الصفحة الإسلامية

اشارات السيد مصطفى الخميني قدس سره عن القرآن الكريم من سورة الفاتحة (ح 16)

116 2025-01-11

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: من طريقنا ما أخرجه الطوسي قدس سره بإسناده المعتبر عن الخزاز، عن ابن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السبع المثاني والقرآن العظيم، أهي الفاتحة؟ قال: " نعم ". قلت: "بسم الله الرحمن الرحيم" (الفاتحة 1) من السبع المثاني؟ قال: (نعم هي أفضلهن). وما أخرجه الصدوق في سند معتبر عن ابن أذينة، وفيه: (فمن أجل ذلك جعل "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل سورة. ولعمري إن الخبر المعتبر الظاهر في المراد ينحصر بالأول. وما أورده (الوسائل) في الباب الحادي عشر من الأخبار أكثرها تدل على أنها من الكتاب، أو على وجوب قراءتها مثلا مع السورة. نعم روايتان اخريان تدلان على أنها منها، إلا أنهما غير نقيتي السند إن لم نقل بأن سند الشيخ إلى الخزاز فيه العباس وهو مشترك إلا أن ظاهره هو ابن المعروف. والله العالم. أحاديث الجماعة ومن طريقهم ما يدل صريحا على الجزئية ما أخرجه الدارقطني عن أبي هريرة، ومسلم عن أنس، والبيهقي عن ابن عباس، وهكذا ابن خزيمة، و (مستدرك) الحاكم عن سعيد بن جبير، وفي الكل ما يدل على أنها من الفاتحة. أما الروايات الأخر المستدل بها على الجزئية، فهي تدل على أنها من الكتاب والقرآن. وهذا الخلط بين المسألتين خفي على أعلام المفسرين من الخاصة والعامة إلى عصرنا هذا، مع أن ما يدل على أنه من الكتاب يشعر بنفي جزئيتها للفاتحة، كما لا يخفى. أحاديث يستدل بها على أنها ليست منها أما من طريقنا فلم نجد إلا ما رواه العياشي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يا جابر، ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله تعالى في كتابه؟ فقال جابر: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله علمنيها. قال: فعلمه الحمد لله أم الكتاب " الحديث. وفي (الكافي) عن الصادق عليه السلام: (لا تكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" لفلان، ولا بأس أن تكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" على ظهر الكتاب). استحباب تجويد كتابة البسملة (أصول الكافي) بسنده عن الصادق عليه السلام: (اكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" من أجود كتابك، ولا تمد الباء حتى تمد السين). وقضية ذلك استحباب تجويد كتابة البسملة وكراهة مد البسملة، ولا يختص هذا ببسملة الفاتحة، وهكذا بعض ما سبق.

 

عن كتاب بصر الهدى للسيد مصطفى الخميني: العبادة الخالصة: اعلم يا أخا الحقيقة ويا قرّة عيني العزيز، أنّك إذا تأمّلت بعين الإنصاف، وحسن البصيرة، أنّ الّذي تصدّى لتربيتك، والّذي خلقك، وأحسن خلقك، وأرسل إليك الأسباب الباطنيّة والظاهريّة، لإخراجك من الظّلمات إلى النّور، ومن الأدناس للتخلّق بأخلاقه، إنّه هو الرّحمن الرّحيم بجميع الخلائق والعوالم، وإنّه ربّ العالَمين، الغيب والشهود، وإنّه مالك يوم الدّين في الدّنيا والآخرة، وإنّ بيده كلّ شيءٍ، وإليه يرجع كلّ شيءٍ، وإنّه الكمال كلّه وكلّه الكمال، والجمال كلّه وكلّه الجمال، ولا كمال ولا جمال إلا كماله وجماله. فعندما تيقّنت بذلك، وبلغت إلى شهوده في تلك المراحل والمنازل، فهل تقول: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ" (الفاتحة 4) كذباً وافتراءً؟، ولتكن في حذرٍ من ذلك، فعليك بالاجتهاد والجدّ في الوصول إلى غاية المأمول لأصحاب العقول والإيقان، ولأرباب الشّهود والعرفان، وهو أن تقول: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ" (الفاتحة 4) خالصاً، ولا شيء وراءه في هذه العبادة والطّاعة في جميع الحلقات المحيطة بها، ولا تخطر في قلبك من أحدٍ شيئاً، ولا تخاف من غير العزيز الجبّار، المنطوي في جبروته مالكيّة غيره، وقاهريّة سواه، فبعد الإقرار والاعتراف بتلك الحقائق والرّقائق، وبعد الإذعان بأنّ ربّ السّماوات العلى والأرضين السّفلى، هو الحميد الغنيّ، وهو المالك، وهو الرّحمن الرّحيم، فلا يجوز في شرع الحقيقة والعرفان اشراك غيره في عبادته بأيّ وجهٍ كانت الشّركة، وهكذا الاستعانة بغيره، بل يرى في هذا الموقف أنّه لا يتمكّن الفقير من إعانة الفقير، والممكن من إعانة الممكن. فإذا وصل القارئ السّالك إلى هذا المقام، وهو مقام الجمع بين الغيب والشّهود، ومقام الأنس مع الرّبّ الودود، فيترنّم بقوله: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة 4) حاصراً ذلك فيه، وإن لم يكن التّقديم للحصر، ولكنّه يجب عليه إرادة الحصر وقصد الانحصار، بل العبد السّالك الفاني عن تعيّنات المادّة، وحدود الشّهوات والمدّة، لا بدّ وأن يسعى في المقامات الأخر الخاصّة بالعارفين بالله، والكاملين في ذات الله، والمخلصين في توحيد الله، وكلّ ذلك رشحٌ من رشحات معرفته بالله في التّوحيدات الثّلاثة، التّوحيد الذاتيّ والصّفاتيّ والأفعاليّ، فإنّ التوحيد في العبادة ظلّ هذه التّوحيدات وصورة تلك الوحدات، وعليك بالتّجريد والتّفريد أوّلاً وبالشّهود والعرفان ثانياً، حتّى يتمكّن العبد من توحيده في العبادة على الوجه اللّائق به، وإن حكي عن سيّد البشر صلى الله عليه وآله وسلم: (أنت كما أثنيت على نفسك، ما عبدناك حقّ عبوديتك، وما عرفناك حقّ معرفتك).

 

وعن کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: استحباب الابتداء بالبسملة ندب الشرع إلى ذكر البسملة في أول كل فعل كالأكل والشرب والنحر والجماع والطهارة وركوب البحر وغير ذلك من الأفعال، حتى ورد عن ابن بابويه، عن (التفسير المنسوب إلى الإمام عليه السلام) في حديث طويل: (فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم "بسم الله الرحمن الرحيم")، وفي التفسير المزبور، قال: قال الصادق عليه السلام في حديث طويل: (أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني عن الله عز وجل أنه قال: كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله فهو أبتر)، و (الكافي) مسندا عن الباقر عليه السلام: (لا تدعها ولو كان بعده شعر). ومن العجيب أن العامة مع قولهم باستحباب ذلك عند كل فعل، تركها في الفريضة بعضهم، كما لك وأصحابه، وفي السورة بعض آخر كأبي حنيفة. وفي تفسير العياشي عن أبي حمزة، عن جعفر عليه السلام قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجهر ب‌ "بسم الله الرحمن الرحيم" ويرفع صوته بها، فإذا سمع المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله "وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا" (الاسراء 46)). ومن العجيب ما أفتى به أبو حنيفة من إيجاب الإسرار بها في الجهرية والإخفاتية، وبه قال الثوري، وروي ذلك عن عمر وابن مسعود وعمار وابن الزبير، وهو قول الحكم وحماد، وبه قال أحمد بن حنبل وأبو عبيد، وروي ذلك عن الأوزاعي أيضا، وحكاه أبو عمر بن عبد البر في (الاستذكار). ولأجل اشتهار هذه الفتوى قيل: إن الجهر بها في الإخفاتية للمأموم مشكل، لأن المطلقات من أحاديثنا ناظرة إلى رأيهم، فيشكل انعقاد الإطلاق لها بالنسبة إلى الجهرية.

 

جاء في کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: فيما ورد من الآثار الناطقة بفضلها وهي تشتمل على خصوصيات اخر نشير إلى جملة منها: 1 - عن " الكافي " مسندا عن الصادق عليه السلام: (لا تكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" لفلان، ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان). 2 - عنه مسندا عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام (احتجبوا من الناس كلهم ب‌ "بسم الله الرحمن الرحيم" وب‌ "قل هو الله أحد" إقرأها عن يمينك وعن شمالك، ومن بين يديك ومن خلفك، ومن فوقك ومن تحتك، فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات، واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده). 3 - وعنه عن الصادق عليه السلام في حديث: (ولربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره "بسم الله الرحمن الرحيم" فيمتحنه الله عز وجل بمكره، لينتبه على شكر الله تبارك وتعالى والثناء عليه، ويمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"). 4 - في (التهذيب) مسندا عنه، عن أبيه قال: ("بسم الله الرحمن الرحيم" أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها). 5 - " مهج الدعوات " عنه عليه السلام أنه قال: ("بسم الله الرحمن الرحيم" اسم الله الأكبر، أو قال: الأعظم)، وبرواية ابن عباس قال صلى الله عليه وآله وسلم: ("بسم الله الرحمن الرحيم" اسم من أسماء الله الأكبر، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها). 6 - قال سعيد بن أبي سكينة: بلغني أن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) نظر إلى رجل يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال له: (جودها، إن رجلا جودها فغفر الله له). هذا ما أخرجه كتب العامة، وهكذا ما بعده. 7 - وقال أيضا: (وبلغني أن رجلا نظر إلى قرطاس فيه "بسم الله الرحمن الرحيم" فقبله ووضعه على عينيه، فغفر له)، ومن هذا المعنى قصة بشر الحافي. 8- أخرج النسائي عن أبي المليح، عمن ردف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا عثرت بك الدابة فلا تقل (تعس الشيطان)، فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: (بقوته صنعته)، ولكن قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب). 9 - وفي رواياتنا ورواياتهم عن علي بن الحسين وغيره عليهم السلام في تفسير قوله تعالى: "وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا" (الاسراء 46) قال: (معناه "بسم الله الرحمن الرحيم"). 10 - أخرج وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: (من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر، فليقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم"، ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جنة من كل واحد). فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة أهل النار الذين قال الله فيهم "عليها تسعة عشر" (المدثر 30)، هم يقولون في كل أفعالهم: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فمن هنا لك هي قوتهم وببسم الله استضلعوا. المسألة السادسة حول كلمة (البسملة) قد تعارف استعمال كلمة (البسملة) بين المفسرين وغيرهم، وهي لا توجد في رواياتنا وروايات أهل السنة حسب ما تفحصت عنها، فهل يجوز أم لا؟ وجهان لا يبعد الأول. وعن الماوردي: (ويقال لمن قال: (بسم الله) مبسمل، وهي لغة مولدة، وقد جاءت في الشعر: لقد بسملت ليلى غداة لقيتها * فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل) وظاهره والآخرين على أنه مخفف بسم الله، أو مصدر جعلي، والذي هو الأقرب أنه مخفف "بسم الله الرحمن الرحيم". فما عن ابن السكيت والمطرز والثعالبي وغيرهم من أهل اللغة: بسمل الرجل، إذا قال: (بسم الله) أو (قد أكثرت البسملة، أي قول: بسم الله)، غير صواب، إلا أن يريدوا منه "بسم الله الرحمن الرحيم"، بل هي نظير الحوقلة و الحوللة والبسملة والحمدلة، مصادر جعلية، أو تخفيف في اللفظ، بل قيل: حيفل إذا قال: حي على الفلاح، وحيصل وجعفل إذا قال: حي على الصلاة، وجعلت فداك، وطبقل ودمعز إذا قال: أطال الله بقاك، وأدام الله عزك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك