الصفحة الإسلامية

اشارات السيد مصطفى الخميني قدس سره عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 17)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: أسماؤه المعروفة أربعة منها الكتاب: كما في آيات منها "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" (البقرة 2)، و "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ" (ال عمران 3). قال أبو الحسن ابن الحصار في كتابه (الناسخ والمنسوخ): المدني بالاتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكي بالاتفاق، وهي: 1 - البقرة 2 - آل عمران 3 - النساء 4 - المائدة 5 - الأنفال 6 - التوبة 7 - النور 8 - الأحزاب 9 - محمد 10 - الفتح 11 - الحجرات 12 - الحديد 13 - المجادلة 14 - الحشر 15 - الممتحنة 16 - الجمعة 17 - المنافقون 18 - الطلاق 19 - التحريم 20 - "إذا جاء نصر الله" (النصر 1). ووافقه على جميعها في ذلك أبو بكر ابن الأنباري (المتوفى 328)، ومحمد بن القاسم إلا في الأنفال، وأبو عبيدة القاسم بن سلام (المتوفى 334) في " فضائل القرآن " إلا في الحجرات والجمعة والمنافقون، وصاحب الفهرست محمد بن إسحاق (المتوفى 385) برواية محمد بن نعمان بن بشير المذكورة في (أول ما نزل من القرآن) إلا في الأحزاب. فالمتفق عليه بين هؤلاء الأربعة - الذين اشتهر صيتهم بين الأفاضل والأعلام - خمسة عشر سورة مما ذكره أبو الحسن في كتابه (الناسخ والمنسوخ). والمختلف فيه خمسة: الأنفال، خالف فيها ابن الأنباري، والحجرات والجمعة والمنافقون، خالف فيها أبو عبيدة، والأحزاب، خالف فيها صاحب الفهرست.

 

جاء في کتاب ثلاث رسائل العوائد والفوائد للسيد مصطفى الخميني: في السؤال عن الله سألته عن الله؟ قال: من نظر فيه هلك. قلت: زدني بيانا. قال: كيف يصل إليه من هو بذاته دونه. قلت: زدني بيانا. قال: "هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا" (البقرة 29). قلت: زدني بيانا. قال: "هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء" (ال عمران 6). حول الثواب والعقاب لو كان حديث عقاب الاعمال وثوابها ما حدثت به الفلاسفة المشاؤون ببراهينهم الظنية، والاشراقيون بوارداتهم القلبية، وأصحاب الحكمة المتعا لية بهما: من أنهما تبعات الاعمال والصفات والذات، وتنقسم إلى جحيم الافعال والصفات والذات، وجنة الذات وهكذا، على ما شرحه الراسخون فيها، ومنهم الوالد المحقق مد ظله في بعض كتبه القيمة حفظه الله تعا لى ورده إلى وطنه سريعا عاجلا سا لما غانما على ملك لا ينبغي لاحد من بعده حتى يحيي به الاسلام بعد موته والروحانيين بعد فنائهم واضمحلالهم - من غير فرق بين القول بانحصارهما فيها، أو القول بالجمع بينها وبين ما يقول أصحاب الاخبار وأرباب الفتوى والاجتهاد ومتكلمي الشيعة حديثا وقديما، من الجعا لة كما اقتضته الايات الكثيرة والروايات المتواترة، لما كان يبقى الخفاء في ذلك، للزوم إعلام الشريعة بمثل تلك التبعات على وجه لا يخفى على الاصاغر من العوام، فضلا عن الاعلام من العلماء، فإن القيام بإعلان مثل ذلك من أهم الوظائف الالهية، لان نتيجة ذلك أن العقاب أمر قهري لا فرار منه، والشفاعة لا تورث إلا التعجيل، وهذا أمر لا يجوز على النبي والهداة من بعده عقلا، الاتكال في إفهامه على بعض الظواهر من الايات وبعض النصوص من الروايات، بل الواجب عقلا عليهم القيام بإعلامه في كل ليل ونهار، والتصريح بذلك في النصوص القرآنية والسنة النبوية والعلوية كرارا فوق التكرار، فالاتكال على مثل قوله تعا لى: "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا" (ال عمران 30) وأمثال ذلك مما لا تتجاوز عدد الاصابع، غير تام، مع معارضتها بالايات الكثيرة الظاهرة المنصوصة في الجعا لة، وأنهما مجعولان على الاعمال الخيرة والشرة، مع أن تلك الايات لا تدل على أن العقاب والثواب كذلك، فإن حضور المعمول خيرا وشرا بنفسهما لا يورثان الثواب والعقاب بحصولهما، بل ذلك في حكم الشاهد، وأنه مما لا يخفى على العباد يوم المعاد، وأما تأذي العامل بتلك الصورة المؤذية التابعة للعمل السوء، وهي هو في تلك النشأة، وتنعم العامل بتلك الصورة الملذة التابعة للاعمال الحسنة، بل هي هي في تلك الدار، فلا دلالة لها عليهما. بل الغاية دلالتها على عدم خفاء شئ حتى ينكر الناس ما صنعوا من الشر، وهذا من الاثار الحاصلة، لان تلك الدار مقام جمع الاشياء، بخلاف هذه الدار، ولكن كون العقاب والثواب من التبعات، حتى نحتاج إلى صرف الادلة الاخرى عن مصيرها - على ما تقرر في الكتب التفسيرية أحيانا، وبعض الكتب العقلية، مثل الاسفار.

 

جاء في کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: حول كلمة (البسملة) قد تعارف استعمال كلمة (البسملة) بين المفسرين وغيرهم، وهي لا توجد في رواياتنا وروايات أهل السنة حسب ما تفحصت عنها، فهل يجوز أم لا؟ وجهان لا يبعد الأول. وعن الماوردي: (ويقال لمن قال: (بسم الله) مبسمل، وهي لغة مولدة، وقد جاءت في الشعر: لقد بسملت ليلى غداة لقيتها * فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل) وظاهره والآخرين على أنه مخفف بسم الله، أو مصدر جعلي، والذي هو الأقرب أنه مخفف "بسم الله الرحمن الرحيم". فما عن ابن السكيت والمطرز والثعالبي وغيرهم من أهل اللغة: بسمل الرجل، إذا قال: (بسم الله) أو (قد أكثرت البسملة، أي قول: بسم الله)، غير صواب، إلا أن يريدوا منه "بسم الله الرحمن الرحيم"، بل هي نظير الحوقلة و الحوللة والبسملة والحمدلة، مصادر جعلية، أو تخفيف في اللفظ، بل قيل: حيفل إذا قال: حي على الفلاح، وحيصل وجعفل إذا قال: حي على الصلاة، وجعلت فداك، وطبقل ودمعز إذا قال: أطال الله بقاك، وأدام الله عزك. فبالجملة: نظير ذلك في الكتاب قوله تعالى: "القناطير المقنطرة" (ال عمران 14)، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (جنود مجندة) من المصادر الاتخاذية لغرض. وهي سماعية أو يجوز ذلك إذا حسن الاستعمال، فلا يقف على ما اقتصروا عليه، فإن كل شئ في طريق الاستكمال والكمال.

 

قال الله سبحانه وتعالى "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُواْ الْعِلْمِ قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم" (آل عمران 18) جاء في کتاب تحريرات في الأصول للسيد مصطفى الخميني: جهاده السياسي‌: لا بدّ للمسلم المجاهد من علم بما يجاهد لأجله، و بالمحيط الّذي يجاهد فيه، و بالعدو الّذي يجاهده، كما لا بدّ أن يمتلك الأداة التي يجاهد بها؛ من قوة مادّية و معنوية، و قبل ذلك أو مع ذلك لا بدّ له من قائد حكيم يؤمن بقيادته إيمانا مطلقا. لقد توافرت لسيّدنا الشهيد كلّ هذه المقوّمات التي صنعت منه مجاهدا عظيما يعيش همّ الإسلام و المسلمين حتّى تكلّلت حياته بالشهادة ذلك الوسام الإلهيّ العظيم. لقد كان (رحمه اللَّه) عالما بالشريعة الإسلامية، الخاتمة التي يجاهد من أجلها و كان‌ مجتهدا فيها أصولا و فروعا. و كان يعيش هموم المسلمين عن قرب و تفاعل، و محيطا بمؤامرات العدوّ على الأمّة الإسلامية بتفصيل و تتبّع، و كان يمتلك مع ذلك الشجاعة و الإيمان و الأعوان، و كان كلّ ذلك بفضل والده العظيم الّذي أحسن تربيته و وفّر له مقوّمات المجاهد الشجاع، و كان (رحمه اللَّه) يؤمن بقيادة والده العظيم و حكمته إيمانا مطلقا، و قد غذّاه والده الحكيم منذ نعومة أظفاره بالعلم و التقوي، و أنشأه على فهم الإسلام الحقيقي الناصع و شموليته و كماله و أصلحيته لقيادة الناس إلى مرفإ الأمن و السلام و السعادة في الدنيا و الآخرة و علّمه منذ أوائل صباه أنّ السياسة جزء لا يتجزّأ من الإسلام؛ سياسة محمد و عليّ صلوات اللّه عليهما و آلهما، و ليست سياسة الأبالسة و الطغاة، سياسة الحق و العدل و الخير لعموم البشر، و ليس سياسة الختل و الخداع و الظلم و الضلال. علّمه و هو صبيّ يافع ذكيّ متفتّح أنّ قيادة الناس و حكم البلاد فرض على عاتق الفقهاء العدول الأكفّاء في عصر الغيبة الكبرى، و لا بد للمسلمين أن يلقوا لهم بالقياد، و أن يذعنوا لهم بالطاعة و الانقياد؛ حتّى يقودوهم لما فيه رضا بارئهم و سعادتهم، و عليهم أن يجاهدوا في سبيل اللّه تحت قيادتهم؛ حتى يرغموا أنوف الطغاة و ينتصر الإسلام و تكون كلمة اللّه هي العليا في الأرض كما في السماء. لقد كان الشهيد السعيد ترجمانا صادقا لآراء والده العظيم و معتقداته كما كان ساعده الفتي و مساعده الأمين في جهاده العظيم و نهضته الإسلاميّة المباركة. و يتبيّن لك صدق ما سمعت من خلال مواقفه السياسية الجهادية التي وقفها.

 

وعن تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: كلمة (لقي) لقي يلقاه لقاء: استقبله، وقيل: صادفه ورآه. وفي (المحيط ): اللقاء يكون بموعد وغير موعد، فإذا كان بغير موعد سمي مفاجأة ومصادفة. وفي (المفردات): اللقاء: مقابلة الشئ ومصادفته معا، وقد يعبر به عن كل واحد منهما، ويقال ذلك في الإدراك بالحس وبالبصر وبالبصيرة. انتهى. والذي يظهر لي بعد الدقة والرجوع إلى موارد الاستعمال: أن ما في اللغة من تفسيره بالاستقبال في غير محله، ولا يعتبر كون طرف اللقاء من المحسوس بالحواس الظاهرة، ومنه قوله تعالى: "لقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه" (ال عمران 143). ومن هنا يظهر ما في تأويلهم لقاء الله: من أنه من لقاء اليوم الآخر ويوم التلاق، وسوف يظهر تمام الكلام حول هذه الجهة في ذيل الآيات المناسبة. وما في (المحيط) وغيره: من تفسير الملاقاة واللقاء بالمصادفة، غلط جدا، فإن التصادف صفة السبب، واللقاء حاصل منه، فيقال: اللقاء الذي حصل صدفة كان كذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك