المقالات

أزمة الأغلبية المغلوبة /

688 10:53:00 2010-07-22

حافظ آل بشارة

سؤال كبير يتبلور عن الحدث العراقي في كل لحظة تمر ، السؤال : هل ان ظهور كتلة ساحقة عقب الانتخابات كان سيجنب البلاد الوقوع في الازمة السياسية ؟ والجواب : نعم ، والسؤال الثاني لماذا لم تظهر تلك الكتلة الساحقة وجاءت النتائج متقاربة بالشكل الذي يعيق أي طرف عن تشكيل الحكومة لوحده ، والجواب هو ان ظهور الكتل الكبرى مرتبط عادة بسنن اجتماعية واعتبارات تأريخية ، لدينا أغلبية شعبية مستهدفة ومظلومة دفعت اثمانا باهضة في مواجهة نظام الحكم القمعي السابق ومشكلة هذه الاغلبية هي ضعف وتشتت تمثيلها السياسي قبل السقوط وبعده ، تمثيل لا ينسجم مع حجمها وقوة حضورها ودورها التأريخي ومطالبها المشروعة ، والذي حصل في الدورة الانتخابية الراهنة دليل على ذلك الضعف والتشتت ، منذ الآن ربما تلعب الهزائم دورها الأيجابي في التشجيع على المراجعة وبعث صحوة تنظيمية جامعة تغادر الأطر السابقة وتتخلى عن الاساليب القديمة ، بمراجعة محطات الفشل يمكن تسجيل كل الاساليب الخاطئة التي استخدمت سابقا وأبرزها محاولات بعض الأوساط القيادية الجمع بين نموذج التنظيم الحركي الحديث و نموذج العمل المتخلف الموغل في الرمزية واتخاذ الحواشي وهما نقيضان لايجتمعان ، لا بد من توحيد هوية الحركة السياسية واطارها العقيدي ، يضاف الى ذلك القصور في فهم قوانين الصراع السياسي وكيف يكون مطلوبا من الحزب أن يدخل صراعا على السلطة ولكنه في الوقت نفسه لايفقد القيم المعنوية التي ينادي بها فالسلطة مطلوبة عرضا لتفعيل وتطبيق المتبنيات وتحقيق قيم العدل والخير ، كما ان هناك تهاونا في مسايرة وفهم السباق السياسي وما يتخلله من وحشية وقسوة ، انه سباق لا رحمة فيه ولا عاطفة ومن يتهاوى لا يتوقع أن يمد له الآخرون ايديهم بل هناك من يفرح لانه تخلص من خصم اضافي ، الاغلبية المظلومة في هذا البلد لديها نخبة كبيرة ومنوعة ومبعثرة ، وباستطاعتها اعادة تنظيم سياقاتها وقيمها التنظيمية للخروج بتمثيل أقوى وأحدث وأفضل ثقافة وقدرة على المبادرة ، عليها استخدام الآليات التي تمكن الشخصيات الجامعة ذات الحس الوحدوي من الوصول الى مواقع القيادة التنظيمية ، الشخصيات التي تستقطب الجميع بدون تمييز ويتسع صدرها للوطن والشعب ككل فالذي يريد توحيد العراق يجب ان تكون لديه ارادة تكفي لتوحيد العالم ،لا بد من مشروع تنظيمي حركي بمستوى عال من الحداثة والجامعية قبل الشروع بأي عملية سياسية ، لا بد من تجاوز جميع القيود الوهمية مثل الطائفية والعرقية والمناطقية التي صنعها المتنازعون على السلطة ليمثلوا دور الحماة ويجندوا المساكين ، الأصلاح التنظيمي عمل صعب يشبه الاصلاح الاخلاقي والتوبة النصوح من ناحية الارادة ، أما من ناحية التنفيذ فهو بحاجة الى تخطيط يتضمن تبني الأهداف والوسائل والجدولة الزمنية والتعايش مع الجمهور واستخدام القوانين والابتعاد عن الارتجال والمزاجية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك