ان سير العملية السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية ، وبالأخص خلال الفترة التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات كشفت حجم التحدي الذي يواجه الشيعة وحجم التحدي الذي يواجه الائتلاف جواد عزيز النادر
رسالة الى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية
الحفاظ على تماسك الائتلاف مسوؤلية تاريخية
يشكل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وقائده السيد عبدالعزيز ومنظمة بدر وقياديهما عناصر القوة في البنية الاجتماعية والسياسية والدينية الشيعية ، ويعد من الدعامات المهمة للحفاظ على مصالح وحقوق المجتمع العراقي واتباع اهل البيت ، ويمارس المجلس وشخصياته القيادية دورا فاعلا في قيادة المجتمع وحقق نجاحات في مجال القيادة ، اذ يتولى السيد عبدا لعزيز الحكيم قيادة اكبر كتلة برلمانية في الساحة السياسية العراقية ، والكتلة الرئيسية الوحيدة الممثلة لاتباع اهل البيت في العراق ، فضلا عن ان الدكتور عادل عبدالمهدي وهو من شخصياته البارزة يتولى منصبا رئاسيا هو نائب رئيس الجمهورية زيادة على دورة في مجال تخصصه الاكاديمي في مجال الاقتصاد وجهوده الواضحة في هذا المجال ، ينضاف الى ذلك دور السيد باقر جبر الزبيدي في قيادة وزارة الداخلية ومكافحة الإرهاب ، فضلا عن دور تعبوي وميداني لشخصياته السياسية البارزة الاخرى مثل الدكتور همام حمودي والشيخ جلال الدين الصغير وآخرون في الجمعية الوطنية وفي الساحة السياسية ، لذلك أقول ان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لا يبحث عن دور ، بل انه يتمتع بدور قيادي بارز ومهم في حياة المجتمع . وان هذا الوصف في الدور القيادي والمسوؤلية التاريخية ينطبق على كل طرف من اطراف الائتلاف ، كحزب الدعوة الإسلامية والتيار الصدري والفضيلة والقوى الاخرى ، لذلك اقول :
·
ان الهجوم الذي تعرض له الدكتور إبراهيم الجعفري والاعتراض على ترشيحه لرئاسة الوزراء ، يأتي في إطار برنامج ومخطط حشدت له القوى التي تقف بالضد من الائتلاف والشيعة ، وليس موقف شخصي يستهدف الجعفري نفسه ، اذ انه يأتي في إطار مجموعة من السبل والوسائل والعراقيل لمنع وتأخير تشكيل الائتلاف لحكومته وللالتفاف على نتائج الانتخابات ، وان استهداف الجعفري هو استهداف عادل عبدا لمهدي واستهداف الائتلاف باجمعه والشيعة عموما .·
ان سير العملية السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية ، وبالأخص خلال الفترة التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات كشفت حجم التحدي الذي يواجه الشيعة وحجم التحدي الذي يواجه الائتلاف ، وان هناك قوى محلية طائفية تكفيرية وقوى سياسية علمانية وسنية ومصالح ومكاسب كردية جميعها مدعومة من قبل مصالح وقوى أجنبية لا يتفق برنامجها وخططها مع المنهج والمخططات التي تمثل الشيعة ، وألان يراهن هؤلاء على خيار واحد يعتقدون انه يحقق مبتغاهم من خلال شق الائتلاف وتفتيت وحدته وتماسكه ، وهذا هو أكثر الوسائل تأثيرا ، بعد فشلت المحاولات السابقة في حرمان الشيعة من مشاركة التيار الصدري في الانتخابات وفي الحياة السياسية وجعله خارج الائتلاف وبعيدا عن الشيعة.·
لذلك فأن أي قضية سياسية نختلف عليها لا تستحق ان نضحي بتماسك وقوة الائتلاف كخيار ضروري ومصيري في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة ، وسيكون خطأ تاريخيا لا يغفر لاي قوة سياسية او لاي شخصية سياسية داخل الائتلاف تكون سببا في انقسامه وشق صفوفه ، اذ ستضيع الفرصة التاريخية والى الابد ، وكلما تشتد الهجمة وتشتد ألازمة يجب ان نزداد قوة وتماسكا ونرتقي نبحث عن وسائل وضمانات ونعتمد آليات ونبني نهجا ونقدم خطابا متطورا ، فالمؤامرة كبيرة والخصوم كثر ، وعناصر القوة لدينا كثيرة وما نطمح الى تقديمه للمجتمع من عفة ونزاهة وصدق يبغض الكثيرين .·
وأمام هذه الحقائق أقول ان أمام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وقائده السيد عبدالعزيز الحكيم وعلى قوى الائتلاف مسوؤلية تاريخية مصيرية بالحفاظ على وحدة وتماسك الائتلاف كشرط وضمان للحفاظ على موقف الشيعة في العراق وتعزيز العملية السياسية في العراق ، وان على الجميع إدراك هذه الحقيقة، اذ ان وحدة الائتلاف هي الضمانة الأكيدة ، اذ لا يهم المواطن كثيرا ان تعقد جلسة مجلس النواب الأحد او الاثنين وليس لديه فرقا كبيرا ان يتولى الدكتور ابراهيم الجعفري او الدكتور عادل عبدالمهدي رئاسة الوزراء بقدر ما يهمه كثيرا امر وحدة وتماسك الائتلاف اذ ان قوة المجلس الاعلى او حزب الدعوة او التيار الصدري او الفضيلة تكمن في ان يكونوا معا .والله الموفق .https://telegram.me/buratha