لم يبق الكثير.. مجرد لمسات لإخراج اتفاق طال انتظاره إلى النور، وحتى يتم ذلك ستبقى الصورة مخبأةً وراء جدار.. هو دأب الدبلوماسيين على إخفائهم خلف الابتسامات حقائق لا تعلن إلا في الوقت الضائع.
يقول لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا "نحن ندخل في المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراتونية.. أعتقد ذلك.. فرنسا اختارت خط الحزم البناء ونأمل أن يسمح لنا ذلك بالتوصل الآن وبسرعة إلى نتيجة مرضية".
طويلاً كان فابيوس أكثر المتشائمين، لكنه لم يعد كذلك، فالاتفاق أضحى أمراً واقعاً وإن كان لا يزال بحاجة إلى نقاط سياسية يسيرة وهامة تحتاج اجتماع الوزراء.
يقول جون كيري وزير الخارجية الأميركي "الأمور جيدة جداً وإيجابية.. أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقة، لذا سأقول إنه ما زال لدينا بعض الأشياء الصعبة لننجزها، وأنا لا أزال متفائلاً".
وصل وزير الخارجية الروسي إلى فيينا، لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قرر أن يغادر، وفي القصر كانت أوراق الإتفاق المئة توزع على الوفود للتدقيق وإعادة القراءة.
بينما يقول مصدر دبلوماسي إن ما تبقى من نقاط عالقة ينتظر قرارات أميركية، وأن آليات اتخاذ القرار الأميركية بطيئة بعض الشيء، مصدر دبلوماسي آخر يقول إن الإتفاق في متناول اليد، لكنه يحتاج إلى بضعة قرارات سياسية.
كل شيء جاهز للاتفاق، اللهم إلا الاتفاق بحد ذاته، ولذلك لن يكون بالإمكان توقع متى سيكون، و الـ "متى" مجهولةٌ حتى لدى أصحاب الأمر، ومن يدعي معرفة التوقيت جاز فيه القول، كذب الوقاتون.
https://telegram.me/buratha