويفكر بالفرص الانتخابية القادمة .

المراسل / لو طلب عزّة الدوري الانخراط في العملية السياسية ، ما هو رايكم ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / من الواضح ان امثال الدوري المتوغلين بالدم العراقي والمسؤولين بشكل مباشر عن معاناة هذا الشعب على مدار عقود من الزمن ، لا توجد هناك فرص حقيقية للحوار معه ، وحزب البعث كحزب ورؤية اصبح حزباً منحلاً ومحظوراً في العراق بحسب الدستور العراقي ، نحن نتحدث مع اناس يؤمنون بالعملية السياسية يؤمنون بالشراكة ، يؤمنون بالراي الاخر ، ولم يرتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي و مستعدين ان ينضموا ضمن هذا الاطار ويتكيفوا مع هذا الواقع ، وما رايناه في خطاب الدوري وامثاله من الزمر الصدامية هولاء لديهم نظرة الاستفراد واستعادة الحكم والتامر والانقلابات العسكرية ، لا يؤمنون بتعددية حقيقية ولا راي اخر ولا اعتقد ان هناك فرصاً جادة للصداميين وان هناك حواجز دستورية في الانفتاح على مثل هذه الاوساط ، نحن نتحدث عن اناس كثيرين من الممكن ان يكونوا قد حملوا السلاح لانهم لم يحصلوا على فرص كافية للمشاركة ، او كانت لهم وجهة نظر حول الوجود العسكري الاجنبي في العراق واليوم طوروا رؤيتهم واصبحوا قادرين على ان يشاركوا العراقيين في استعادة السيادة عبر المشاركة السياسية .

المراسل / هناك الالاف من البعثيين الذين شكلوا جماعات مسلحة في العراق اليوم يقاتلون القاعدة بدعم من القوات الامريكية وبغطاء حكومي ، وهناك الالاف انخرطوا في صفوف الجيش العراقي والشرطة ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / كانت لنا رؤية واضحة ولا زالت ، وشجعنا الحكومة ان تنتهج هذا المنهج ، اولاً التقييم الدقيق لهولاء والتاكد من ولاءهم للوطن والعملية السياسية وايمانهم بمتبنيات العراق الجديد والحكومة تتحمل تطبيق مثل هذه المفاهيم .

ثانياً . ان لا يكون دخول هولاء الى المؤسسة الامنية كمجموعات ، نتحدث اليوم عن تطهير المؤسسة الامنية من ميليشيات او مجموعات محددة ، فكيف نسمح في نفس الوقت بادخال مجموعات اخرى الى المؤسسة الامنية العراقية ، هذه ازدواجية مرفوضة ، يجب ادخالهم كافراد اذا احرز ولاءهم الكامل للعراق ، هذا ايضاً مطلب اساسي بحسب تقديرنا ، وكنا دوماً حذرين وقلقين مما يشاع عن تسليح عشوائي وكبير لمثل هذه المجموعات تحت يافطة ملاحقة القاعدة ، لنفرض الان ان القاعدة اقصيت فيجب ان ننظر الى ما بعد ذلك الى الغد كيف سيتعامل هؤلاء ، هل سيتكيفون مع النظام السياسي ومع المؤسسة الامنية العراقية ويحترمون دولة القانون او سييتحولوا الى ميليشيا جديدة تضيف ازمة اخرى الى الازمات التي نعيشها في البلاد وتكون لهم الرغبة في الهيمنه والتسلط وملاحقة المواطنيين واخضاعهم لاراءهم الخاصة في هذه المنطقة او تلك وعندها نكون قد تخلصنا من مشكلة ووقعنا في اخرى .

المراسل / ماذا عن التكتل الرباعي ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هو ليس تكتلاً وليس رباعياً ، هو اتفاق القوى السياسية هكذا اسمه وكنا حريصين وواضحين واخترنا بدقه هذا الاسم ولم نقل جبهه ولم نقل تكتل ولم نقل معتدلين او ما الى ذلك وكنا نتمنى ان تكون الخطوة الاولى توقيع خمس قوى ، القوى الاربعة والحزب الاسلامي ولكن الاخوة في الحزب الاسلامي وبعد جهد جهيد وحوارات مطولة لم تحصل لهم القناعة الكافية للانضمام في هذه المرحلة وكلنا امل في ان تحصل وتتراكم عندهم القناعات وينضموا في مرحلة لاحقة .

ان انطلاقنا من قوى محدودة لانه كان لابد لنا ان ننطلق من ركيزة لتحديد مباديء وتصورات ورؤى واطار واضح ثم نعرضه على القوى الاخرى لتنضم وتتوسع وتتحول الى جبهة وطنية شاملة فهو اتفاق وهو بخطواته الاولى وهو لتوسيع المشاركة وليس لتضييقها ،وهو لتعزيز المشاركة وليس الحد منها وهو لتثبيت الكتل البرلمانية التي تنتمي اليها هذه القوى وليس الانشقاق من تلك الكتل وتعزيز لادوارها في الحكومة والبرلمان ، وهو ياتي في اطار اعادة الحيوية لحكومة الوحدة الوطنية وتفعيلها وليس الذهاب الى حكومة الاكثرية البرلمانية او ما الى ذلك كما يقال .

المراسل / يقال ان هناك هواجس وخطة استباقية لما قد يحصل بعد انسحاب امريكي او شعور بخطر داخلي هو السبب في ذلك الاتفاق ؟

ساحة السيد عمار الحكيم / كما اشرتم هذه القوى كانت دوماً قريبة من بعضها البعض ، هي وقوى وطنية اخرى كان لها دور في عملية التغيير وكان لها دور وفي بناء العملية السياسية من مجلس الحكم حتى وقتنا الحاضر بكل مافيه من مكاسب حقيقية للشعب العراقي وليس جديداً ان تجتمع هذه القوى كما ان فكرة هذا الاتفاق هي ليست وليدة اليوم وانما بحثت لاشهر عديدة وانتظرنا طويلاً لاقناع الاخوة في الحزب الاسلامي واخرين حتى تكون كل الوان الطيف العراقي وباقة الورد العراقية حاضرة ، وبعد ان لا حظنا وضوح لدى بعض الاطراف في تاجيل الانضمام الى مراحل لاحقة ، لاحظنا ان من الاهمية بمكان اتخاذ مثل هذا الموقف لتفعيل البرلمان والحكومة وتعزيز المشاركة .

نحن ندرس المتغيرات بعمق وبشكل جاد ونقوم بالخطوات المناسبة لصيانة وحماية مشروعنا السياسي ومكتسباتنا ، وهذا حق طبيعي اما ان يكون التفكير بهذا الامر هو استباق لخيارات قد تنفتح في المستقبل ، فليس هذه هي المبررات لهذا الاتفاق السياسي .

المراسل / هل المشتركات بين عائلتي الحكيم والصدر تزداد وتتقارب ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / هذه الاسر هي اسر علمية عريقة لها تاريخ طويل في العمل المشترك والالتزامات المشتركة وهناك المصاهرة والعلاقات العلمية بين هذه الاسر ، ومن المعروف ان الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان تلميذاً لدى الامام السيد محسن الحكيم ، وشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ووالدي السيد عبد العزيز الحكيم كانا تلميذين لدى السيد محمد باقر الصدر ، ووالدي كان ايضاً تلميذاً لدى السيد محمد محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى الصدر ، اذن هناك علاقات واواصر على مستوى الهموم الاجتماعية والحالة العلمية والثقافية ، اما بالنسبة للحالة السياسية فقد تكون هناك اكثر من رؤية في تشخيص الاشكاليات والاولويات والحلول والمعالجات للمشاكل ، وهذه قضية لا ترتبط بتنافس اسري كما يحاول البعض تصويره ، على المستوى الخاص هناك علاقات طيبة ، هناك ترابط اسري ، بالنسبة لي والدتي من اسرة الصدر وابي من اسرة الحكيم ، هناك اواصر حقيقية وتزاور وكذلك على المستوى السياسي فنحن ضمن الائتلاف نتعامل بكل جدية مع الاخوة في التيار الصدري هناك اجتماعات وعمل مشترك وهناك ايضاً اختلافات في وجهات النظر فيما يخص المشروع السياسي في العراق في تشخيص الاولويات والمعالجات للمشاكل التي نعيشها ، احياناً يتكون في الحزب الواحد اكثر من رؤية واكثر من تصور وهي لاتنم عن تنافس اسري وحزبي والشعب العراقي هو الذي يجب ان يختار ويعطي الثقة لمن يشاء من قوى وبرامج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك